رأي

النشوف آخرتــــا

ود  الشواطين يتفلسف

سعد الدين ابراهيم

مرات لا يجد ود الشواطين من يستهدفه بمقلب أو خديعة.. فيتحول إلينا ليتحدث في خطبه أو مواعظه حسبما يعن له الموضوع.. مرات يحدثنا عن الغناء الهابط بصفته ضرورة. ويتحدانا قائلاً: أتحدى أي زول في حفلة  يسمع حرامي القلوب تلب وما يتلب يرقص ويبشر ومرات يتهابل.. أو يحدثنا عن كرة القدم وضرورة الاحتراف ويشيل حس بعض اللاعبين المشهورين بأنه شاهد فلان يدخن الشيشة  وعلان ينتظر في عربة أمام مدارس البنات وهكذا.. هذه المرة قال لنا ود الشواطين:- الفرق شنو بين الضرب والجلد؟ قلنا لا فرق يذكر بينهما.. قال: كضباً كاضب.. فروق كبيرة بين الجلد والضرب.. قلنا: أها يا فيلسوف زمانك ورينا؟ قال في محاضرة طويلة.. الجلد عندو قانون .. يعني بكون بي أداة معينة السوط أو ما يشبهه.. وبكون في حتة معلومة.. الضهر.. وفي الحدود عندو قانون: إنو الجالد يضع المصحف بين يده وصدره  حتى لا يقع وبذلك لا يكون الجلد مؤذياً لأنه للتأديب وليس للإذلال.
تنحنح ود الشواطين حين وجد الاهتمام بحديثه قد أخذ بالألباب فأضاف: أما الضرب فهو عشوائي.. ممكن نضرب بأي حاجة بسوط بعصاية بي إيد الفندك.. أم دلدوم.. عشان الضرب مؤذي وبدون قانون لما رآنا ود الشواطين كلنا آذان.. قال: وسيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه عشان كده قال:- لا تضربوا المسلمين فتذلوهم.. لأنو الضرب كعب عشان كده لابد من التميز بين الضرب والجلد، قلنا لكن برضو ربنا قال أضربوهن فقال: لكن مابشرط إنو إكون غيرمبرح.
قلنا له: طيب يا ود الشواطين فهمنا.. مناسبة الكلام ده شنو؟ قال لأنو شايف الناس شغالين ضرب .. الأستاذ ما بجلد الطلبة بضربن زي صاحبنا الضرب الولد بالدرج.. أها زي ده يقولوا عليهو شنو؟ برضو في المظاهرات شايف ناس بضربوا الناس  وديل ما عندهم حق.. أولاً هم ما قاضي ولا منفذ عقوبة.. فلما يضرب الزول فمعناتا حكم عليهو ونفذ الحكم..وضرب الزول وده برضو ماصاح.
بعدين تلقى الأبو ولا الأم  بتضرب ولدها أو بتها.. ضرب لا يستقيم مع الأمومة ولا الأبوة.. مفروض لو داير تعاقبا .. تجلدا في يدينا .. في ضهرا .. في كرعينا.. وضرب للتأديب مش للتعذيب.
وتلقى أولاد الحلة واليومين ديل بنات الحلة كمان بيتضاربوا.. وتبقى أذية شديدة.. وفي واحدين ببالغوا وبطعنوا بي سكين.. هو الزول ذاتو شايل سكين لي شنو؟ يعني ناوي على الشر.
حتى لاعبين الكورة عندنا ما بيعملوا فاولات معقولة.. بضربوا  عديل  يعنى الفاول بتاعنا ممكن يودي التوج.. ولا يكسر الكراع.. لأنو فاولنا ضرب عديل.. الغريبة في مشجعين بتكيفوا وبقولوا لللاعب أيوة أديلو..
والضراب حقار خصوصاً إذا كانت عندو حبة سلطة طوالي داير يضرب .. أو يضارب.. ويضارب ذاتا أخفه لأنو بتضرب وبتنضرب ومافيش حد أحسن من حد.
أخيراً : قلنا أنت في النهاية داير توصل لي شنو؟
تعال وهو يلبس جبة الناصحين: داير دنيا بدون ضرب ومضاربة داير أوري الناس إنو في حق الإنسان المهم انو ما ينضرب.. ولو إنو من حقوقو يعمل إضراب!

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية