رأي

عز الكلام

الوالي جاء؟ ما شفناه!!

ام وضاح

طبعاً فوجئت وجحظت عيناي من نص رأسي وأنا أقرأ خبراً على إحدى الشاشات أن والي الخرطوم الفريق “عبد الرحيم محمد حسين” قد زار سبعة عشر موقفاً في مدينة بحري، وسبب (الخضة التي أصابتني أنني أسكن مدينة بحري ذاتها ولم أسمع أو أشاهد لأي مركز قبل أو بعد يدلل على أن والي الخرطوم (شخصياً)، قد تفقد هذه المحلية خاصة وأن الحال ظل كما هو عليه فلا جديد يذكر ولا قديم يعاد، ولأن زيارة لمسئول كبير ورفيع كوالي الخرطوم لمحلية محدودة كمحلية بحري، يفترض أن نتلمس آثارها وتفاصيلها وما أعقبها من قرارات وتوجيهات، فما هي السبعة عشر موقعاً التي زارها الوالي ما هي حيثيات وأسباب الزيارة؟ طيب ما هي القرارات والتوصيات والمعالجات التي تمخضت عنها زيارة الوالي ورفاقه الأكارم، لأن الخبر نفسه جاء مقتضباً بصورة محيرة دون دخول في التفاصيل أو خطوط عريضة تجعلنا نفهم أيه الحاصل. لكن بما أن السيد الوالي ما قصر وزار (17) موقعاً فمؤكد أنه قد شاهد كمية الأنقاض التي أصبحت معلماً بارزاً من معالم بحري وكله يبني على هواه ويرمي بأنقاض منزله حيثما شاء، لأنه ببساطة لا محلية بتسأل لا قانون يُغرم (وهي عايرة وأدوها سوط). فبماذا وجه الأخ الوالي تجاه هذا المشهد الذي شوه المحلية وجعلها مكباً للأنقاض؟ وطالما أن الأخ الوالي زار (17) موقعاً فمؤكد وقطع شك رأى مرأى العين النفايات والمهملات التي تتكئ على جدران المنازل، وفي أطراف الشوارع لتصبح بحري محاطة بالقمامة ولا وجود لعربات تنقلها أو عمال يساهمون في إزالة القبح الذي شوه وجهها، فبماذا وجه الأخ الوالي تجاه هذه الكارثة البيئية التي ستسبب كارثة هذا الخريف، إن ظلت النفايات منفوشة ومتكدسة بهذا الشكل البشع؟ وبما أن السيد والي الخرطوم زار (17) موقعاً بمحلية بحري فمؤكد عينه وقعت على طرق الإسفلت الرئيسية والجانبية التي تشق الأحياء وهي تعاني الأمرين من سوء الرصف وسوء الإنارة وبحري في معظمها ليلاً تتحول أحياؤها إلى مدن أشباح، فبماذا وجه الوالي ليتلمس مواطن بحري الأثر الإيجابي لهذه الزيارة الكريمة.
في العموم لا أدري إن كانت هذه الزيارة معلنة أم أنها زيارة تمت بليل، لأن علنية مثل هذه الزيارات تمنح المواطن فرصة الالتقاء بالمسؤول لطرح القضايا وجهاً لوجه بكامل الشفافية، ومن ثم التزام المسؤول نفسه بقائمة وعود عليه أن يلتزم بها وينفذها طالما ربط لسانه!! لكن أن نسمع أن الوالي بنفسه زار (17) موقعاً في يوم واحد دون أن نشعر أو نحس أو نتلمس لهذه الزيارة أثراً أمر يدعو للدهشة والتساؤل، بالمناسبة كيف زار الوالي (17) موقعاً في يوم واحد يعني لقى فرصة كيف للتأمل وللتساؤل وللتوجيه اللهم إلا كان ركبتوا هليكوبتر واللا شنو.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية