(المجهر) في حوار رمضاني مع أسطورة الكرة السفير "علي قاقارين" بين الرياضة والدبلوماسية
لاعب كرة القدم السوداني إذا لم يكن متعلماً سيصاب بأمراض نفسية بعد الاعتزال
اكتب على لساني: (الهلال سيصل دور الأربعة في البطولة الأفريقية)
“السمحوني” و”هاشم عثمان” من أفضل السفراء الذين تأثرت بهم
أستمع لـ”كابلي”.. وأعشق الموسيقى الهادئة.. وبورتسودان من أحب المدن إليّ
حوار- صلاح حبيب/ معتصم محمود
{ من الشخصيات التي تأثرت بها بالخارجية؟
_ أخونا “عثمان السمحوني” رجل صديق ورياضي، هو الذي كان يطالبني بالحضور للخارجية، وأنا أكن له كل الاحترام.. الشخص الثاني الذي تأثرت به الوكيل “هاشم عثمان”، وهو رجل- رحمه الله- دبلوماسي من طراز فريد وشاطر وحبوب واجتماعي، ويعرف الناس وصاحب علاقات عامة.
{ ألا يوجد رياضيون غيرك في وزارة الخارجية؟
_ من بين الرياضيين في وزارة الخارجية “عبد العزيز حسن صالح”.. و”عبد المحمود” في المريخ.. لا يوجد لاعب كرة سفيراً في الوسط الرياضي أو الوطن العربي أو الأفريقي غيري.. وفي برنامج مصري يتحدث عن الرياضة ذكروا أنني لاعب الكرة الوحيد الذي أصبح سفيراً.. وبكل فخر أنا لاعب الكرة الوحيد (السفير).
{ دبلوماسيون في الخارج تأثرت بهم؟
_ حقيقة لا يوجد.. لم أكن قريباً منهم لأتأثر بهم.
{ هنالك بعض اللاعبين حينما يعتزلون الكرة وينفض الناس من حولهم يصابون بأمراض نفسية.. ما حقيقة ذلك؟
_ هذه مرحلة نفسية قاتلة جداً يمر بها اللاعب المعتزل، فبعد أن كان ملء السمع والبصر ينزوي ويقصى، وبعد أن كانت صوره في الصفحة الأولى بدأ الناس يتناسونه.. هذا يؤثر فيه إذا لم يكن متعلماً وواعياً حتى يستطيع وضع نفسه في مكان جديد.. حاول أن تكون في نفس المكان الذي كنت فيه حتى تكون شهرتك موجودة.. فـ”علي قاقارين” مثلاً لم يبتعد عن المجال، مرة مع المدربين، مرة سكرتير ومرة إداري في نادي الهلال.. إذا كنت متعلماً فأنت تتقبل مسألة أنك لم تعد نجماً.. لكن الشخص الذي ينزوي نهائياً سيعاني نفسياً وحتى الوضع المالي.. “علي قاقارين” يجد الاحترام لأنه رجل متعلم.
{ اللاعبون المصريون أصبحوا في الإعلام الرياضي محللين ممتازين.. لماذا لم نجد ذلك في اللاعب السوداني؟
_ لأنه غير متعلم.. هذه المشكلة الكبيرة واحدة من مشاكل اللاعب السوداني، ومشكلة الكرة السودانية تتمثل في نوعية اللاعب، فهو يفتقد إلى شيئين أساسيين لو وجدهما لأصبح (شخص كويس).. أولاً عدم التعليم، وهذا يفقده أشياء كثيرة جداً، والشيء الثاني أنه ليس خريج مدارس ولا أكاديميات، يلعب بالفطرة فقط، والفطرة نفسها أصبحت غير موجودة لأنه لا يوجد “دافوري” في الأحياء ولا حصص رياضة في المدارس.. بالرغم من هذا استطعنا أن نصل إلى النهائي ودور الثمانية، فتخيل لو وجدت مدارس سنية ولاعبنا تعلم، ألن نكون الأوائل في أفريقيا؟ لأن اللاعب السوداني ذكي ويعرف كيف يتصرف أمام المرمى.
{ أنت لك رأي تجاه القيادة الرياضية.. مثلاً وزارة الشباب والرياضة وزارة نثريات؟
_ هذه هي المشكلة نفسها.. السودان أعتقد أن أعظم مدير مر عليه هو “محمد طلعت فريد” في الستينيات لأنه رجل رياضي يعرف الرياضة، بنى استادات الهلال والمريخ والموردة.. كان الرجل المناسب في المكان المناسب.. وأذكر في مرة أحضروا لنا ترزياً وزيراً.. هي وزارة ترضيات.
{ حتى على مستوى الاتحاد لا يوجد لاعبو كرة؟
_ من الذي لعب فيهم كرة “أسامة عطا المنان” و”مجدي شمس الدين” و”طارق عطا”؟؟ هذه مشكلتنا.. هنالك العديد من الرجال في أماكن ليست أماكنهم، وحتى في السياسة.
{ ماذا يقرأ “علي قاقارين”؟
_ الثقافة عامة.. لا أقول أقرأ لشخص معين.. في فترة من الفترات كنت أقرأ كتباً فرنسية لكن بعد انشغالي أصبح اهتمامي ثقافة عامة، لأنني أصبحت دبلوماسياً ويجب أن تكون ثقافتي عامة، وقراءاتي كلها جادة، لا اقرأ قصة بوليسية، اقرأ منظمات دولية وقانون دولي.. الأشياء التي تضيف لي شيئاً جديداً.
{ هل كنت تدخل سينما؟
_ أحب السينما جداً، في أي بلد سافرت إليه لازم أدخل السينما.. نحن في السودان لا توجد سينما ولا أفلام هادفة.
{ في مجال الفن؟
_ أنا أحب الموسيقى جداً، الهادئة والأغاني ذات الكلمات البعيدة الأثر، وأحب حقيبة الفن، وأحب “عبد الكريم الكابلي” لأني أعدّه فناناً مثقفاً وواعياً، ويعرف كيف يتحدث.. إذا تغنى أطرب وإذا سكت أطرب.
{ من الجيل الجديد؟
_ صراحة أعتقد أن “طه سليمان” صوته جميل إذا غنى أغاني جادة.
{ في كرة القدم.. من اللاعبين الذين لفتوا نظرك؟
_ “أطهر الطاهر” و”محمد عبد الرحمن” و”وليد علاء الدين”.. أفتكر هذا الثلاثي خطير جداً.. قد لا تنتظر منهم شيئاً في هذا العام، لكن في العام القادم سيكون لهم “كلام آخر” في التشكيلة وفي الأداء.
{ فيمن تجد نفسك من الشباب؟
_ “محمد عبد الرحمن” لديه إمكانيات “كويسة جداً”، أفضل لاعب يذهب إلى الدفاع.. وهذا كنت أفعله أنا.
{ الهلال في كأس أفريقيا.. كيف تراه؟
_ أكتب على لساني.. الهلال إن شاء الله سيصل دور الأربعة.. وبعد ذلك لكل مقام مقال.
{ من الدول الراسخة في ذاكرتك؟
_ أحببت تركيا جداً، فهي بلد جميلة، وناسها طيبون ويحبون السودان، واسطنبول من أجمل المدن التي رأيتها في حياتي.. وخليج الفسفور والجزر السبع وهناك يحبون “الشواءات” طبعاً و”يشربون اللبن الروب” ولا يشربون المياه، أكلهم كله شواء لا توجد زيوت.
{ من المدن الراسخة في ذاكرتك داخلياً وخارجياً؟
_ مدينة بورتسودان أحببتها جداً، وأشيد بما قام به الوالي في هذه المدينة، فقد أصبحت مدينة جميلة وسياحية.