من وحي الأخبار

الوثبة الخامسة

أدى “البشير” اليمين الدستورية رئيساً منتخباً وسط حضور تشريفي معتبر من الرؤساء الأفارقة وضيوف البلاد وأمام ممثلي الشعب في الهيئة التشريعية القومية ومجلس الولايات وقيادات  القوى السياسية ومتابعة المواطنين وعموم الأمة السودانية بطول السودان الرحيب وعرضه، وقد خرجت المناسبة في ثوب قشيب شكلت مفتتحاً مبشراً للوثبة الخامسة للبشير والإنقاذ في سدة الحكم، وهي مسيرة حفت بالانجازات واعتورها أحياناً الفتور لكن الأصل أن الحكم والسلطان اجتهاد بشر يتأرجح بين الشدة والضعف كعموم التجارب.
خطاب “البشير” جاء معبراً عن مطلوبات المرحلة وأولها هموم المعاش ورغبة الناس في عبور الضائقة المؤقتة التي كما عبر الخطاب تعاملوا معها بصبر المؤمنين ويقين الصادقين، ثقة في مقدراتهم وعزمهم بأن أيام امتلاء الضروع عائدة طالما أحسن الناس الظن بالله وبذلوا من تلقاء أنفسهم الوسع والطاقة من أجل الوطن المفدى، فأتت جزئية الخطاب الرئاسي لتعزز هذا التوجه الذي له ما بعده عملاً وبياناً، وهي مسؤولية الجميع حكومة وبرلمان وأحزاباً وعموم كرام المواطنين.
أحسن “البشير” بالثناء على صبر شعبه وبذل لهم التقدير وكانت لفتة بارعة ورسالة وفاء استحقتها هذه الأمة في المدن والأرياف في الصحاري والسهول في الشرق والغرب والشمال والجنوب، شعبنا العظيم الذي ظل في كل المواقيت مظنة الحكمة والوطنية الخالصة فما تراجع في مكره أو تكالب على بر وغنيمة وظل كالطود الأشم تتكسر بين يدي شجاعته نصال النائبات، فظل شاهداً وشهيداً ومواطناً مقيماً بالود للتراب والسيادة، والسودان عنده فوق ما تلد فصول السياسة وتقاسيم الاتجاهات وألوان اختلاف المطالع وأقواس قزح الممتدة فوقها.
إن خطاب الوثبة الخامسة يؤسس الآن لأجواء العفو والتسامح وهو يمد للآخرين اليد بالسلام من أجل وطن تغلق فيه غرف الإحزان ويتقدم الجميع فيه حكومة ومعارضة وحتى حاملي السلاح، إن ثاب إليهم رشدهم وثابوا إليه؛ مرحلة يتجاوز فيها الفرقاء ضلالات النفس وإمارة العدو وقوى الشر لصالح مسؤولية تشاركية لا تقصي أحداً أو جهة وهو ما يتطلب أن تتنزل روح نص الخطاب إلى مبادرات سريعة ومرنة، لأن التجارب تثبت دوماً أن السلام والوفاق لا خاسر إلا لخائن للوطن ومأجور عليه مغدور بوعيه وحكمته.
إن الوثبة الخامسة نريدها قفزة وانتقالاً سريعاً نحو الإصلاح والتنمية فكلما قويت هذه المعاني ورسخت كلما صعد الوطن إلى مراقي المنعة العريضة، ونريد من الحكومة الجديدة غض النظر عن الشخوص والمقامات وتوصيف التكاليف أن تكون حكومة لخدمة البلاد ورفعتها، وهذا هو تمام حسن الظن بالمشير “البشير” الذي يظل ويبقى حامل رايتنا وشعار عزتنا ووسم مجدنا فأعينوه بالرأي القوي والفكر النير، وأصحاب العقول والنزاهة، فما كان الرجل إلا دوماً معجوناً بهذه الميزات وملتزماً بها.
التحية خاصة وخالصة في هذا اليوم الأغر لشهدائنا الكرام على مر التاريخ والأزمنة والذين ببركة دمهم يحفظ الله هذه البلاد، ويجعل لها من كل ضيق فرجاً وكلما ادلهمت الخطوب كان الشهداء مصابيح في الأرض الحرام تلهم الجمع البصر والبصيرة.
والله أكبر والعزة للسودان والرفعة لهذه البلاد فوق أعناق من يكره ويسعد.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية