"إبراهيم كوميك" (خلف الله عذبتنا ) يختار الهجرة على (النضال الدرامي)
وتاني رحل زول جميل
الخرطوم – محمد جمال قندول
غادر البلاد متوجهاً إلى العاصمة السعودية الرياض الممثل الدرامي الكوميدي “إبراهيم كوميك” الشهير بـ(خلف الله)، بعد تجربة درامية متميزة وبصورة نهائية .
وشهدت مدينة ود مدني مسرح الجزيرة في العام 1988 أول ظهور له عبر مسرحية للمؤلف “محمد محي الدين” وإخراج “أسامة سالم”، بعنوان (مطر الليل أو البشارة). ليواصل المسرح قبل أن يجد ضالته بالظهور والشهرة عبر سلسلة (خلف الله عذبتنا) التوعوية والحملة الدعائية لانتخابات العام 2010م
أسباب الرحيل
ومن مقر إقامته بالسعودية تحدث “إبراهيم كوميك” بنبرة يشوبها عدم الرضا عن حال الدراما والبلاد بشكل عام، وكأن لسان حاله يلهث بالمثل المصري الشهير عندما سأل أحد مشفقاً على حال شخص آخر وقال (أيه الرماك ع المر..) فرد عليه (الأمر منو).
“إبراهيم” قال بأن الحديث عن مشاكل الدراما يطول ومشاكلها لا تحصى ولا تعد، أبرزها الإنتاج والحالة المتردية التي وصلت إليها الدراما السودانية. وأردف بالبقول: هاجرت لأسباب أخرى غير حال الدراما ومشاكل مع التلفزيون القومي وصلت ذروتها في الانتخابات الأخيرة.
ويواصل “إبراهيم” في حديثه وقال بأنه في الانتخابات الأخيرة وفي إحدى الفواصل المسرحية عبر مسرح (على الهوا)، فرضوا عليه حلقات وأفكاراً رفض أن يؤديها، ومثل بواحدة منها لم يكونوا راضين عنها لأنها لم تؤدِّ الغرض المطلوب حسب وصفه .
هجرة قد تطول
وعن سلسلته الشهيرة (خلف عذبتنا) يقول “إبراهيم”: سلسلة خلف الله عذبتنا كانت مهمة بالنسبة لي وللمواطن، كانت ثماني بطاقات تصويت والمرحلة كانت حرجة وكان واجباً علينا توصيل الفكرة بأبسط الطرق. وإيماناً منا بحق صوت المواطن قمنا بتمثيل هذه الفكرة، وكانت ناجحة وأرضت طموحاتنا وطموح الجمهور، وهي لها الفضل الأكبر في معرفة الناس بإمكانياتي وشخصيتي.
وعن الهجرة يقول: القرار كان من أصعب القرارات التي اتخذتها، ولكن هذه سنة الحياة البحث عن النجاح في مكان آخر وعبر تجربة مختلفة. “إبراهيم” قال بأن غربته قد تطول وكلها معقودة على الأقدار .
هجرة “إبراهيم” تعد امتداداً لهجرة الكثير من المواهب بمختلف دروب الحياة، وتستمر معاناة الأوساط بالداخل في ظل الاغتراب الذي بات واحدة من أفضل وأسرع الحلول للنجاح. و”إبراهيم” لم يكن الأول من المبدعين الذين خرجوا من بوابة النيلين، ولن يكون آخرهم حتى يتغير حال البلاد في مقبل الأيام والأزمان .