بكل الوضوح
ظواهر وتقليعات وافدة..!!
عامر باشاب
{ ظواهر غريبة تدعو للعجب والغضب، انتشرت وراجت بين شباب اليوم، بنين وبنات، فصاروا جميعاً يسايرون ثقافات الموضة والتقليعات الوافدة وينقادون وراءها، وبعضهم يجاري هذه الظواهر إرضاء للآخرين ولمواكبة الوضع العام.
{ عند (الأولاد) تفشت ظواهر ومناظر لم تكن مألوفة من قبل منها ظاهره التشبه بالنساء في اللبس، حيث يميلون لارتداء الملابس التي تعتمد على الإبهار مثل البناطلين ذات الألوان الصارخة (أحمر وأصفر وردي وبنفسجي وتركوازي) والقمصان المزركشة والـ”تي شيرتات” المزينة بالخزف لزوم الشياكة والبهرجة، ورغبة في أن يبدوا جاذبين أو ليلفتوا الأنظار.
{ أكثر ما يدهش أن أولاد هذا الزمان (أولاد ميكي) وصلوا إلى درجة عالية من المبالغة في التشبه بالفتيات، فشاركوهن حتى في لبس الأحذية وأصبح من الطبيعي أن تجد “الجزمة الستاتية” تنتعلها قدم رجالية تتبختر بها دون حياء أو خجل.
{ والطامة الكبرى موضة (البناطلين الناصلة) التي سموها (سستم) حيث تجد الواحد من الشباب المبهورين بهذه الموضة يحرص حرصاً شديداً على أن يكون البنطلون (ناصل للآخر).
{ شاب طويل القامة وعريض المنكبين ومفتول العضلات كنت أظنه لا يدري أن بنطلونه (ناصل) بصورة واضحة وفاضحة رغم وجود الحزام، وعندما نبهته لذلك وبدل أن (يكرب) حزامه وصفني بالجهل والتخلف.. بالله عليكم من هو الجاهل والمتخلف حقاً (في هذا الزمن تف يا دنيا تف).
{ أما فتياتنا من جيل الانترنت والـ(واتساب) فحدث ولا حرج، تجد الواحدة منهن كلما اتسعت مداركها أكاديمياً وثقافياً كلما ضاقت ملابسها، والدليل على ذلك أنهن في الجامعات يتنافسن في ارتداء الملابس الضيقة والشفافة وأغلبهن يرتدي بناطلين ترسم ملامح الجسد وتوضح تفاصيله.. ومن الأشياء اللافتة أن بعض الفتيات في سن العشرين يظهرن في مناسبات الأفراح بفساتين وبلوزات في منتهى السخونة، أقرب وصف لهن عبارة نجم الدراما المصرية “عادل إمام” في مسرحية (شاهد ما شفش حاجة).. (لابسة من غير هدوم).
{ وضوح أخير
{ للأسف الشديد هذا الذي نراه في الشارع السوداني يؤكد أن هويتنا السودانية أصابها خلل، ويدل على أن مجتمعنا الذي كان حتى وقت قريب مجتمعاً محافظاً قد تنصل من قيمه وموروثاته.
{ السؤال الذي يطرح نفسه هنا: هل ما يحدث لشبابنا الآن له علاقة بالوضع الاقتصادي والواقع السياسي الذي نعيشه؟!
{ حقا ضاعت نخوة الشاب السوداني الذي كان يتميز بمكارم الأخلاق والقيم الأصيلة، وضاعت الأخلاق، وضاعت المروءة والشهامة، وضاع وقار الفتاه السودانية.