رأي

مجرد سؤال ؟؟؟

المنادي ناداني

رقية أبوشوك

أشواق كل أهل السودان أن يزوروا الأراضي المقدسة سواء حاجين أو معتمرين.. الشوق هذا يجعلهم يجمعون المال والذهب والفضة ثم ينفقونها تكلفة للحج ولا يهم إذا ارتفعت كلفة الحج أو لم ترتفع لأنه قد نوى واستعد والمنادي ناداهو… وعندما ينادي المنادي فلا حاجز يقف دون أدائك للفريضة
قال تعالى (وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ).. صدق الله العظيم
فعندما أنهى سيدنا إبراهيم عليه الصلاة وأتم التسليم بناء الكعبة أمره الله سبحانه وتعالى أن يؤذن وينادي الناس لحج بيت الله تعالى، وقال إبراهيم مخاطباً الله جل وعل : وما يبلغ صوتي؟؟.. بمعنى أن صوته لن يصل كل البقاع إلا أن الله تعالى قال له: (أذن وعلينا البلاغ) وقد كان… يا لها من معانٍ سامية.
 فأهل السودان لديهم قفشات مع المنادي بأن يقول الوالد لابنه (المنادي ناداني وداير أمشي الحج) ليجبر ابنه أن يحججه وفي كثير من الأحيان يستجيب الأبناء للآباء.
 شاهدت قبل فترة برنامجاً عبر التلفزيون وقد اتصل أحد المشاهدين يسأل عن المنادي وقال إن جدته لأبيه طلبت منهم أن يحججوها ومصرة جداً لان المنادي ناداها.. مقدم البرنامج ضحك وقال للسائل (حبوبتكم دي دايرة الحج ساي عليكم الله حججوها).
هؤلاء هم أهل السودان الذين يعشقون الحج وزيارة الحرمين الشريفين، أقول هذا وفي الخاطر البداية المبكرة للتقديم للحج هذا العام (1436ه) والذي بدأ وانتهى الآن .. بدأ الكترونياً وقد تجاوب كل المتقدمين للحج بفكرة التقديم الالكتروني لأنها وفرت لهم الجهد والوقت ولأنه بات بالإمكان التقديم من منزلك دون التحرك المبكر لمراكز التقديم ومن ثم الصفوف والازدحام والتكدس وقد لا ننسى الازدحام والصفوف التي تركت موتى بولاية القضارف خاصة وأن ذلك العام كان قد شهد لأول مرة تقليص حصة السودان من الحجاج لأغراض التوسعة، فالهلع أصاب المتقدمين الأمر الذي ترك موتى.
الآن من مزايا التقديم الالكتروني أنه أزاح كل هذه الأشياء وجعل الذين ينوون الحج التقديم الكترونياً وعبر الموقع الالكتروني ومن ثم الإعلان بأنه قد تم اختياره لحج هذا العام بعد أن ناداهو المنادي، فالذين تم اعتمادهم هؤلاء هم الذين قال الله لإبراهيم (أذن وعلينا البلاغ)
فالتجربة نستطيع أن نقول بأنها ناجحة بكل المقاييس، كما أنها أثبتت نجاحها في كل الولايات بالرغم من انها وليدة التجربة وذلك باستثناء ولاية الخرطوم والتي طبق فيها الحج الماضي فقد تمت بكل هدوء ودون مشقة أو عنت بالنسبة للمتقدمين.. فالتقديم الالكتروني هو نتاج للحكومة الالكترونية التي بدأت الدولة في تطبيقها وسيتم نهاية الشهر الجاري عدم التعامل مع اورنيك 15 الورقي واستبداله بالاورنيك الالكتروني حيث شددت المالية بأنه من يتعامل بالاورنيك الورقي بعد نهاية الجاري فإنه سيعرض نفسه للمساءلة القانونية.
إذن فالأمر ليس حج الكتروني بل إنه عمل تقني متطور تسعى الدولة لتطبيقه في كل الأشياء، وقد كانت الإدارة العامة للحج والعمرة سباقة، حيث شرعت ونفذت لتسهيل مهمة الحجاج خاصة وأن هذه التجربة سيتيح للحاج الذي لم يحالفه الحظ هذا العام بأن تكون له أولوية الحج القادم بعد أن قيد اسمه.. فالتحية لها.
فيجب أن نضع في الاعتبار أيضاً بأننا مهما اجتهدنا وعملنا فإننا لا نستطيع أن نرضي كل الناس وهذه هي طبيعة البشر يحبون ويكرهون وينتقدون أيضاً، يجب أن لا تثنينا هذه الأشياء عن السير في الاتجاه الصحيح الذي اخترناه وسرنا في طريق تحقيقه… فهؤلاء غداً سينضمون للركب فإذا وقفنا عند الانتقادات فلن نتحرك قيد أنملة.
وللحجاج أتمنى حجاً مبروراً وسعياً مشكوراً.. كما اسأل الله لي ولكم أن نكون من الذين استجابوا للنداء وتم إبلاغنا.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية