مسالة مستعجلة
ماذا تفعل وزارة الإعلام؟!
نجل الدين ادم
من مفارقات أخبار التشكيل الوزاري الأخيرة على الصحف السودانية وغيرها كان غياب صور عدد كبير من الوزراء ووزراء الدولة الذين صدر مرسوم جمهوري بتعيينهم، يعني حضرت الأسماء وغابت الصورة، وعلى هذا النسق كان الحال في أول حكومة بعد انتخابات 2010 ومن بعد ذلك التشكيل الوزاري الشهير ما بعد انفصال الجنوب وما تلته من تعديلات وزارية لاحقة، تخيلوا أن بعض الوزراء وبخاصة وزراء الدولة في الحكومة السابقة لم تظهر صورهم إلى أن غادروا بانتهاء أجل الحكومة.
الصحف كانت الأكثر تضررا وهي تنقل تفاصيل التشكيل الوزاري للحكومة الجديدة في صفحاتها الأولى دون أن يصاحب ذلك صور للوزراء الجدد، وفي ذلك اليوم تبادلت الصحف بحكم التعاون ما تيسر لها من صور، بعد ان فشل صديقنا (قوقل) في تقديم المساعدة، وفي اليوم التالي أيضاً كانت أكثر حاجه للصور وتهاني وإعلانات التعيين تنهال ولكنها تبحث عن صور المراد تهنئتهم، فاضطرت بعض الصحف لوضع شعار الوزارة بدلاً من الوزير الجديد معقولة يا جماعة؟!، قد يقول قائل هذه مسؤولية الوزارات .. ولكن هذا ليس بصحيح لأنها لا تعرف شيئاً بالمرة عن القادمين الجدد.
هذه المسؤولية مشتركة بين وزارة مجلس الوزراء ووزارة الإعلام، والأخيرة عليها المسؤولية الأكبر من واقع الاختصاص والمسؤولية المباشرة .
تأكد لي تماماً في ظل هذا القصور حجم التخلف في معالجة أبسط المهام المهمة، هل الدول التي من حولنا تعمل بذات النسق الاجتهادي المخل كأن تضع وردة محل صورة وزير أو دائرة أو مربعاً !.
تخيلوا أنه لا توجد قائمة بأسماء وكلاء الوزارات الاتحادية لدى أجهزة الإعلام، قد يعرف كل واحد منا وكيل وزارة أو اثنين، والباقي في حق الله .. وتضطر الصحف أن تكتب في أي خبر يأتي من أحد وكلاء الوزارات كالآتي: وقال (وكيل وزارة …. حافة دون الإشارة إلى الاسم)!.
إذا لم تكن من بين مهام وزارة الإعلام الموقرة توفير قائمة الوزراء ووكلاء الوزارات وصورهم للصحف فماذا تفعل؟!، اعتقد أنه لا واجبات أهم من هذه يفترض أن تقوم بها.
نحن نعلم جيداً أن المجلس القومي للصحافة والمطبوعات ووكالة السودان للأنباء والهيئة القومية للإذاعة والتلفزيون، جميعها تتبع لرئاسة الجمهورية فلا تتعدى مسئولية وزارة الإعلام عليها سوى الإشراف فقط. إذاً ماذا تفعلون، تخيلوا وزارة كبيرة وعريضة فيها وزير .. ووزير دولة ووكيل وزارة ومديرو إدارات وجيش من الموظفين والإعلاميين، هل ينتظرون مواسم المؤتمرات الصحفية الكبيرة للرئيس وأركان حربه ليقوموا بعملية التنظيم أم ماذا ؟!.
أرجو من وزارة الإعلام أن لا تكابر وتأخذ هذه الملاحظات مأخذ الجد وتقوم بتوفير هذه المعلومات المهمة والخدمات الضرورية لأجهزة الإعلام لتعطي حيوية ورونقاً للوزارة، من خلال انفتاحها وتقديمها للخدمات للإعلام والجمهور على السواء وبالله التوفيق.