النشوف آخرتــــا
القادم.. أحلى أم أسوأ
سعد الدين ابراهيم
مواطن غاضب وثائر وما مبسوط خالص.. عندما يشكو أحدهم: الليلة الواطة سخنة خلاص يقول له: وانتو شفتو حاجه لسه الجاي أسوأ .. ثم يشكو مواطن من الغلاء تصوروا كيلو الموز بقى بكم؟.. فينط ليهو.. انتو شفتو حاجه لسه الجاي أفظع.. في إحدى قنوات التلفزيون يغني فنان هابط مشروخ الصوت تقول: طبعا الزول ده أسوأ منو مافي.. فيقول: القال ليك منو .. الجاي أسوأ .. والله بكره يظهروا أصوات تقول يا حليل ده.
هذا المواطن الذي يتنبأ بأن الجاي أسوأ .. يشيع الإحباط في الناس وفي مستقبلهم فهل حقاً القادم أسوأ؟ الإجابة حمالة أوجه وهذه تعتمد على درجة تشاؤمك أو تفاؤلك.. فالمتشائم لا يرى سوى الغلاء واشتداد الفساد.. وهجرة الكوادر المدربة من أطباء وأساتذة جامعات وعمال مهرة.. والمقاطعة الاقتصادية التي تراوح مكانها.. أما المتفائل فيرى عدداً من نوافذ الأمل مفتوحة وربما على مصراعيها.. وعود النائب الأول بالاهتمام (بالمعايش) تفتح كوة للتفاؤل.. انفتاح السودان على دول الخليج ومصر رغم اتساع رقعة المعارضين لسياسات “السيسي”.. اتجاه الأمريكان إلى إرخاء قبضة المقاطعة تدريجياً.. الخطاب الجديد لدى قادة الإنقاذ خاصة بروفسور “غندور”.. حتى مصادرات الأمن للصحف.. كانت بسبب زعزعة المجتمع بنشر قضايا اجتماعية صادقة وليست سياسية ولو أن المتشائم يرى فيها إحكاماً للقبضة إلا أن المتفائل قد يرى فيها الاهتمام بتجميل صورة السودان.. وتعود مقالة السفير السعودي التي أغضبت معظم قادة الرأي..والذي رأى كثافة في نشر أخبار الجريمة بما يوحي بأن السودان ليس فيه سوى الجرائم.. وقد يجد المتفائل نوافذ عدة للأمل في انتصارات كرة القدم لفرقنا الكبرى.. وإن شاء الله تستمر ..ما تبقي فرحة قصيرة العمر.. البعض يرى حتى في استمرار برنامج (أغاني وأغاني) ملمحاً ايجابياً.. فقد تخصصنا فئ تقليم أظافر التجارب الناجحة.. واستمرار ضحكة عمنا السر قدور ذاتا ما هينة..
عموماً صديقي المواطن الذي يبشرنا بأن القادم أسوأ ينشر شيئاً ايجابياً بحيث أن حدث هذا الأسوأ لا يكون مفاجأة !!
ليس المواطن وحده حتى المثقفين على سبيل المثال دكتور “حيدر إبراهيم” في مؤلفه الأخير يقرر في المقدمة متشائماً :- (يعتبر السودان بلد الفرص الضائعة بامتياز وضياع الفرص دليل على الغفلة وسوء التقدير وقصر النظر والسطحية وهذه بالفعل صفات امتاز بها السودانيون والنخب السودانية).
المتشائم يتفق مع الدكتور كلية والمتشائم لا يحمل السودان وحده ولا النخب السودانية المسؤولية.. والمتفائل يرى براءة السوداني والنخب وينظر إلى هجمة الامبريالية علينا.. والأيدي الخبيثة العالمية والمحلية التي ساهمت فئ ضياع تلك الفرص وتأكيد ذلك يحتاج إلى مقالات .. عموماً يتغنى الشباب بأن بكره أحلى والقادم أجمل، وهذه قد تكون مواجهة لمقولة المواطن اليائس .. بأن القادم أسوأ.