حوارات

الأمين السياسي للمؤتمر الشعبي "كمال عمر" لــ(المجهر) (2-2)

حوار – فاطمة مبارك

ليست لدينا مشكلة مع “الصادق”.. (لكن علاقتنا مع ناسو في الداخل تعبانة)
إذا استجابت الحكومة لرؤيتنا ستدفع بإقناع الحركات لحضور الحوار
ما نُشر حول أهل الرأي في حزبنا ضخم إعلامياً والآن تجاوزنا مرحلة التململ
{ قاطعتم الانتخابات لكن ستتفاوضون مع الحكومة التي تمخضت عنها.. ألا يعدّ هذا إقراراً بنتائجها؟
– موقفنا كان ضد قيام الانتخابات من البداية ومقاطعتنا تدل على موقفنا المبدئي منها، وبالتالي فإن الحكومة التي ستتمخض عن هذه الانتخابات لا تشكل واقعاً جديداً مثلها ومثل الحكومة السابقة، هي المؤتمر الوطني.
{ الجديد أن هذه حكومة ناتجة عن الانتخابات؟
_ الموقف تجاه الحكومة لا أرى فيه موضوعية، أن نقاطع الحوار بسبب الحكومة الجديدة.
{ من باب التناسق مع موقفكم؟
– أرى أن الوضع تأزم أكثر بعد إجراء الانتخابات، وأعتقد أن استمرار وتعميق الأزمة في مرحلة الاحتقان هذه تستدعي الاستمرار في الحوار خاصة إذا استصحبنا ما يحدث على مستوى الإقليم في سوريا واليمن وليبيا.. الشعب السوداني ليس لديه خيار غير الحوار.
{ قلت إنكم ما زلتم تحاولون لقاء “الصادق”.. هل لديكم اتصالات مع حزبه بالداخل؟
_ التواصل مباشرة مع “الصادق”.. ليس لدينا تواصل مع الناس هنا الناس.
{ هذا يعني أن العلاقة (تعبانة) أليس كذلك؟
_ “الهِنا، علاقتنا معهم تعبانة شوية”!

{ بعد التحولات التي حدثت على مستوى مواقفكم من التحالف المعارض.. ما طبيعة علاقة “كمال عمر” بالتحالف على خلفية أن علاقتك كانت متميزة معهم؟
_ أنا الآن تربطني علاقة حميمة مع كل القوى السياسية، خاصة الحزب الشيوعي السوداني.
{ إلى أي مستوى؟
_ إلى درجة أن بيننا علاقة اجتماعية متواصلة غير منقطعة، ومطلع على تقديرات المواقف في الحزب الشيوعي باستمرار، وعلاقة أسمى وأنبل مع حزب البعث الاشتراكي الأصل، والوطني الاتحادي وفصائل الاتحاديين.. وأعتقد أن الأسلم للساحة السياسية حتى تستقر الديمقراطية في السودان رغم رأيي الذي قلته فيهم، بناء قاعدة وفاق تقوم على وحدة من أجل قضايا الحرية والديمقراطية والعدالة؟
{ هناك من يظن أن الصراع الآن (إسلامي- علماني)؟
_ لم يصل إلى مرحلة صراع (إسلامي- علماني) لكن        ملامحه الأولية تمضي في اتجاه أن يصبح (إسلامياً- علمانياً).
{ خاصة بعد اتفاقكم مع الوطني على الحوار؟
_ خط المؤتمر الشعبي لا يتفق مع هذا التصور.. خطنا السياسي هو وفاق مع الجميع من الحزب الشيوعي حتى المؤتمر الوطني.. تقديرنا السياسي الآن، أن لدينا موقفاً يجعلنا قريبين مع الكل.. والآن نركز جهدنا على الحوار، ومنصته تعطينا بعداً محايداً في علاقتنا.. لدينا علاقة مع الوطني جيدة جداً.. ولدينا علاقة مع الشيوعيين والبعثيين.. وهذا يؤهلنا لجمع القوى السياسية في إطار واحد لمصلحة البلد.
{ لماذا عجزتم عن إقناع الحركات المسلحة بالانضمام للحوار على خلفية توسطكم وحديثكم عن إمكانية حل مشكلة دارفور في ساعات؟
_ الكلام عن أن المؤتمر الشعبي سيحل مشكلة دارفور في يوم كان محكوماً باعتبارات في وقت معين، وفيها مزايدات  ومبالغة.. وكان ذلك من خلال ارتباط المؤتمر الشعبي بالمطالب الكلية لهذه الحركات.
{ هل ما زلتم مرتبطين بقضاياهم؟
_ نعتقد حتى اليوم أن لها مطالب سياسية عادلة، لكن نختلف معها في الوسيلة، وقد تلاحظين أننا في الأيام الفائتة لم نؤيد هزيمة العدل والمساواة، ولا في يوم وقفنا مع الحركات المسلحة، لأن قناعتنا أن الحرب ليست الوسيلة لحل أزمة البلد.
{ أين وصلت مساعي الاتصال بالحركات المسلحة؟
_ قبل شهور أرسلنا وفداً للاتصال بهذه الحركات، وحتى الآن لدينا اتصالات بهذه الحركات.. فقط نريد من الحكومة خطوات حتى تصل الاتصالات إلى النقطة والموقف الذي نريده، ويتمثل في تأمين مناخ الحريات الداخلي الذي نعتقد أن فيه إشكالات.. ونحن نتشاور مع الحكومة في هذه القضايا، وإذا استجابت لنا في قضايا وقف الحرب وإطلاق سراح المعتقلين ستدفع برؤيتنا في إقناع الحركات للحضور إلى الحوار.
 { الشارع العام يتكهن بتخلي الرئيس عن حزبه ليبتعد عن الحزبية.. إلى أي مدى تعتقدون بإمكان حدوث هذا التكهن؟
_ الحوار ومناخه والتزاماته تجعلنا نبتعد عن التعمق.. نحن لا نريد الدخول في شأن داخلي للمؤتمر الوطني، لكن لا أعتقد هناك إشكالية للرئيس، وهو موجود داخل المؤتمر الوطني، في أن تحصل تحولات في المواقف.
{ كيف؟
_ قبل ذلك هم أحدثوا تحولات في داخلهم في مرحلة من المراحل، خاصة أن الممسكين بملف الحوار داخل المؤتمر الوطني “غندور” أو “مصطفى”، أعتقد أنهما من أنجح الكوادر داخل الحزب.. هذان وجهان مشرفان في التعامل مع الحركات والقوى السياسية.
{ رغم ذلك لم يحدثا اختراقاً؟
– سياسات الحزب ومواقفه أحياناً تضر بعمليهما، لأنه قائم على السلطة، والأجهزة الأمنية تأخذ بتلابيب بعض القضايا السياسية.. هذا يعقد مظهرهم في التعامل السياسي.
{ ما الحل؟
 _ أعتقد أن قضية الحوار طرحها رئيس الجمهورية، وأجهزة المؤتمر الوطني مطالبة بالانصياع لعملية الحوار ومصداقيته  التي عبر عنها الرئيس منذ أول يوم حينما أكد التزامه بمقرراته، ووقع على الخارطة، ونحن مستمسكون بذلك.
{ كيف سيستمر الحوار على ضوء وجود تيار معارض له داخل الوطني؟
_ صحيح هناك تيار داخل الوطني يجوز أن يكون لديه رأي في عملية الحوار.. لكن أعتقد أنه لن يفعل شيئاً أمام تيار الرئيس الكبير.
{ هناك اختلاف بين جيلين في المؤتمر الشعبي حول الحوار.. ألا تخشون من تفكك الحزب؟
_  لا أنكر في بداية موقف الحوار كان هناك تململ وسط عضوية الحزب خاصة من الأقاليم المتأزمة، وكانوا معذورين باعتبار أن معظم الجرائم والتجاوزات التي ارتكبت والعنف والحرب وأخطاء النظام كانت منصبة على أهلهم ومناطقهم. فطبيعي أن يكون الانتقال مباشرة من مرحلة إسقاط النظام إلى التحاور معه غير مقبول.
