مسالة مستعجلة
المواصلات في رمضان!!
نجب الدين ادم
حل علينا اليوم شهر رمضان المعظم، أعاده الله على الجميع بالخير والبركات، وجعله شهر عمل وفلاح، وليس نوماً عميقاً ولهواً وانشغالاً مفرطاً في النوادي والشوارع لتكسير الزمن.. يجب على الجميع أن يستثمروا خيراته، فهو الصحة والعافية والأجر والعتق من النار.
وعلى ذكر العمل في رمضان، فإن فضله عظيم ولما كان العمل عبادة ورمضان شهر للعبادة فإن الأجر يتعاظم.. تذكرت هنا على الفور كيف سيكون حال المواصلات العامة في شهر رمضان؟! وكيف ستكون شوارع العاصمة الخرطوم التي تعج بالمركبات في أوقات الذروة حتى أن البعض منها يبقى معلقاً على الكباري زهاء الساعة والجميع يتصببون عرقاً داخل حافلة أو بص في تلك الفترة، وهو منظر بات مألوفاً خلال الفترة الأخيرة، لكن هل سيظل كما هو، بحيث يدخل الناس في ذات الدوامة؟!
قرر البعض من المواطنين للهروب من هذه الإشكالية مغادرة العاصمة الخرطوم إلى ولايات أخرى، ودخل البعض منهم في إجازات سنوية، وآخرين اختاروا أن يعتكفوا في منازلهم طوال الشهر ليأمنوا من وهج شمس الخرطوم الحارقة في رمضان.. لكن ما مصير الذين سيواصلون مسيرة عملهم طوال الشهر المعظم؟ سؤال يحتاج لإجابة من الجهات المعنية.
لذلك، فإن الأمر يحتاج لتدبير ومعالجة من الجهات ذات الصلة في ولاية الخرطوم وإدارة المرور وأصحاب المركبات لتهيئة المواصلات ومعالجة الزحام حتى يتمكن كل عامل من مواصلة جهده في رمضان دون انقطاع.
على شرطة المرور تنفيذ خطة طوارئ عاجلة كما تفعل في الأعياد من كل عام وهي تشرف على برنامج التفويج على طرق المرور السريع ودائماً ما تكون نتائجه إيجابية.. أما في العاصمة فإن المطلوب بقاء عناصر المرور بالقرب من كل الطرقات التي تشهد تكدساً، ومطلوب منها أيضاً الانتشار على نطاق واسع لتلافي الربكة المرورية.. بالتأكيد سيكون العمل شاقاً على شرطة المرور، لكن بإمكان الإدارة تخفيف ساعات العمل لكل شرطي وتحفيزهم على جهدهم، وبذا نكون قد عالجنا ثغرة الزحام والربكة المرورية.
أما في جانب توفير المواصلات، فإن الأمر يتطلب تدخلاً مباشراً من حكومة الولاية والاتفاق مع أصحاب المركبات على نهج يضمن توفرها في أوقات الذروة والعمل على تشغيل بصات الولاية.
في منتصف التسعينيات تذكرون أنه وفي ظل استمرار أزمة المواصلات وتفاقمها بشكل ملحوظ، اضطرت الحكومة لإصدار توجيه لكل الوزارات والمؤسسات الحكومة أن تقوم بترحيل العالمين بها باكراً، ومن ثم تعود ذات المركبات في المواقف العامة لتعمل على نقل المواطنين عبر الخطوط المختلفة، طبعاً بمقابل مادي.. البعض منا حظي في ذلك الوقت بركوب حافلات البنوك والمؤسسات الضخمة (المكندشة) و(أم ستاير جميلة)، والبعض استغل الحافلات (المكعكعة).. كان ذلك حلاً طارئاً ساعد بشكل كبير في فك ضائقة المواصلات.
على أي حال أتمنى أن تفلح سلطات الولاية في تهيئة سبل ترحيل المواطنين خلال الشهر المعظم.. وكل عام والجميع بألف خير.. ورمضان كريم.