بكل الوضوح
حتى لا تضيعوا صيامكم ومصالح الناس!!
عامر باشاب
{ ديننا الإسلامي الحنيف يحثنا على العمل والإنجاز والمثابرة والمصابرة في زيادة الإنتاج، لا للخمول والكسل والتراخي وتعطيل مصالح الناس.
{ وفي شهر رمضان المعظم الذي ترتفع فيه همّة المسلم إلى أعلى الدرجات ويزداد نشاطه وحيويته، من المؤسف جداً أن نجد كثيراً من المسلمين خاصة عندنا نحن في السودان تتغير أحوالهم إلى الأسوأ خاصة في نهار رمضان.
{ وهناك العديد من الظواهر المعيبة التي تسيء لرمضان ثم تسيء للدين الإسلامي.
{ وهنا نأخذ مثالاً من أرض الواقع عندنا، حيث نجد الغالبية العظمى من الموظفين والمسؤولين بالدولة العاملين في الدوائر الحكومية والمؤسسات الخدمية التي دائماً ما يقصدها المواطنون الغلابة لقضاء حوائجهم وأغراضهم المختلفة، في الأيام العادية قبل (رمضان) تجد هؤلاء المسؤولين يتمتعون بالهدوء والصبر وترى وجوههم تنطلق بالسماحة والبشاشة، وتلاحظ أنهم يقومون بواجبهم تجاه المواطن بكل همة ونشاط.. ولكن مع أول أيام رمضان تجدهم قد تغيروا وتبدلوا، وسرعان ما ينقلب حالهم بسبب ما يسببه لهم الصيام من توتر وانفلات في الأعصاب (وضيق في الأخلاق).. ومعظم الذين يدخلون في هذه الحالة تجدهم واقعين تحت سيطرة وتأثير المكيفات (السجائر) و(الصعوط) و(الشيشة) و(القهوة) و(الشاي)، والتفسير الطبي لحالة هؤلاء يقول عندما ينقص (النيكوتين) أو (الكافيين) في أجسامهم يحولهم إلى أناس آخرين غير الذين نعرفهم قبل رمضان.
{ لاحظوا الأضرار التي يسببها التدخين لصحة الإنسان البدنية والنفسية والروحية.. وهذا ما يجعل الكثيرين يعانون في رمضان ويبدو عليهم الإرهاق وعدم القدرة على العمل، وتكون النتيجة تعطيل دولاب العمل وتعطيل مصالح الناس.. وهؤلاء دون أن يشعروا يجدون أنفسهم قد دخلوا في زمرة الذين قال عنهم رسولنا الحبيب “صلّ الله عليه وسلم”: (من ضار مسلماً ضاره الله يوم القيامة ومن شاق مسلماً شاق الله عليه).
{ ثم إن قوة الإيمان تقاس بالصبر على الصيام والحفاظ عليه طيلة اليوم.. وقبل ذلك قوة الإيمان تقاس بحسن الخلق وحسن المعاملة.. والدين المعاملة كما قال رسولنا الحبيب “صلّ الله عليه وسلم”.
{ ولذلك ننصح الذين يجلسون في مواقع العمل الحكومي إذا كانوا غير قادرين على ضبط أعصابهم وأداء واجبهم تجاه المواطن على الوجه الأكمل، فعليهم أن يأخذوا إجازاتهم في رمضان حتى لا يضيعوا صيامهم ويضيعوا مصالح الناس.