{ كيف تديرون الحوار على خلفية هذا التأزم؟
– الآن الحزب اجتاز هذه المرحلة بلقاءات متواصلة مع العضوية، سمعنا فيها الكثير.. لكن نفسياً هذا حزب عقائدي قائم على فكرة السمع والطاعة والشورى.. هذه متلازمات..  وبعد الطواف على عضويتنا تجاوزنا هذه المشكلة، وأصبحت قضية حوار قضية دين مثلما الرسول حاور المشركين في مكة ليحدث التحول لفتحها، وكان هذا فتحاً للقضايا الكبيرة.. الآن كل عضوية الشعبي تؤمن أن هذا الحوار مقدمة لاندياح حول الحريات والحكم الراشد وتوحيد الأمة والديمقراطية، وحدث استيعاب كامل لخط الحزب.
{ لكنكم أوقفتم منبر أهل الرأي بسبب دعوتهم ليساريين؟
_ الحديث عن ما حدث لمنبر أهل الرأي تضخم إعلامياً وكان مقدوراً على احتوائه داخلياً، وليس صحيحاً أنه وقف لأنهم جاءوا بيساريين.. اليساريون كانوا يأتون إلينا هنا..   الشعبي ليست لديه مشكلة مع الحزب الشيوعي ولا مع  اليساريين.
{ ربما الموقف الجديد يتطلب ذلك؟
_ “لا.. نحن عندما عملنا القصة دي معهم، المنبر ذاتو ما كان بعرفه”.. وكانوا قبل ذلك معترضين على خط الحزب في علاقته مع الحزب الشيوعي، ودخولنا الحوار لا يعني أننا ألغينا علاقتنا به.. نحن حريصون عليها ولن نتخلى عن علاقتنا بالشيوعي والبعثي وبقية القوى السياسية من أجل الحوار، بل نعمل على أن يأتوا إلى الحوار، لذلك التململ أو التذمر داخل الحزب قد انخفض إلى حد كبير، وأي حزب يؤمن بالحرية والديمقراطية لابد أن يؤمن بوجود أصوات داخله.
{ ما حجم التذمر الآن؟
_ أقول إن عملية التململ أصبحت ضئيلة في حجمها، ولا أنفي أن من حق العضوية أن تطرح رأيها.. لكن أقول إن الحزب بالشورى الموجودة داخله قادر على احتواء هذه الآراء.
{ ماذا عن المذكرات التي قدمت للأمين العام للحزب؟
– لم تصل أية مذكرة للحزب..”مافي زول قدمها لينا”.. نحن قرأنا ذلك في الإعلام، والحزب على مستوى كل أجهزته على استعداد لسماع أي رأي.
{ في أي إطار تأتي عودة المهاجرين الآن من الحزب؟
_ المؤتمر الشعبي يرحب بكل العائدين.
{ يبدو أن هناك خطة للعودة؟
– لا توجد أية خطة.. أي شخص يقدر موقفه ويحضر
{ متى سيعود “علي الحاج”؟
_ لا أتكهن بعودته.. له ارتباطات في ألمانيا، ونحن نتمنى أن يعود.
{ المؤشرات تدل على اقترابكم من السلطة؟
_ موقفنا الآن هو أننا لن نشارك في السلطة.. وهناك مرحلتان.. مرحلة أولى وهي المرحلة الحالية، الحزب الحاكم يريد تشكيل حكومة ونحن لسنا معنيين بها وتركيزنا الآن كله على الحوار.. نحن رفضنا الانتخابات.. لا يمكن أن نرفضها ونشارك في السلطة.
