هل تنبأ "إبراهيم الميرغني" بفشل السيد "الحسن"؟!
بقلم _ عادل عبده
تعيش العلاقة السياسية بين مولانا “الحسن الميرغني” والأستاذ “إبراهيم الميرغني” فصلاً مهولاً من الغموض والمربعات السحرية، ولا يعرف أحد أسباب غياب التجانس والتنسيق بين الاثنين الذي صار نغمة سائدة بين الجمهور الاتحادي. فالواضح حين كان “إبراهيم الميرغني” ملء السمع والبصر من خلال موقعه كناطق رسمي باسم الاتحادي الأصل، كان “الحسن الميرغني” في مرحلة السكون والابتعاد عن الظهور. وبذات القدر عندما تولى “الحسن الميرغني” دفة الأمور في الحزب اختفى “إبراهيم الميرغني” عن الأنظار ولم يعد يشار إليه بصفة الناطق الرسمي.
ماذا جرى بين أبناء العمومة في الدوحة الميرغنية الهاشمية؟ وهل هنالك خلاف إستراتيجي بين “الحسن” و”إبراهيم” في الرؤية السياسية جعل التواصل بينهما مغلقاً؟
يقال إن “إبراهيم الميرغني” لديه ملاحظات كثيرة ومتنوعة على منهج “الحسن” على صعيد المشاركة في الحكومة وإدارة الحزب، فهو لا يستطيع بحكم التقاليد في البيت “الميرغني” المجاهرة بتلك الآراء على الملأ، وربما يكون قد أرسل ملاحظاته إلى “الحسن” في الخفاء ملفوفة بقفاز من حرير!! فالخلاف والتباين في وجهات النظر الذي يدب بين “المراغنة” لا يُرى بالعين المجردة، حتى يظن المرء أن هنالك وداً وتلاحماً على حبل متين.
طيلة الفترة التي قطع فيها “الحسن” مشواره الطويل في الانتخابات والمشاورات والمشاركة، دخل “إبراهيم الميرغني” في صومعة واعتزل موقعه الحزبي القائم على الظهور.. بالمقابل كان هنالك عدد من الشباب يحومون حول “الحسن” تولى بعضهم المهام والصلاحيات التي كان يقوم بها “إبراهيم الميرغني”.
بعض آراء “إبراهيم الميرغني” التي لم تخرج من مدرسة الأدب الصوفي، جاء فيها أن قيادة الاتحادي الأصل يمكن أن تذهب إلى “الحسن الميرغني” لكن من خلال شروط أبرزها الانفتاح والنزول إلى القواعد وقيام المؤسسات الصحيحة.. ربما يكون هذا الرأي الذي تضاف إليه ملاحظات أخرى، جعل السيد “الحسن” لا يقبل النصيحة الغالية التي جاءت من داخل البيت.
لابد من القول إن ملاحظات “إبراهيم الميرغني” نحو “الحسن” لم تضرب الأرض كعاصفة هوجاء ولم تظهر بالصوت العالي الشفاف حتى لا تصادم الإتيكيت والاعتبارات، غير أنها لامست المقاصد في هدوء وفتحت المسامات بالإبر الصغيرة.
في ثنايا تلك المعطيات الواضحة.. هل تنبأ “إبراهيم الميرغني” بفشل “الحسن الميرغني” في دواخله؟ فالشاهد أن لكل حركة مكتومة إشارة مفهومة، وأن تفاصيل الجواب تعرف من العنوان قبل فتح الظرف حسب ما جاء في الحكمة الشعبية!!
المحصلة.. ليست هنالك ملاسنات وقوة انفجار في العلاقة السياسية بين السيد “الحسن” و”إبراهيم الميرغني”، فالواضح أن هنالك تباعداً واتجاهات مختلفة، بل يمكن أن يخرج عبارات حلوة من الطرفين إذا حاول البعض الحديث عن وجود قطيعة بين الرجلين.. هكذا تقوم ركائز البيت “الميرغني” الكريم.. ويبقى دائماً في النفوس ما لا يعلمه السابلة!!