مسالة مستعجلة
وهلَّ هلاك يا رمضان
نجل الدين ادم
عندما يمر علينا مثل هذا اليوم (الجمعة) من الأسبوع المقبل نكون قد دخلنا في شهر رمضان المعظم، فعظمته أن القرآن قد تنزل فيه، فهو شهر طاعات وعبادة، ومن فضائله تفتح فيه أبواب الجنة وتغلق أبواب النار وتصفد الشياطين.
شهر رمضان وصيامه أيضاً يكفر الذنوب، فعن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول (الصلواتُ الخمسُ، والجمعةُ إلى الجمعةِ، ورمضانُ إلى رمضانَ، مكفِّراتُ ما بينهنَّ إذا اجتَنَبَ الكبائر). وفي شهر رمضان كذلك ليلة القدر وما تحمله من خير، قال تعالى: (لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ) وقد بين فيها أفضليها.
أسال الله سبحان وتعالى أن يعود علينا الشهر الكريم بالخير والبركة والمغفرة، وأوصي نفسي وإياكم بالاستعداد له كما نستعد للعيد من كل عام، نستعد له بالإيمانيات والتوكل والنية بصيامه والتصدق فيه وتقديم الخيرات.
فلشهر رمضان في السودان معزة خاصة عند الناس حيث يمثل الناس للطاعة فيتجنبون فعل المنكرات فيه ويغادرون الملذات، فهو الشهر الوحيد الذي يلتقي فيه العصاة مع الخير ويتوجهون صوب إيمانيات الشهر فمن لم يصلِّ منهم تجده يصوم ويمتثل لحالة الجوع والابتعاد عن المنكرات والقول البذيء. هكذا تجد كل السودانيين يعظمون هذا الشهرـ، ندعو الله الكريم لهم كامل الهدايا، ففي رمضان تجد الجميع يسابقون إلى الخيرات بإقامة إفطارات على قارعة الطريق، بقصد كسب الثواب وفي ذلك يتنافس الجميع في دعوة كل عابر سبيل. فقد ظلت هذه الميزة باقية رغم ما أحاط الناس من ضنك في اللعيش .
طقوس الشهر المعظم تبدأ قبل أكثر من شهر بإعداد وتجهيز (الأبري) الأبيض والأحمر، وعندما نشتم رائحة الحلو مر يتهيأ الجميع نفسياً لمقابلة الشهر.
علينا بالإكثار من عمل الخير والتصدق في هذا الشهر.
دعوة لكل الذين يعملون في التجارة أن يجتنبوا التطفيف في الميزان والغش وأن يستعينوا بالله في الكسب الحلال بعيداً عن الجشع والطمع، ودعوة أخرى لأصحاب المركبات العامة والخاصة بكسب فضائل الشهر وتقديم المساعدة لكل صائم وإعانتهم في الوصول إلى منازلهم أو حملهم إلى الوجهة التي يريدون، فأمر التيسير لهم لهو خير كبير يضاعف فيه الثواب لأنكم ستعينوا الصائم في أداء عمله والعمل عبادة تتعاظم في هذا الشهر.
دعوة أخيرة لأهل الخير بأن ساعدوا في تهيأة بيوت الله بما تحتاجه من مراوح ومكيفات وفرشات وتوفير المصاحف، حتى تعلو تلاوة القرآن في هذا الشهر، وأيضاً أدعوكم أن تعينوا الضعفاء والفقراء والمساكين بتوفير ما يحتاجونه في الشهر والتصدق عليهم.
فنسأل الله سبحانه وتعالى أن يبلغنا الشهر العظيم ويرزقنا صيامه وقيامه والتصدق فيه، وكل رمضان والجميع أكثر إيماناً وطهراً.