النشوف آخرتــــا
الجقر جقري براي
سعد الدين ابراهيم
الذين لا يقتنعون بإتلاف الجسور بواسطة الجقور.. أحكي لهم عن (جقر) أتلف أعصابنا (ناس البيت) وذلك أنه في ذات مساء وبينما كنا في صالة البيت نشاهد (رحلة سالوني).. ثم نعرج على (ليالي) ونشرب الشاي.. في أمان الله ، فإذا بِـ(جقر).. يعبر الصالة وهو يتضرع انتبهنا إليه ورمته (الحاجة) بالشبشب فزاغ منه ونظر إليها شذراً .واصل مشيته المغرورة.. سرعان ما عقدنا اجتماعاً لمكافحة (الجقر) الدغيل هذا.. نعمل له كمين.. قال بعضنا.. لكن الاقتراح الذي وجد ارتياحاً أن نسعى كديسة ونربيها لمواجهته.. ومعروف أن القطط تلتهم الفئران إلا في سلسلة (توم أند جيري).. وقررنا أن نستجلب قطة من سلالة جيدة وقد.. كان.
أحضرنا القطة الصغيرة وأخذنا نقدم لها ما لذ وطاب من لبن.. وبقايا طعام دسمة.. حتى سمنت في أول مواجهة لها مع (الجقر).. طاردته لمسافة ثم وقفت.. لكن قلنا هذه البداية وقطع شك بكرة بعد بكرة ستقضي عليه تماماً.. القطة حقيقة من حسان القطط لذا كثر زوار البيت من ذكور القطط يخطبون ودها.. ما مرت أسابيع حتى حبلت القطة.. فقلنا: إذن فالجقر (جاهو بلا) فستلد كديستنا وسيكون لدينا أكثر من قطة لمواجهة (الجقر) المغرور العاجباهو روحو ده! دلعناها حتى ولدت.. أنجبت ما شاء الله تبارك الله ثلاث قطط.. قلنا نتخلص من بعضهن ونترك واحدة أو اثنتين لكن احتفظنا بهن الثلاثة ورابعتهن أمهن.. وذلك حتى يجد (الجقر) هجوماً كاسحاً ويقع في شر أعماله.. وعندما ظهر (الجقر) في الصالة يتضرع قلنا له: استنى أنت لما يكبروا الجريوات ديل وشوف البحصل ليك.. كبرت القطط.. وانتظرنا لحظة التهامها للجقر اللعين.. ولما ظهر الجقر في الصالة وجرت نحوه القطط وقف على رجليه أو يديه منتصباً.. فتوقفت القطط ونظرت إلى بعضها متسائلة: (الجقر) ده جنه ولا شنو؟ المهم حين جروا نحوه بعد تفكير أسرع ولاذ بالفرار.. ربما أرد أن يلعب شوية.. القطط الصغيرة كبرت.. وكثر زوارنا من القطط الذكور.. وكل واحدة منهن ولدت مجموعة.. فأصبح عدد القطط الجديدة وهي تسع مع عدد القطط القديمة وهي أربع.. بقوا تلطاشر قطة.. حتى أصبح الناس يشيرون إلى بيتنا بأنه بيت الكدايس.. انتبهنا إلى المأساة الجديدة.. إننا أصبحنا نبحث عن طريقة لنتخلص بها من القطط الكثيرة عوضاً عن (الجقر) صاحب المشكلة الحقيقية في وجود القطط.. لكننا أيضاً ارتحنا لان (الجقر) اختفى.. هكذا ظننا.. ولكننا ذات أمسية رأيناه ومعه مجموعة من (الجقور) يتضرعون في الصالة وجاءت القطط كلها وبدلاً من أن تلتهم (الجقور) ظلت تلاعبهم.. أخيراً قررنا الرحيل من البيت وتركناه للكدايس والجقور.. آها ما رأيكم في إتلاف (الجقور) للجسور بعد أن أتلفت أعصابنا؟!