رأي

عز الكلام

أيها المسؤولون أمرقوا لبره!!

أم وضاح

تفاجأت الطبيبة المعروفة وأنا أحدثها عن مستشفى سوبا الجامعي والذي قلت لها إنني قد تألمت جداً للحالة التي وصل إليها خاصة منطقة عنابر الجراحة والتي لم أصدق للحظة وأنا أزور مريضاً هناك، أنها يمكن أن تصل إلى هذا المستوى من التردي الواضح الذي لا تخطئه عين. واستغربت كيف لعنابر الجراحة التي تعتبر بمثابة فترة النقاهة بعد العملية مباشرة أن تكون متسخة وساخنة وكأنها زنزانة وليست غرفة في مستشفى. تفاجأت الطبيبة التي هي أيضاً تعمل في المستشفى الجامعي مناوبة في الأسبوع وقالت لي بالحرف الواحد، إنها لم ترَ هذه المشاهد مما زاد استغرابي. وقلت لها أنتِ تداومين مرة في الأسبوع، ولم تشاهدي ما شاهدته في مرة واحدة زرت فيها المستشفى، فكيف لا تعرف الإدارة هذا الواقع المر والوضع المتردي للمستشفى الذي تديره. اللهم إلا إن كان السيد المدير يدخل من بوابة تلفها الأشجار والأزهار وعلى مكتبه مباشرة، وينتظر من على مكتبه المكيف التقارير المرفوعة والإفادات الشفوية. وهناك من يجيدون نسيج كل شيء تمام وعلى ما يرام ليمنعوا بذلك الحقائق من أن تصل إلى المسؤول حتى يصدر فيها أوامر نافذة تصحح وتعدل الطريق. ولن استغرب إن حدث هذا وفي كثير من الوزارات والمؤسسات شخوص لا علاقة لهم بالأماكن التي يديرونها من فوق أبراج عاجية، ويعتمدون تماماً على مديري الإدارات ومديري المكاتب والسكرتيرين التنفيذيين لمعرفة تفاصيل دولاب العمل. وهذا لعمري ما تسبب في تدهور الأداء الإداري والتنفيذي بشكل عام، لأن مبدأ الإدارة بالمراسلة يفلت قبضة المسؤول تماماً ويجعله العاملون معه في مهب الريح (ويودوه البحر ويجيبوه عطشان). ودعوني أقول إن كثيراً من المسؤولين (يدقسهم) من حولهم ويجعلونهم آخر من يعلم ويحرصون دائماً أن يعبروا طرق سيدهم جيئة وذهاباً بالورود والرياحين، فيتخيلون أنهم في المدينة الفاضلة وهم لا يدرون أن كل العيوب (مدمدمة) وكل القبح مقيد خلف ستار، وبالتالي الذي يجلس على كرسي المسؤولية عليه أن يعلم نفسه كيف يكون ميدانياً ومباغتاً يتوقع منه العاملون معه أن يفاجئهم في أي زمان ومكان، ضابطاً بذلك إيقاع عملهم وجدية حراكهم بعيداً عن التقارير المضللة وكل شيء تمام يا سعادتك!!
*كلمة عزيزة
استفسرت الإخوة في محلية بحري والذين اتصلوا علىَّ مساءً بعد زاوية الأمس التي وصفت فيها الحال السيئ للشارع المتفرع من المعونة إلى الصافية شمال والمنطقة شمال سعد قشرة، استفسرتهم عن المسؤول من هذه الحفريات التي تظل (كالدمامل) على جسد الشوارع مشوهة المنظر العام ومتسببة في قفل الشوارع. وعلمت منهم أن هذه الحفريات مسؤولة عنها الهيئة القومية للمياه والتي يقوم عمالها بحفر الحفرة لإصلاح ماسورة، وبعد أن يصلحوا الماسورة أو ما يصلحوها لا يتكرموا بردم الحفرة التي افتعلوها. فيا جماعة الخير في الهيئة القومية للمياه فليس معقولاً أن يكون حالكم كنافخ الكير لا رائحة طيبة من ناحيته ولا تنجو ثيابنا من الحريق. معقولة بس إمداد مائي سيئ ومتدهور وكمان تشويه للشوارع بهذا الشكل المستفز.
*كلمة أعز
رمضان على الأبواب وكل البيوت الآن في حالة استعداد نفسي ومادي لاستقباله، وفي غمرة هذا الحماس ربما ينسى أكثرنا أن هناك أسراً كثيرة وبيوتاً عديدة، ربما لا يتوفر لها ربع ما تملكه حتى وإن قلَّ ما تملكه للدرجة التي لا ترضينا.. أرجو أن نجعل من الشهر الكريم فرصة للتقرب من الله بمزيد من التقرب بالآخرة صدقات وتفقداً للحال والأحوال .. وكل عام وأنتم بخير.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية