عز الكلام
الولاية.. والمالية.. الذهنية!!
أم وضاح
ليس من المنطق أن نحكم على مجمل فترة حكومة دكتور “عبد الرحمن الخضر” الوالي السابق للخرطوم بالفشل إذ أنها وبقدر ما شهدت بعض الإخفاقات شهدت أيضاً بعض الانجازات، وكله يدخل في إطار السعي للعمل العام الذي لا يبلغ عنه الرضاء تمام عدد أو كمال رأيٍ، وبذات المنطق ليس من المنصف أن نحكم على مجمل المسئولين في الحكومة من وزراء ومعتمدين أيضاً بالفشل المطلق والفترة الماضية شهدت حراكاً لبعضهم كان يمكن أن يكون إيجابياً للحد البعيد لولا الهنّات والهزات التي دائماً ما تكون قاصمة ظهرٍ للمشاريع الكبيرة والجادة، وهذه الهنات غالباً المتسبب فيها إما عامل التمويل الذي يقف حجر عثرة أمام إكمال الأفكار والرؤى أو المتابعة اللصيقة التي من شأنها أن تخرج العمل (لا فيه شق لا طق)، أو أن بعض (الأيادي الوسخانة) تدخل في ماعون هذه المشروعات والبرامج فتتعطل وتنهزم الفكرة والهدف، لذلك فإن والي الخرطوم الجديد يقف أمام تحدٍ كبير وعظيم والرجل قائد عسكري يعلم ويدرك أن الدخول لأي معركة بلا جنود مستعدين ومدربين على التضحية ونكران الذات والإيمان بالقضية سيعرضه لا محالة للهزيمة النكراء، ربما أن ولاية الخرطوم بمشاكلها وقضاياها الشائكة هي ساحة للحرب ضد التخلف وضد تدهور مستوى البيئة وضد مشكلة المواصلات وضد غول الأسواق والأسعار فإن السيد الفريق مطالب باختيار تشكيلة من (التكنوقراط) الذين يفهمون كيف يديرون هذا الملف الشائك، لكن هذا لا يعني أن لا يبقي على من أدى أداءً حسناً وتحرك حراكاً إيجابياً فيكمل ملفات ما بدأه لأنه الأعلم والأدرى بها!! على فكرة بذات الدقة والحذر الذي نطلب فيه من الوالي اختيار فريقه نطالبه أيضاً بالاسراع في ذلك لأن الانتظار والتريث أكثر من اللازم يخرج إلى السطح بعض الذين يعرفون من أين تؤكل الكتف فيبدأون في التقرب من صانع القرار مسحاً للجوخ وإطراءً على أنفسهم وتبرعاً بإسداء النصح حتى يضعون أنفسهم تحت دائرة الضوء للعودة من جديد، أمس قرأت تصريحاً لمعتمد سابق يتحدث فيه عن الأدوار التي يفترض أن يلعبها الوالي مطالباً إياه بأن يجد (حلول خارج الورق) والدراسات التي لا تنتهي، وهو لعمري حديث يدعو للدهشة إذ أن المتحدث كان معتمداً لمحلية الخرطوم، شهدت فيها المحلية أسوأ فتراتها تردياً في الخدمات وتراجعاً في المشاريع واهتم يومها هذا المعتمد بتفاصيل (البرستيج) الذي يخص سيادته، ولم يكن متاحاً لمواطني المحلية ولم ينجز عملاً واحداً تحفظه له صفحات التاريخ، ولا أدري أين كان سيادته من (الحلول خارج الورق).
في العموم ولاية الخرطوم وبوصفها الحالي تحتاج إلى كثير من العمل وكثير من الإخلاص وكثير من الزهد في الجلوس على المكاتب. والخرطوم بوصفها الحالي تحتاج إلى إعادة ترتيب ومعالجة وإعادة كثير من القوانين التي جعلت المحليات مجرد مراكز للجباية تأخذ ولا تعطي، والخرطوم محتاجة إلى عيون مساهرة وإلى أقدام تصل المشكلة قبل أن يكتشفها المواطن، والخرطوم محتاجة إلى إرادة وقيادة تحفز وتحرض سكانها على أن تصبح العاصمة الأنظف والأجمل (والما بجي بالحسنة بجي بالقانون).
Ø كلمة عزيزة
إن كان يعلم السيد وزير المالية بحيثيات قرار السيد الرئيس بإعفاء المدخلات الزراعية عن الجمارك وصادقت وزارته رغماً عن ذلك برفض إعفاء البذور والتقاوي والموسم الزراعي على الأبواب، إن كان يعلم الوزير بالقرار ورمى به عرض الحائط فهذه سابقة خطيرة أن ترفض وزارة أو جهه تنفيذ قرار وتوصيات الرئيس شخصياً.
أما إن كان الأخ الوزير لا يعلم أن الرئيس قد وجه بهذا الإعفاء فهو تقصير كبير من وزير يمسك روح البلد في يديه وهو المأمون على خزانتها مدخولاً وصرفاً.
Ø كلمة أعز
استفزني تصريح من إدارة جامعة “مأمون حميدة” قللت فيه من أثر انضمام طلاب تابعين للجامعة إلى (داعش) وقالت أن ما حدث لن يقلل من صورة الجامعة في الأذهان. ولا أدري كيف تهوّن إدارة الجامعة من هول الكارثة التي تكررت فيها بذات السيناريو. ثم عن أي ذهنية تتحدث إدارة الجامعة وأصحاب المركبات العامة من أول أمس الصقوا على محطة الجامعة اسم محطة (داعش) ذهنية شنو يا أخواننا؟!