اقتصاد

اقتصاديون: لا بد من التمحيص في اختيار المعنيين بالشأن الاقتصادي لحساسية الملف

ما بين الترقب والانتظار للحكومة القادمة والنسخة الجديدة
الخرطوم – نجدة بشارة
ما بين الترقب والانتظار.. تتجه الأنظار صوب الحكومة القادمة في نسختها الجديدة وما يمكن أن يحمله الوزراء في حقائبهم لخمس سنوات قادمة خاصة وأن التشكيل القادم سيصطدم بالعقبات الاقتصادية والأوضاع المعيشية الضاغطة.
ويرى خبراء أن العصا السحرية لنجاح الحكومات تكمن في عناية صائغي القرارات باختيارهم لحاملي الملفات الاقتصادية لاعتقادهم أن الاقتصاد يحمل السياسة ويدعمها، ولفت عدد من الخبراء الاقتصاديين أنظار الحكومة النظر بعين الاعتبار لمتطلبات المرحلة والأزمة الاقتصادية التي تعيشها البلاد، مما يستدعي التمحيص في اختيار المعنيين بالشأن الاقتصادي لحساسية الملف.
ويرى الخبير الاقتصادي بروف “عصام الدين بوب” في حديثه لـ(المجهر) أن الحكومة التي ستكون يجب أن يفصل بين السلطة السياسية عن الاقتصادية. وأن يعطي المجال في الوزارات والقطاعات الاقتصادية لتشغل بـ(التكنوقراطيين) البعيدين عن السياسة لا يؤثر عليهم المناخ السياسي لاحقاً.
وقال “بوب” إن هنالك فشلاً صاحب تجربة الحكم لـ(26) عاماً سابقة رغم الموارد المختلفة في البترول والذهب، إلا أن الحالة الاقتصادية مازالت تراوح مكانها بين ما أسماه (النمط الافتراضي) للمواطن بواسطة السلطة – الغرائب.. وتحجيم التجارة خارجياً وداخلياً بالإضافة إلى طباعة الأوراق النقدية بكمية كبيرة مما أدى إلى زيادة حجم الكتلة النقدية وبالتالي التضخم.
وربط “بوب” فشل أو نجاح الحكومة القادمة بالأشخاص الذين سيوكل لهم الملف الاقتصادي ويرى أن المشاكل والحروبات التي تحدث رشيدة ولأن المواطن الجائع لا بد أن يخرج على السلطة).
وأبدى وزير المالية الأسبق والخبير الاقتصادي د.”عز الدين إبراهيم” تفاؤله متوقعاً تشكيلة حكومية تخدم الاقتصاد السوداني، وطالب صانعي القرار بتولية الشخص الملم بالمشاكل الاقتصادية.. وقال لا يكفي أن يكون (اختصاص بحت) حامل للشهادة ولا بد من التدقيق لاختيار الكفاءات لوزارات المالية، التجارة وبنك السودان، بالإضافة للقطاعات الاقتصادية.
وأشار “إبراهيم” إلى أن مسألة المعيار في الاختيار ستكون مشكلة تواجه صانعي القرار.. وطالب بأن يكون الوزير واسع الأفق ليستوعب الكم الهائل من المشاكل الاقتصادية خاصة وأنها متشابكة بعضها في النواحي السياسية والاجتماعية حتى لا تحدث فوضى.
وتحدث “إبراهيم” عن وزراء كان لهم دورهم البارز في التاريخ واعتبر المرحوم د.”عبد الوهاب عثمان” نموذجاً يحتذى به بالنسبة للقيادة. وقال إنه استطاع أن يحل مشاكل الاقتصاد وأحدث إصلاحات اقتصادية، في وقت كانت موارد الدولة شحيحة محاصرة بالحروب. ويرى أن الوضع الآن أفضل عن السابق في ظل وجود بعض الموارد مثل صادرات الذهب.
من جانبه قطع الخبير الاقتصادي “حسن ساتي” الأمل والرجاء في الحكومة القادمة. وقال سيكون بنفس النسخة الحالية ونفس الأشخاص لذلك لا أتوقع أي جديد.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية