بكل الوضوح
اختفاء مهرجان في ظروف غامضة!!
عامر باشاب
{ كلما استشعر حالة الركود واليباس التي يعيشها الوسط الثقافي اليوم أتحسر على أيام وزير الثقافة السابق “السموأل خلف الله”، وكلما أرى البؤس والسكون يملآن أركان المراكز الثقافية والأندية الرياضية بولاية الخرطوم أترحم على أيام الأستاذ “هاشم هارون” وزير الثقافة الأسبق بولاية الخرطوم.
{ في عهد الوزير الهمام “هاشم هارون” كانت الخرطوم تعج بالليالي والمنتديات الثقافية والمهرجانات الإبداعية ذات القيمة المضافة، أشهرها مهرجان ميلاد الأغنيات الذي قدم للساحة الفنية عشرات الأصوات الغنائية، ومئات الروائع الغنائية الجديدة.. “هارون” غادر كرسي والوزارة مأسوفاً عليه، وغادر معه كل ذلك الحراك وانطفأ نور الليالي.
{ لا يخفى على أحد أن الأستاذ “السموأل خلف الله قريش” عندما تولى مهام وزارة الثقافة الاتحادية استطاع وفي أقل من عام إحداث حراك ثقافي جعل جميع المبدعين يخرجون من حالة الإحباط إلى حالة الإبداع بعد أن بث فيهم روح الأمل، بوضع خطة إسعافية عاجلة حركت السكون وأتاحت الفرصة للمطربين والموسيقيين والشعراء للتنافس في تقديم ما عندهم من إبداعات عبر ليالٍ إبداعية من بينها “ليالي أم درمان” و”ليالي الخرطوم”، كما استطاع إعادة الدراميين إلى مربع الإنتاج لإنعاش خشبة المسرح، وأخذ بريشة التشكيليين وقادهم إلى معارض جماعية على الهواء الطلق.
{ “السموأل” ذهب من كرسي وزارة الثقافة مأسوفاً عليه.. وأيضاً ذهب معه النشاط، بل وذهبت ثورة ثقافية.
{ بمناسبة الثقافة وذكر أيامها الخوالي.. مسؤولين من الخير أين مهرجان الخرطوم الثقافي السياحي الذي أعلنت عنه وزارة الثقافة بولاية الخرطوم في نوفمبر 2014 وقالت إنه سيستمر إلى الأول من أبريل 2015 م برعاية دكتور “عبد الرحمن الخضر” والي الخرطوم وإشراف “محمد يوسف الدقير” وزير الثقافة والإعلام والسياحة؟!
{ مسكين هذا المهرجان.. أكيد صرفت المليارات على فعالياته التي سمعنا عنها فقط في مؤتمر صحافي عند إعلان انطلاقته في فندق “كورنثيا”.
{ الليالي الافتتاحية لم نشاهد فيها ليلة ذات قيمة غير ليلة الشاعر “صلاح حاج سعيد”، وبعدها لم نر أي أثر لمهرجان، ولا لسياحة، ولا لثقافة.
{ جاء شهر (أبريل) ومضى، ولم نشهد ليالي الختام، ويبدو أنها “كذبة أبريل”.. أين اختفى المهرجان يا سعادة الوزير “الدقير”؟؟ أين الختام يا المدير المخرج “عماد الدين إبراهيم”؟؟ وأين السياحة؟؟ وأين الثقافة؟؟ وأين وزارتها يا الوالي “الخضر”؟!
{ الآن عرفت تفسير حالة الصمت التي ظل عليها الأستاذ “ماجد السر” والأستاذ “علاء الدين الخواض” أثناء المؤتمر الصحافي الذي دشن فيه المهرجان.
{ هذا المهرجان كان الأولى أن يطلق عليه مهرجان الثقافة والسياحة (الصامت أو الخفي).
{ للأسف الشديد الخرطوم الآن لا تنتج ثقافة.. و”كمان” ما زالت “غرقانة” في “وساخة” الصرف غير الصحي.