رأي

مجرد سؤال ؟؟؟

حتى لا نفقد (القدح الممدود)..!!

بعد التصريحات التي أدلى بها النائب الأول لرئيس الجمهورية الفريق “بكري حسن صالح” لدى مخاطبته منتدى المال والأعمال بالفاشر مؤخراً، وتعهد خلالها أن يكون معاش الناس على رأس أولويات الحكومة القادمة بالإضافة إلى تحقيق رفاهية المواطن، تفاءل الناس خيراً وباتوا يترقبون تحقيق الرفاهية في ظل الحكومة القادمة.
المواطن السوداني (قال الروب) في ظل الارتفاع الجنوني للأسعار  الذي قضى كما يقولون على (الأخضر واليابس)، وعندما ينتهي (الأخضر واليابس) فإن الحالة تصبح غير مطمئنة للغاية.. فاليابس من أسوأ المراحل المعيشية، بعدها تدخل مرحلة اللا شيء وتصبح معدماً ليس لديك ما يكفي لشراء أبسط الاحتياجات، وفي هذه الحالة قد لا نجد مرتبة ودرجة يتم وضع هذا المواطن فيها لأنه تجاوز كل مراحل العدم التي يعيشها أغلب المواطنين.. الآن
معاش المواطن مهم جداً ينبغي للحكومة القادمة أن تضعه في أولى الأولويات.
النظرة التشاؤمية تحاصرني الآن من جميع الاتجاهات بأن الأسعار لا أظنها ستنخفض لأننا نعيش مرحلة ارتفاع الأسعار منذ العام 2011 وما زالت مرتفعة حتى وإن انتفت أسباب ارتفاعها كاستقرار الدولار مثلاً أو توفر السلع، حيث يتسبب الشح في ارتفاع الأسعار.. نحن لا نعاني شحاً أو ندرة أو حتى انعداماً، لكننا نعيش حالة ارتفاع أسعار لا نجد لها مبرراً، وإذا كانت هذه هي القراءة للواقع المعيشي الذي نعيشه فإن الرفاهية لا تتحقق إلا عبر إجراءات وقوانين صارمة للسوق، والسوق يعيش تحريراً اقتصادياً، وإذا أردنا أن نعلن تحديد الأسعار فإن هذا يعدّ انهزاماً لسياسة التحرير.. إذن ما هو الحل؟؟
المعالجات التي تتم لتخفيف أعباء المعيشة لا تستفيد منها كل القطاعات.. مثلاً قوت العاملين.. هو للعاملين فقط، وهنالك آخرون وأحسب أنهم كثر لا ينضوون تحت هذا اللواء لأنهم لا وظيفة لهم، وبالتالي قوت العاملين لن يصلهم لأن الجهة المسؤولة عنه هي اتحاد عمال السودان.. هم يعيشون رزق اليوم باليوم وبالتالي لا يشملهم.
هنالك أمنيات نعشم أن تتحقق خلال المرحلة القادمة التي ينتظرها الجميع الآن، وكلهم أمل أن تتم زيادة المرتبات التي ظلت حلماً يراود الجميع، إذ لم تطلها يد التعديل منذ فترة طويلة، حيث كان من المفترض أن تتم زيادتها حتى ولو بنسبة بسيطة حتى يستطيع العاملون تلبية جزء من الاحتياجات التي تم إغلاق الباب عليها بالضبة والمفتاح.. نعم أغلقت لأن (العين بصيرة والإيد قصيرة)، ولا تستطيع أن تمد يدك لمسافة ومدى بعيد لأن متاريس ضعف المرتبات تقف دون أن تمدها طويلاً.
الأوضاع المعيشية غير مطمئنة، فكل شيء أصبح صعب المنال.. وحتى إن توسعنا في الإنتاج وفتحنا باب الصادر فإن هذا لا ينعكس على الأسعار.. الأسعار تظل كما هي وكأن شيئاً لم يحدث.. فما مبرر أن يصل الكيلو الطماطم مثلاً إلى (10) جنيهات، والعجورة الواحدة (4) جنيهات، وكيلو الخيار (10) جنيهات، وجردل الزبادي (16) جنيهاً؟! هذه قراءة للأسعار قبل رمضان، وعندما يأتي الشهر الكريم  فان هذه السلع ستزداد أسعارها لتصبح أضعافاً مضاعفة.. لكنه الشهر الكريم، سيأتينا ونحن ما زلنا أكثر قوة.. لن نترك القيم الجميلة المغروسة في دواخلنا: الكرم والجود بالموجود، وقولنا لعابر السبيل أثناء الأذان: (تعال قنب.. يقولنا: أصلي جاي براي).
وأيضاً: (نحن الفي سنة ستة بنقول حرم)
إذن للمحافظة على هذا الإرث الجميل الذي عرف به السودان وأهل السودان نريد حلاً جذرياً للسوق، وللوضع المعيشي حتى لا نفقد هذا الموروث (القدح الممدود).

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية