رأي

مسالة مستعجلة

معاقبة الأئمة والشيوخ!!

نجل الدين ادم

سلطات الخرطوم تعفي أئمة مساجد بولاية الخرطوم لانحرافهم عن (المسار العام)، تحت هذا العنوان حملت عدد من صحف الأمس تفاصيل الخبر الملفت للنظر، تخيلوا أن يجد إمام مسجد أو خطيب (جمعة) نفسه موقوفاً عن العمل بأمر السلطات وعن اعتلاء المنبر، ومعروف عنه أنه القائد وناشر الموعظة الحسنة وناصح الناس !!.
سألت نفسي ماهو (المسار العام) الذي خرج عنه أئمة المساجد الذين تم إعفاؤهم من قبل المجلس الأعلى للدعوة والإرشاد بولاية الخرطوم، وما مصيرهم بعد القرار الذي قضى بحظر خطبهم؟!، أمر عجيب ومؤسف في ذات الوقت أن يتم التعامل مع قدوة المجتمع وعلمائه بهذا النهج. السؤال قائم .. هل هذا الإعفاء بسبب الطرق الشديد على قضية المياه وانعدامها أم بسبب انتقادهم لأداء مسؤولين بعينهم؟ .. أم ماذا .. وكيف يكون الدين النصيحة سادتي؟، والنصيحة التي تقول بها تقودك إلى خبر (كان)!، وبأمر السلطات المسؤولة توقف راتبك وتوقف حالك.
بدا لي أن مجلس الدعوة يتعامل مع هؤلاء الأئمة من واقع أنهم موظفون لديه ولا بد أن يأتمروا لأمره في كل صغيرة وكبيرة، سيما وأنهم يتقاضون رواتب شهرية.
مولانا “بدر الدين طه” وأنت تقود المجلس الأعلى للدعوة والإرشاد بولاية الخرطوم قد عرف عنك العلم والإلمام بدروب الحياة العامة، وكذلك أنك صاحب تجربة عملية وقد شغلت من قبل عدداً من المناصب وتعرف النصيحة وماذا يعني التقصير وماهي مسؤولية المدير والحاكم الخ.
 لا اعتقد أن من بين الذين تم إعفاؤهم من هؤلاء الأئمة والشيوخ  أحد قام بسب مسؤول أو قذفه أو رماه، وإذا ثبت أن هناك واحداً من هؤلاء الشيوخ وقع في هذا الفخ فإنه يستحق هنا الإعفاء والسجن وأكثر كمان، جزاءاً على ما اغترف من جريمة في المقام الأول وإثم ومخالفته الشرع والدين.     
مولانا “بدر الدين” قال في متن الخبر المنشور في الصحف خلال حديثه  للإذاعة السودانية يوم (الجمعة)، إن عدداً من أئمة المساجد متفلتون يخرجون عن اللياقة أثناء خطب (الجمعة). وزاد (تم إعفاء عدد منهم جراء ذلك)، يعني بهذه السهولة أقلتهم دون مساءلة أو توجيه إنذار، أقلتهم لأنك تدفع لهم راتباً شهرياً وفي هذا حق لك، ولكن ما لا يحق لك هو أن تتعامل مع هؤلاء العلماء الأجلاء وقدوة المجتمع بهذه الطريقة ومعها تشهير كمان!، يعني لم يتبقَّ من العقوبة إلا أن يقول مولانا “بدر” إن الآتية أسماؤهم تم إعفاؤهم بموجب قرار مني!.
شيخ “بدر” أكد كذلك أن مجلسه الأعلى للدعوة والإرشاد، يسعى لأن تكون الدعوة في سلم أولويات الولاية والحكومة المركزية، كيف يكون ذلك وسيفك مسلط على الدعاة؟.. أم أنك تريدها دعوة بمواصفاتك؟!.
ومضى في إفاداته بأنهم وضعوا مشروعاً يهدف إلى ترقية الأئمة وتطويرهم، سيتم افتتاح مشروع (الإمام المحترف) في (الجمعة) المقبلة، يعني تحمل بطاقة اعترافية كالصحافيين والمحامين، هكذا يريد مولانا “بدر الدين” للدعوة من شروط قاتلة ومقيدة لا ينفك خطيب أو شيخ أن يخرج عنها.
مولانا “بدر الدين” ليتك لم تقل بهذا الخبر والعذر الذي قادك لفصل هؤلاء الشيوخ، لأن العذر هنا أقبح من الذنب، والله المستعان.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية