قوالات إيجابية
قوالات إيجابية
سعد الدين ابراهيم
مما قرأته في تراث الساسة المسلمين الأوائل بعض ما ينشر في باب الطرائف لكن دلالاته عميقة، أشهر ذلك قصة الأمير الذي كان يلعب الشطرنج فدخل عليهما رجل بملامح وسمت جعله يحتشم في الجلوس ويضم أرجله، بعد أن كان يمدهما، فتحدث الرجل حديثاً ساذجاً فقال الأمير الآن نمد أرجلنا.
الثانية الأقل شهرة أن الأمير سمع عن حاو.. يرمي الإبرة في الهواء ثم يجعل الخيط يقع في سمها (فينضمها).. فأمر الأمير بمنحه ألف درهم وجلده مائه جلدة.. فاستغرب الرجل فقال الأمير المال لأنك أتيت بشيء يدل على براعة والجلدات لأنك شغلت الناس بما لا يفيدهم
الثالثة عن أميرين قال أحدهما للآخر:- ما دخلت في أمر قط وأردت الخروج منه إلا وخرجت.
فقال الثاني:- ما دخلت في أمر وأردت الخروج منه قط.
فإذا كنت مثلي تتابع القنوات المحلية والعربية فإنك لواجد أشكالاً وبدلاً وعمماً وشالات وعباءات وربما لحىً وسيمة أو حلاقة أنيقة .. وتتوقع أن تسمع ما يفيد وإن لم يكن مفيداً على الأقل يكون مسلياً لكن لا تملك إلا أن تمد يدك للريموت كنترول.. من أولئك إعلامي بنى مجده على القص واللزق وانتقاء مشاهد محبيه للناس .. وأي برنامج كذلك يتابعه الناس .. فهب أنني قدمت لكم برنامجاً في قناة فيه أغنية خواطر فيل مثلاً.. ثم قدمت مشهداً من مسرحية شاهد ماشافش حاجة أو مدرسة المشاغبين .. ثم قدمت قصيدة للفيتوري .. ثم قدمنا كم نكتة لمحمد موسى حتى ولو كانت بتاعة جركانة العسل ثم قدمت لقطة من خطوبة سهير لمكي سنادة وتحية زروق ثم لقطة من الكاميرا الخفية .. وهكذا ألن يعجبكم ذلك وتحبونه .. لكنه الآن أخذ يطل بصفته محاوراً لا يشق له غبار .. فتفاجأ بركاكة ومجانية ويسأل عن المعروف ويحاور عن المألوف..
ذات مرة طرق بابي طارق قبل منتصف الليل بقليل ..فاستفسرته بحالة توهان .. فقال لي : معليش لكين قبيل أنت جنب الفرن قلت فداسي ما بعرف يلعب .. وأنا شايف فداسي ده كويس .. أخذت أتذكر فعرفت أنني علقت على لعبة لفداسي أيام كانت مباريات الهلال تتلفز .. فمن منتصف الملعب وقبالة (السنتر) شات الرجل الكره بعنف فنتج عنها كورنر (ضربة ركنية) فعجبت من ذلك وعلقت عليه .. لكين أفرض فداسي ده كان ميسي ولا رونالدو.. أنا بمشي لي زول زي الوكت ده واسألوا عنهما .. المهم طيبت خاطره وبسببه إلى الآن لم أتعاطف مع فداسي حتى لو جاب كأس أفريقيا.
أما الدخول في الأمر والخروج منه بسلاسة فهو عندنا بالكوم .. فإذا صرحت بصفتك مسؤولاً تصريحاً انفعالياً فيمكنك الخروج بألف طريقة .. أن تقول إن ناقل التصريح لم يكن دقيقاً هذا إن كان التصريح موثقاً بالصوت أو بخط يد المسؤول أو صورة وصوت، أما إن لم يكن التصريح موثقاً فتنكره عديل وهكذا دواليك.