مسالة مستعجلة
“الحسن” .. تحدي ما بعد دخول القصر
نجل الدين ادم
أخيراً دخل مولانا الصغير “محمد الحسن الميرغني” القصر الجمهوري وأدى اليمين الدستورية مساعداً أول لرئيس الجمهورية بعد أن شكك البعض في حالة غيابه وعدم أدائه للقسم في اليوم التالي من إعلان التشكيل الوزاري، وعد البعض الخطوة (حردة) مكتومة، لكن ظهوره أول أمس (الخميس) وأدائه القسم بدد كل الإرهاصات.
وفي مقابل هذا الدخول الرسمي للقصر الجمهوري تسلم مولانا الابن مقاليد دفة قيادة الحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل من والده مولانا “محمد عثمان الميرغني”، حيث أوكل له مهام تسيير الحزب إلى حين عودته، الخطوة تبدو وكأنها انتقال سلس لسلطات الرئيس دون أن تصاحبها جلبة وضوضاء.
مهام جسام تنتظر “الحسن” في مقبل الأيام، فعلى مستوى رئاسة الجمهورية فقد بات الرجل الرابع في القصر الرئاسي وبات على مقربة لتسلم بعض الملفات لإدارتها، بحسب ما جرت عليه العادة في أن يتسلم كل مساعدي الرئيس ملفات بيعنها لإنجازها بقوة دفع الرئاسة وتفويض الرئيس.
بالتأكيد ستكون المهمة صعبة بعض الشيء في بادئ الأمر سيما وأن الرجل قد دخل لأول مرة في أروقة السلطة التنفيذية عبر قفزة تجاوزات مراحل السلطة الأدنى، وفي الجانب الآخر سيدخل مولانا “الحسن” في دوامة قيادة الحزب في الفترة المقبلة على خلفية التدابير الجديدة التي أحالت له سلطة رئيس الحزب، وهذا تحدي سياسي جديد مطلوب من “الحسن” عبوره حيث أمواج سياسية متلاطمة وخلافات داخل الحزب، ستضع مولانا في خانة المدافع والمهاجم حتى يعبر إلى مرحلة جديدة هي مرحلة هدوء العاصفة في الحزب.
التحدي الأخير بالنسبة للحسن برغم ما يحاط به من تقاطعات فإن الحسن قادر على إدارة دفة الحزب بما اكتسبه من خبرة ومهارات في أوقات عصيبة كانت أبرزها فترة انتقال الحزب إلى خيار المشاركة في الانتخابات العامة في البلاد، وما صاحبها من اختلافات كبيرة في وجهات النظر قادت إلى إعمال سلطات الفصل في مواجهة بعض الرافضين لقرار قيادة الحزب في أمر المشاركة، حيث مضى “الحسن” وفي غياب مولانا الكبير في الطريق حتى نهايته واستطاع الحزب أن يكون في المرتبة الثانية بعد المؤتمر الوطني في كسب الانتخابات وبالتالي في كسب حصة المشاركة في الجهاز التنفيذي، تبقت أمام الرجل معضلة الملفات التي سيكلف بها في القصر الرئاسي، والكثيرون يستصحبون تجربة شقيقه “جعفر الميرغني” في الحكومة السابقة وهو يتولى منصب مساعد الرئيس، لكن من قرائن الأحوال يبدو الوضع مختلفاً بعض الشيء رغم إشفاق البعض على الرجل. وربما يقول كل مراقب في هذه الحالة إن من ينجح في عبور الأزمات السياسية في حزبه أجدر بأن يفلح في التعامل مع أي ملفات تنفيذية أخرى، وهذا ما تأمله الجموع الاتحادية التي دعمت خيار المشاركة.
ختاماً نتمنى لمولانا “محمد الحسن” وقد دخل القصر الجمهوري، أن تكون له بصمات تنفيذية واضحة، وأن يوفق في الملفات التي سيتولى أمرها وما التوفيق إلا من عند الله .