"البشير" يؤدي اليمين الدستورية بحضور عربي وأفريقي
“حليمة”: مشاركة الجامعة العربية تعزيز للشرعية الجديدة
“غندور” يصف خطاب الرئيس بالتصالحي ويقول: (البشير أب الجميع)
تقرير- وليد النور- إيمان عبد الباقي
وسط إجراءات أمنية مشددة وعالية المستوى من قبل الأجهزة النظامية المختلفة وبتواجد الكلاب البوليسية لأول مرة في إجراءات التأمين وبحضور قادة دول أفريقية وعربية ومسؤولين من دول مختلفة ووفود عربية وأسيوية وروسية ومنظمات وأعضاء السلك الدبلوماسي بالخرطوم وبعثات إعلامية خارجية، أدى رئيس الجمهورية المشير “عمر حسن البشير” أمس (الثلاثاء) اليمين الدستورية أمام الهيئة التشريعية القومية، كرئيس منتخب للسودان عن دورة رئاسية جديدة تستغرق خمسة أعوام تبدأ رسمياً من يوم أمس (الثلاثاء) الموافق الثاني من يونيو 2015م وتستمر حتى العام 2020م. واستقبل “البشير” بتصفيق حاد وتكبير وتهليل عقب القسم وهو يستهل دورته الجديدة بخطاب شامل وجهه للأمة السودانية، عقب اليمين مباشرة، خاطب فيه كل فئات الشعب السوداني وتعهد أمامهم بأن يكون خادماً لهم ووفياً ومخلصاً.
ربكة الدخول
أحدثت الإجراءات الأمنية ربكة على طول شارع الموردة بأم درمان الذي تقع فيه مباني البرلمان السوداني، حيث منعت السيارات الكبيرة والحافلات منذ الثامنة من صباح أمس من المرور عبر الطريق المؤدي إلى البرلمان، مما جعل بعض الصحفيين والمواطنين يسيرون على أقدامهم لمسافات طويلة، فيما واجه الصحفيون إجراءات أمنية صارمة وحازمة أمام الاستقبال الخارجي للبرلمان، تحدث لأول مرة خاصة مع وصول عدد كبير من رؤساء الدول، مما اضطر السلطات الأمنية لمنع عدد كبير من الصحفيين من الدخول، وتم توجيههم إلى خيمة نصبت قرب قصر الشباب والأطفال، ومنع تواجد أي شخص أمام الاستقبال الخارجي للبرلمان الذي اكتظ بإفراد القوات النظامية الذين يدققون في هوية الداخلين، بجانب إجراء تفتيش آخر أمام الاستقبال الداخلي. وشهدت الشرفة المخصصة للإعلاميين داخل قبة البرلمان مشادات مع أفراد الأمن،بسبب ارتباك موظفي المراسم في إجلاس الضيوف والصحفيين في الأماكن المخصصة، وتم إجلاء الصحفيين لأكثر من مرة من مقاعدهم، وظل بعضهم واقفاً لإيجاد مساحة للحرس الجمهوري الذي يعزف النشيد الوطني .
وزراء في شرفة البرلمان
من اللافت للنظر ولضيق القاعة تم تخصيص الشرفة الشمالية لوزراء الدولة الذين وجدوا صعوبة في الوصول إليها، فيما مازحت وزيرة الدولة بوزارة تنمية الموارد البشرية “آمنة ضرار” محرر صحيفة (المجهر)، وطلبت منه الجلوس في مقعده على أن يذهب إلى مقعدها في الجهة الأخرى مع وزراء الدولة، فأجابها المحرر بموافقته شريطة أن يكون بديلها في مقعدها بالوزارة.
