رأي

مسالة مستعجلة

 مواصفات للقادمين الجدد

نجل الدين ادم

صباح أمس(الأربعاء) توجه جميع الدستوريين في الجهاز التنفيذي إلى مكاتبهم على غير العادة التي جرت بأن يبدأوا يومهم العملي ويواصلوا فيه حتى انتهاء الدوام، ولكن هذه المرة ذهب الجميع لحزم الأمتعة والمغادرة بعد صدور مرسوم جمهوري من الرئيس “البشير” بحل الحكومة، وإعفائها بعد خمس سنوات من العطاء بكل ما حملت من صواب أو إخفاق.
أعضاء الجهاز التنفيذي المنتهية ولايتهم باتوا على رصيف الانتظار المؤقت ريثما يصدر مرسوم جمهوري آخر بتشكيل الحكومة الجديدة، ربما عاد البعض منهم لذات المكتب الفخم أو غادر إلى محطة أخرى أو بقي في رصيف الانتظار الطويل .. وهذه تكون بمثابة الطامة الكبرى للمتعشمين في العودة تاني!!.
أعتقد أن تحديات الحكومة القادمة أكبر ورئيس الجمهورية قد أعلن في خطابه الافتتاحي لدورته الرئاسة الجديدة أمام نواب الشعب حزمة من البشريات التي ينتظرها الناس، وبالتأكيد أنها تتطلب قدراً كبيراً من الكفاءة للوزراء القادمين حتى ينجزوا ما وعد به الرئيس ويوفوا بالعهد. حسناً فعل حزب المؤتمر الوطني الحاكم بأن أبقى على حجم الجهاز التنفيذي كما هو، دون زيادة في الوزارات أو استحداث مناصب مستشارين، حسبما صرح نائب رئيس الحزب البروفيسور “إبراهيم غندور” أول أمس. ولو أني كنت أتمنى أن يتم تقليص الجهاز التنفيذي لتكون الحكومة الجديدة حكومة رشيقة لا تعتمد على زخم المشاركة وتشتيت الوزارات، لأن العبرة ليست في الأكثرية ولكن (همة) الوزراء والدستوريين كما أشرت أمس في استيعاب البرنامج الانتخابي الذي صوت من أجله المواطن البسيط للمشير “البشير” ليكون رئيساً، وكذلك قدرتهم على الإبداع والابتكار والحرص على التناغم وعدم إضاعة الوقت في الشد والجذب (الحردان)، بخاصة من دستوريي الأحزاب الأخرى الذين سيكونون جزءاً  أصيلاً من منظومة الجهاز التنفيذي المرتقب.
فبحجم المفاجآت التي جاءت بالبروفيسور “إبراهيم أحمد عمر” رئيساً للمجلس الوطني بعد أن توارى عن المناصب لفترة طويلة من الزمن، وكذلك الدكتور “عمر سليمان” رئيساً لمجلس الولايات، أتوقع أن ينطبق ذات العنصر المفاجئ على الجهاز التنفيذي أو الحكومة الجديدة، فيأتي وزراء ليسوا في الحسبان نتمنى أن يكونوا من أصحاب الخبرات والمؤهلات العلمية. فالمهم في هذا التغيير هو قدرة القادمين الجدد من الوزراء في إدارة وزاراتهم بالقدر المطلوب، حتى ينعكس ذلك إيجاباً في حياة المواطن، وليس مهماً أن يأتي فلان وزيراً أو علان ولكن المهم هو، تحقيق الاستقرار الاقتصادي السياسي والأمني في البلد وأن تحل الرفاهية للشعب.
مقدماً نتمنى للوزراء المختارين التوفيق والسداد وأن يكونوا خداماً للشعب، كما قال الرئيس “البشير” في خطابه أول أمس وأن لا يكونوا خُداماً لأنفسهم، والله المستعان.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية