مجرد سؤال ؟؟؟
أفتونا في الأمر ..علماءنا الأجلاء
رقية أبو شوك
قال رسول صلى الله عليه وسلم (كل مولود يولد على الفطرة فأبواهو يهودانه أو ينصرانه) .. نعم كل مولود يولد على فطرته وبعد ذلك يأتي دور الأسرة ممثلة في الأم والأب ..فصيرته إما يهودياً أو نصرانياً أو حنيفياً مسلماً.
فالدول الإسلامية ،جميعها أنشأت أبناءها على الدين الإسلامي دين الفطرة ..فالذي يولد في دولة إسلامية مائة بالمائة، بالتالي ينشأ ويترعرع على هدى الإسلام ، و الإيمان العميق برسالته، والذي يأتي بالاجتهاد الكبير في التفقه والإبحار في العلوم الدينية المختلفة. قالت الْأَعْرَابُ آَمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ وَإِنْ تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَا يَلِتْكُمْ مِنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (14).. صدق الله العظيم ..إذاً الإيمان درجة عميقة من الإسلام ،وهي مرتبطة بالعمل الصالح الذي منبعه القلوب.
فالسودان من الدول الإسلامية المعروفة جداً والتي لها صولات وجولات في إطار نشر الدعوة الإسلامية وإيقاد نيران القرآن المعروفة، وهنالك الطرق الصوفية التي تنشر الدعوة وتبسطها في قالب خفيف يستطيع الكل استيعابه، كما أننا دولة الشريعة الإسلامية ودولة القرآن ونيران القرآن، منذ القرون الماضية وحتى الآن، حتى أن هذا العلم بات يدرس حتى يتعرف الطلاب على تاريخ السودان الإسلامي ، إلا من أبى.
تعلمنا الصلاة والصيام وحفظنا سورة الفاتحة وسوراً أخرى صغيرة لنقرأها في الصلوات الخمس، فحتى وإن لم تتح لنا فرصة التعليم حفظنا ذلك لأننا نريد التقرب إلى الله سبحانه وتعالى.. رحمته وسعت كل شيء ،وبالتالي لن يحاسبنا لأننا لم نحفظ السور الكبرى.. فقط يحاسبنا على تركنا للصلاة والعبادات الأخرى ،والتي من بينها الصيام.. فحتى الصيام ربطه الله سبحانه وتعالى بأنه عبادة خالصة لله (فهو لي وأنا أجزي به).
أقول هذا وفي الخاطر الفيديوهات التي وزعت عبر (الواتساب) لأهلنا الطيبين بشرق النيل ،وكانت عبارة عن(3) فيديوهات.. سألهم فيها الشخص الذى قام بالتصوير عن الصلاة والصيام وعن الرسول واسمه. ..فردت شابة اسمها فاطمة بعدم معرفتها بالصلاة والصيام، وعدم معرفتها بالرسول صلى الله عليه وسلم، ومضى الامر هكذا فى بقية الفيديوهات .. تعجبت جداً لأمرهم أولئك الناس،وهم ينتمون لشرق النيل المعروفة دينياً .ولا أظن أن كونهم عرباً ، يمنعهم من معرفة اسم الرسول صلى الله عليه وسلم ومعرفة الصلاة والصيام وغير ذلك من امور الدين…ألم يسمعوا بصوت الأذان من محلية، نحسب أنها من محليات القرآن ونار القرآن؟ ..فالذي يسمع صوت الأذان حتماً ،سيسأل ما هذا الصوت الذي ينادي للصلاة. وبالتالي سيتعرف عليه..فالملبس الراقي الذي يلبسه الاشخاص موضوع الفيديوات، يؤكد أنهم قريبون جداً من التحضر .حتى أن الشابة تلبس في يديها غوايش جميلة ومتناسقة الألوان … فالسؤال الذي يفرض نفسه من أين اشتروا هذه الملابس الأنيقة؟ ومادام أنهم (عرب ساي)، كما قالت إحدى الخالات، وكيف تعرفوا على الأسواق؟
فأنا مازلت مندهشة بأمرهم ..كيف يتجملون بأحسن الملابس ولا يعرفون اسم رسولنا ،وما نزل عليه من الكتاب؟؟ وكيف لا يعرفون أيضاً الصلاة؟ ..فهنالك تناقض في أقوالهم فقد قالت(فاطمة) ،عندما سئلت عن اسم الرسول ،: “ما بعرفو” ثم أردفت لم أعرف اسمه ولم أسمع به، وسئلت عن سورة الفاتحة قالت (ماحفظاها) و(تاني) بدأت في قراءتها … وقالت إحدى الخالات ، عندما سئلت أيضا عن صلاتها، قالت :انشاء الله ربنا يتقبل. ثم أضافت (مابصلي) ..تناقض عجيب !!!!!!!!
أفتونا سادتي ،علماءنا الأجلاء في هذا الأمر، الذي من شأنه أن يشوه صورة إسلامنا وحبنا المعروف لرسولنا وحبيبنا محمد بن عبد الله ،و(السودان معروف أكتر شعب بيحب الرسول).. وإذا كان الأمر حقيقة فعلينا بحملة دعوية كبرى يتقدمها علماؤنا الذين نفتخر بهم جداً ،والسودان ملئ بالقامات في مجال التوعية الدينية ..حملة تشارك فيها كل الطوائف من أجل التبصير بالأمور الدينية. (فأول ما يسأل عنه العبد يوم القيامة الصلاة فإن صلحت صلحت باقي الأعمال) ،والتي قال عنها رسولنا الكريم (أرحنا بها يا بلال). فهي تبعث الراحة والطمأنينة في القلوب كما أن الصيام له فوائد صحية كثر وذلك على غير الفوائد الدينية (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (183) أكرر أفتونا.
أما أذا كان الامر فبركة مقصودة، فان على السلطات المختصة، ان تشرع فى التحقيق عن الامر ، وكشف مراميه والجهات التى تقف خلفه ومساءلتها.