رأي

مسالة مستعجلة

هل قتل الإخوان النائب العام المصري؟

نجل الدين ادم

تقدم الرئيس المصري “عبد الفتاح السيسي” وكبار رجال الدولة أول أمس موكب تشييع النائب العام “هشام بركات” الذي استشهد في انفجار استهدف موكبه في منطقة مصر الجديدة وذلك في جنازة رسمية.
استشهد الرجل وكان وقع الحادثة أليماً، فقد تأثرنا كما الشعب المصري باغتياله في أيام مباركات من شهر رمضان المعظم. الحادث خلف آثاراً سياسية ملتهبة وجعل سماء مصر ملبدة بغيوم المجهول.. فكيف وقع الحادث؟.. وما هي الجهة المسؤولة عنه؟
كل قرائن الأحوال تصوب الاتهامات نحو الإخوان المسلمين بأنهم من نفذ هذه العملية برغم غياب الأدلة المادية لذلك، وتهافت مجهولين بتبني الحادثة تحت راية (الإخوان).
 وأنت تقرأ مسرح هذه الحادثة تجد أنه لا افتراض آخر سوى أن الإخوان هم المتهم الأول، لكن وفي ظل غياب الحقائق يصبح الاتهام مجرد افتراض، والافتراض لا مكان له في الحكم.
من خلال ما قال به الرئيس المصري “عبد الفتاح السيسي”  من وعيد بتنفيذ أي حكم إعدام يصدر في حق شخص وهو يتحدث في مراسم تشييع “بركات”، فإن الإشارة كانت واضحة بأنه سيمضي في تنفيذ حكم الإعدام على الرئيس المصري السابق “محمد مرسى” وبعض الإخوان المسلمين رغم موجة الرفض المحلية والعالمية، بالتأكيد حادثة اغتيال النائب العام وما صاحبها من غدر هيجت غضبة الرئيس “السيسي” وجعلته يتوعد.
سؤال عريض أطرحه على كل متدبر للأوضاع في مصر، هل يمكن أن ينفذ الإخوان هذه العملية بغية تهديد “السيسي” بعدم المضي في تنفيذ أحكام الإعدام على “مرسي” وإخوته؟ لا أتوقع أن يكونوا بحجم هذه السذاجة.
 دائماً وفي لغة التحري، أن أبعد الفروض أو الافتراضات في الجرائم هي أقربها وبالعكس، وهذا ربما يجعل من فرضية أن من نفذ عملية اغتيال النائب العام المصري هم الإخوان مستبعدة، أنا شخصياً أدعو الجميع لتدبر الحادثة والنظر فيها بإمعان ولا بد للسلطات المصرية أن تعلم أنه وفي ظل أية نكسة سياسية وحالة غليان في أي بلد دائماً ما تكون المخابرات الإسرائيلية والأمريكية حاضرة لتغتنم الفرص لتنفيذ أجندتها.. وأن تكون الـ(سي آي أيه) هي المتهم الأول هو الخيار الأبعد، لكن بقراءة دقيقة يمكن أن تكون هي الفاعل مع بعض المساعدات، وأنا أرجح ذلك.
المخابرات الإسرائيلية أو الأمريكية تعلم تماماً أن وقوع هذه الحادثة سيضع الرئيس “السيسي” أمام تحدي حسم الأمر و(يركب راسو)، وبالتالي سيقوم بتنفيذ أحكام الإعدام مهما كان الثمن، ومؤكد أن انعكاس هذا القرار ستكون له تبعاته السالبة، حيث إن حالة الغليان والفوضى ومزيد من الاغتيالات ستحل على مصر الجارة وهذا مبلغ طموح هؤلاء.. أتمنى أن تكون مصر بحجم ريادتها وما تتمتع به من قدرات سياسية عالية واعية لمثل هذه المخططات.
أتمنى أن يفوت الرئيس المصري الفرصة على الجناة الحقيقيين ولا يقدم على إعدام “مرسي” وإخوته ويكرس جهده في الكشف عن خيوط المؤامرة.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية