مسالة مستعجلة
صحي الشياطين بيربطوها في رمضان !!
نجل الدين ادم
في مقال الأمس أبديت مخاوف من استمرار مشكلة المواصلات والزحمة المرورية في شهر رمضان المعظم، وذلك المنظر المألوف في شهور الفطر. وأشرت إلى ضرورة أن يتم تلافي هاتين المشكلتين بصورة عاجلة حتى لا يضار الصائم ويتعرض لذات المشقة التي ظلت تلازمه. المفاجأة كانت خلو شوارع العاصمة الخرطوم يوم أمس (الخميس) من المركبات وبشكل لافت، بجانب انسياب غير عادي في المواصلات، ومعروف أن يوم (الخميس) من كل أسبوع يكون شأنه مختلفاً، حيث يشهد أعلى معدات الزحام والربكة المرورية وفي المقابل فإنه من أصعب أيام الأسبوع في المواصلات، والكل يعرف هذه المعادلة التي عصفت بها أول أيام الصيام وكان العكس.
تساءلت في نفسي عن أسباب هذا الغياب الكبير للمركبات الخاصة في شوارع العاصمة يوم أمس وإلى أين توجهت ؟! .. ولماذا شهد يوم أمس وفرة وانسياباً غير معهود في المواصلات العامة ؟، بدا لي أن معظم العربات التي كانت تملأ وتجوب شوارع العاصمة بلا هدف، وأن عدداً كبيراً منها يزاحم التراحيل التي تقود الناس إلى مواقع عملهم، لكن أصحاب تلك العربات لا عمل لهم سوى الدوران في الفاضي على طرقات العاصمة تعطيلاً لمصالح الأيدي العاملة. وقلت في نفسي إن هنالك حالة عطالة كبيرة تتنفس في شوارع العاصمة، حيث أن الكثير من الشباب يزاحمون الشوارع ليخلقوا حالة من الزحام. وهذا جعلني أقول (صحي الشياطين بيربطوها في رمضان)، لكنني أرجو أن يكون رباطاً دائماً لا ينفك عنه أولئك المضرون.
الكل استمتع يوم أمس بحالة الانسياب في المواصلات العامة وتمنى لو أن يستمر الحال إلى غير رجعة، لكن هيهات في ظل وجود هواة قيادة المركبات بلا هدف، أتمنى أن يهدي الشهر الفضيل هؤلاء المتعطلين ليخففوا عنا زحمة المرور وتكدس المركبات على الشوارع ويزيلوا عنا الهموم .
مسألة ثانية .. من الأشياء الملفتة للنظر قبل يوم واحد من دخول شهر رمضان حالة الغلاء الجنوني الذي حل بأسواق العاصمة الخرطوم والولايات قبل ليلة إعلان الشهر الفضيل، هذا الغلاء غير المبرر لا يعدو إلا أن يكون حالة جشع وطمع من أصحاب النفوس الضعيفة. نسأل الله سبحانه وتعالى أن يهدي التجار ليكونوا نصيرين للمواطن البسيط لا متسلطين عليه، ليقوموا بحلبه في أيام معدودات هي أيام الصيام والقيام. فمالكم لا تفقهون حديثاً مع خاص الود ورمضان بارد إن شاء الله مواصلات منسابة.