مقاعد برلمانيين للضيوف
فيما تم تخصيص عدد من مقاعد النواب داخل القاعة للوفود المرافقة للرؤساء وجلس رئيس القضاء د.”حيدر أحمد دفع الله” ورئيس مفوضية الانتخابات بروفيسور “مختار الأصم” منذ وقت مبكر بجانب الرئيس الأسبق المشير “عبد الرحمن محمد حسن سوار الذهب” رئيس الحملة القومية لترشيح “البشير”، والذي قوبل بالتصفيق الحار عندما أشار له الرئيس وشكره في خطابه.
السيدتان “فاطمة” و”وداد”
حضرت السيدة حرم رئيس الجمهورية “وداد بابكر” منذ وقت مبكر إلى القاعة الرئيسية، ثم تلتها وزيرة التربية والتعليم العام د. “سعاد عبد الرازق” التي توسطت الجلوس بين السيدتين، “وداد” و”فاطمة خالد” حرما الرئيس.
تخصيص القاعة
وخصصت القاعة الخضراء لاستقبال الرؤساء ورؤساء الوفود الذين بدأوا بالوصول منذ الحادية عشر وحتى منتصف النهار. ووصل رئيس الجمهورية في الساعة الثانية عشر ونصف إلى البرلمان وسلم على الضيوف في القاعة الخضراء، ثم توجه الرؤساء إلى داخل القاعة الرئيسية. وعند دخول الرئيس التشادي “إدريس دبي” قوبل بتصفيق حار من النواب وجلس على يمين المنصة الرئيسية فيما جلس رئيس الاتحاد الأفريقي ورئيس زمبابوي “روبرت موقابي”، وعلى يمينه الرئيس المصري “عبد الفتاح السيسي”، ثم الرئيس الجيبوتي “إسماعيل عمر قيلي” والرئيس الكيني “أوهورو كينياتا” والإثيوبي “هالي مريام ديسالين” ورئيس وزراء أفريقيا الوسطى “محمد نور”، ونائب رئيس جمهورية جنوب السودان “جيمس واني إيقا”ونائب رئيس الوزراء اليوغندي “إدوارد” ووزير الدولة نائب رئيس الوزراء القطري “أحمد عبد الله آل محمود” والأمير “متعب بن منصور”نائب رئيس الحرس الوطني بالمملكة العربية السعودية، و”خالد بن راشد أل خليفة” نائب رئيس مجلس الوزراء بدولة الإمارات و”محمد بن العربي” رئيس مجلس الشعب الجزائري .
كلمة رئيس البرلمان
ودخل رئيس الجمهورية لكن لم تعزف الفرقة الموسيقية النشيد الوطني كالمعتاد وبدأت الجلسة الأولى للهيئة التشريعية القومية، وتوسط “البشير” المنصة الرئيسية بين بروف “إبراهيم أحمد عمر” ود.”عمر سليمان آدم” نائب رئيس الهيئة التشريعية القومية. وبدأ رئيس الهيئة التشريعية القومية “إبراهيم أحمد عمر” مرحباً بضيوف البلاد من الدول العربية والأفريقية والأسيوية. وقال بأنه حضور يفتخر به السودان الذي اختار المسار الصحيح للتداول السلمي للسلطة عبر الانتخابات التي شهد العالم بنزاهتها وشفافيتها. وأضاف أن السودان سيشهد مستقبلاً أجمل وغداً ستضع الحرب أوزارها وستحدث المصالحة الوطنية. وقال مخاطباً رئيس الجمهورية: سوف نؤيدكم ونساندكم في ممارسة سلطاتكم كاملة ولا أشك في وقوفكم معنا ونحن نؤدي واجبنا التشريعي والرقابي. ثم تلا نص المادة (56) من دستور السودان الانتقالي لسنة 2005 التي نصت على أن يؤدي الرئيس القسم بناءً على ما تقره مفوضية الانتخابات، ثم طلب من الرئيس أداء القسم. فوقف الرئيس وتلا القسم (أقسم بالله العظيم أن أكون مخلصاً وصادقاً في ولائي لجمهورية السودان وأن أقوم بواجباتي الملقاة على عاتقي، وأن التزم بالدستور وأحميه، وأدافع عن سيادة البلاد، وأعمل على وحدتها). وبعد أدائه القسم عزف النشيد الوطني .
آراء النواب حول خطاب الرئيس
عقب الخطاب استطلعت (المجهر) آراء عدد من الحضور والمسؤولين بشأن الخطاب.
فوصف مساعد رئيس الجمهورية بروفيسور “إبراهيم غندور” خطاب رئيس الجمهورية بعد توليه قيادة البلاد عقب أداء القسم أمس، بأنه خطاب تصالحي، خاصة بإعلانه العفو عن حملة السلاح ودعوته للأحزاب للحوار. وقال في حديث لـ(المجهر): (الرئيس أب للجميع) وخطاباته تصالحية، مع من يستحقون ذلك. وقد ذكر العفو مرات كثيرة وشدد عليه هذه المرة، باعتباره الطريق للحوار. وأضاف: أن الضمانات للحوار موجودة على طاولة المفاوضات والحركات تعلم بذلك، وقد طرح لها من قبل .
فيما قال رئيس اللجنة الاقتصادية السابق وعضو البرلمان عن الدائرة القومية النهود، “سالم الصافي حجير” في حديثه لـ(المجهر): أن خطاب الرئيس الذي ألقاه أمس أمام الهيئة التشريعية القومية بأنه خطاب دقيق لمرحلة مهمة، ولامس قضايا أساسية للمواطنين. وتابع: إن الخطاب أشاد بممارسة الشعب السوداني لحقه الدستوري في الانتخابات، فضلاً عن اتجاهه لتحقيق السلام والأمن في كافة أرجاء البلاد، والعمل على وحدتها والاحتفاظ بالحكم الفدرالي مع مراجعته وتقييمه، مشيراً إلى أن الخطاب اهتم بمعاش الناس وحقهم في توفير حياة كريمة لهم بجانب إعلان إنشاء مفوضية لمكافحة الفساد التي ستعمل على مكافحة الأساليب الفاسدة وستنشر العدالة وسط المجتمع وتحقق مصلحة المواطنين. وأضاف أن الخطاب قدم دعوة صريحة للأحزاب للمشاركة في الحوار الوطني للاتفاق على إدارة البلاد، بجانب إعلان العفو عن الحركات الحاملة للسلاح حال رغبتها في العودة إلى البلاد، بجانب تحقيق السلام في ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق. وأكد تطرق خطاب الرئيس للعلاقات الخارجية لاسيما مع الدول الغربية فضلاً عن الانفتاح على العالم العربي.
الجامعة العربية ترحب
وأكدت جامعة الدول العربية عبر موفدها، ترحيبها بتنصيب الرئيس “البشير” لدورة رئاسية جديدة، مبينة أن التنصيب جاء نتيجة انتخابات اتسمت بالشفافية والنزاهة، معربة عن أملها أن يثمر الحوار القادم عن انفتاح واستقرار حقيقي للبلاد. وأبان مبعوث الجامعة بالخرطوم السفير “صلاح حليمة” في حديث للصحيفة، أن مشاركته ممثلاً للأمين العام للجامعة العربية في فعاليات تنصيب الرئيس البشير، يدعم ويعزز الشرعية الجديدة التي اكتسبها المشير “البشير” عبر الانتخابات التي جرت مؤخراً، سيما وأن الجامعة ترحب بكل ما من شأنه ضمان الاستقرار في كافة البلدان التي تنضوي تحت عضويتها. وأبان أن الجامعة تتطلع إلى حوار سوداني يعزز الديمقراطية والحكم الرشيد والاستقرار بالسودان.
وأعرب “حليمة” عن أمله في أن يثمر الحوار الوطني عن حل كافة المشاكل، مؤكداً دعم الجامعة للحوار الوطني.