قيادي الوطني
كتم المؤتمر الوطني أنفاس الجمهور المراقبين وحتماً يشمل الأمر عضويته والأحزاب بما فيها قوى المعارضة التي لو لا الخجل لاتخذ بعضهم مقاماً في وسط مقاعد الإعلاميين ترقباً وانتظاراً، وهي حالة من المتابعة لم تحظَ بها بعض المؤتمرات العامة لأحزاب تزعم وتدعي أنها كبيرة ومؤثرة وذات صيت وتاريخ.
الأمر حتماً شهادة لصالح الحزب الحاكم الذي يبدو أنه أدار أمر شوراه حول التشكيل الوزاري بمنهجية إتاحة الفرص لكامل عضوية المكتب القيادي، والإرجاء الذي جعل من ليلتي (الخميس) و(الجمعة) دليلاً على أن النقاش كان حراً، وأن الأمر تجاوز مقترحات تدفع بها لجنة الاختيار بأذرعها ومراجعاتها ومراجعها أو حتى رؤية الرئيس “البشير”، وهذا ما ذهبت إليه سابقاً وأقر بعدم دقته.
واضح أن هناك حديثاً عميقاً ونقاشات عالية الشفافية ومؤكد أن أي اسم سيمر في القائمة سيعبر إلي نهاية التسمية بعد عنت ومشقة وهذا قطعاً لصالح حسن التكليف، والأمر بصورته تلك شهادة جودة لكفاءة مؤسسية تستحق الاحترام إذ كان يمكن أن ينتهي الأمر بنشاط تشاوري شوري شكلي ويحسم بمباركة اللجنة وتأييد الرئيس، ويا دار ما دخلك شر ورفعت الأقلام وجفت الصحف وطبعت !
من المهم أن تمضي تجربة المؤتمر الوطني على هذا النهج الصارم حتى في بقية أموره المتعلقة بالتكاليف الأخرى، فهذا يكسبه قوة ويدعم متانة هياكله وعموم عطائه السياسي والتنفيذي، ولكن الأهم من هذا كله الإقرار أنه ورغم كثرة الانتقادات المصوبة لهذا الحزب، فإنه يظهر الآن بشكل به غير قليل من الحرية في إبداء المواقف والتقديرات لمكتبه القيادي وعضويته، وهذا مفقود في أحزاب ربما تصدر فيها القرارات على طاولة غداء للأسرة.