{ سبق أن قلتم إذا وصل الحوار لمستوى محدد فإنكم ستشاركون؟
_ نحن نتكلم عن برنامج سياسي يتم التوافق عليه في منظومة الحوار، نتفق على كيف يحكم السودان والدستور والحريات ووحدة البلد والسلام.. وقتها إذا تحدث الناس عن مشاركة في السلطة وفقاً لهذا البرنامج فنحن سنعرض الأمر على قيادة الحزب وهي من يقرر.
{ علاقتك بـ”الترابي” قيل إنها تتم على حساب قيادات أخرى؟
– أنا لم أعرف شيخ “حسن” إلا من خلال موقفه الكبير كشيخ للحركة الإسلامية.. وأحمد الله أنني في الحركة الإسلامية لم أكن يوماً وزيراً أو والياً حتى يربطوا علاقتي بشيخ “حسن” بأنني أريد وزارة. أنا جئت في وقت الانحياز إليه كان ثمنه السجن.. وسجنت.. وأنا قريب منه سبع مرات.. وأتمنى أن تمتد، حتى إذا سجنت سبعين مرة، وعلاقتنا قائمه على إيمان بفكرة.. وفي تقديري هو من أعظم علماء هذه الأمة، من بعد الخلافة الراشدة، لم يجد الزمان بمثل شيخ “حسن”.
{ ماذا تقدم حتى يحظى بهذه المكانة؟
_ أنا كنت مسؤول الأمانة العدلية في وقت صعب، وانتقلت للأمانة السياسية وعبرت عن موقف الحزب في إسقاط النظام بشكل يعبر عن خط الحزب.. وعندما تبنى قضية الحوار أنا كنت مسؤولاً عن تصريف موقف الحزب.
{ هذه لا تقربك إليه؟
_ ما يربطني بشيخ “حسن” هو منظومة الأمانة العامة كأمين سياسي، ولا أنكر أن هناك علاقة عاطفية في الدواخل تجاه شيخ “حسن”. وأعتقد من واجبنا أن نحترم شيخاً قضى كل حياته من أجل الدعوة.. “وحبنا مش حب طائفي”.. هو علمنا الشورى والحرية والديمقراطية، لكن دائماً دائرة شيخ “حسن” يتنافس حولها الناس.. وأتمنى أن تكون المنافسة مشروعة.
{ أنت متهم بأنك تتقرب لـ”الترابي” بطريقة أحدثت شروخاً في الحزب؟
_ صحيح.. هذا الموضوع أحدث ردة فعل لدى بعض الناس.. لكن في النهاية هم إخواننا وأحترمهم. وأتمنى أن لا يكون ذلك مدخلاً لسوء فهم.. الحركة محتاجة لنا كلنا.
{ تحدثت قبل ذلك عن (النظام الخالف) وقال بعض الناس إنك لا تعرف شيئاً عنه وإنما تريد أن تظهر أنك قريب من “الترابي”؟
– عندما تحدثت عن (النظام الخالف) تحدثت حديث العالم بالمواقف الداخلية والخارجية للحزب.. أنا لا أدعي الأشياء، والآن يوجد تطور في نهج (النظام الخالف) وحركته.. وخلال اليومين الماضيين حدثت اتصالات في جولاتنا الإقليمية بعدد كبير من مشايخ الطرق الصوفية وغيرها.. وأنا أتحدث عنه باعتباره واقعاً إستراتيجياً مستقبلياً.. الآن الحزب “شغال فيه”.. من يكتبون يؤلفون “من راسهم”، وأنا لست معنياً بهم.
{ ما هي التطورات التي حدثت؟
_ على صعيد الفكرة هناك تطورات واتصالات حدثت.. وأقول هناك قيادات كبيرة لأحزاب أبدت استعداداً وانفعلت جداً.. وكل يوم يسألون عن متى يوقعون على (النظام الخالف) حتى  يشكلوا منظومة.. وهذا ليس وقته.. سيكون بعد الحوار.. وفي المراحل القادمة سنخرج لكم بمارد بعبع ضخم ليس في مجال السياسة وإنما في الاجتماع والفن وكل القضايا.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية