رأي

النشوف آخرتــــا

“ود الشواطين” والانتخابات الجاية!

سعد الدين ابراهيم

قال لي “ود الشواطين” في زيارته الأخيرة لي بعد غياب طويل (بعد الانتخابات).. الانتخابات الجاية.. متين؟ قلت: بعد خمسه سنين! بقيت بتاع سياسة ولا شنو؟ قال: لسة ما بقيت داير أبقى يا دوب وخمسة سنين ظابطة! قلت: والله فكرة كويسة. قال: عشان كده دايرك تشوف لي حزب كارب انضم ليهو.. ضحكت وقلت: دي مسألة مبادئ ما بالمزاج إنت تشوف الحزب البرنامجو بيوافق هوى في نفسك وتنتمي له. قال: هو في كم حزب؟ قلت: إيييك.. كمية كبيرة.
قال لي: كدي إنت وريني بي رواقة كده.. قلت: طيب في أحزاب يمينية وأحزاب يسارية.. عندك في أقصى اليسار الحزب الشيوعي.. وفي أقصى اليمين ممكن تقول: أنصار السنة.
سألني: والكومو كبير ياتو؟ قلت له: هذه مسألة نسبية.. قال لي: قول يا زول اخترت أقصى اليمين ده.. أها الواحد لو داير يبقى أنصار سنة يعمل شنو؟ قلت: والله بالضبط كده ما عارف.. لكن إنت تمشي ليهم وتسألهم وتشوف شروط العضوية شنو؟ طيب يعني وبعدين ح أعمل شنو في الحزب ده.. قلت: هو ما حزب هم جماعة وعندهم نشاطات افتكر أول حاجة عندهم الالتزام الديني.. يعني لازم تصلي الصبح حاضر في الجامع؟ قال إيييك والبصحيني شنو؟ قلت: ما إنت لما تلتزم معاهم براهم بجوا يصحوك.. المهم تلتزم بالمنهج.. قال: يعني لازم صلاة الصبح ما ممكن يبدوا معاي بي صلاة الضهر؟ قلت: هذا أمر عام ولكن هنالك التزامات أخرى فقال: زي شنو؟ يعني مثلاً في ناس منهم ما بصافحوا النساء؟ قال: يعني لو واحدة مدت لي إيدا أسوي شنو؟ قلت: يعني تربع إيدينك وتوريها إنك ما بتصافح؟
قال: صعبة دي ياخ.. يعني هسع “هديل” ولا “آمنة” ولا “أميرة” تمد لي إيدا وما أسلم عليها.. قلت: إنت لو مقتنع بتكون حاجة ساهلة ودي قناعات ومبادئ.
فكر “ود الشواطين” طويلاً وقال: كدي نجازف أقصى اليسار؟ قلت: تقصد الحزب الشيوعي.. فقال: أهه وديل كيف؟ قلت له: هؤلاء طبعاً مناقضين لي ديلك.. فقال: يعني ما بصحوك لي صلاة الصبح.. قلت: لا لا ما عندهم شغلة بي التزاماتك الدينية. قال: أها يعني بصحوك الساعة كم؟ قلت: يصحوك شنو أصلوا حزب ولا منبه؟ ديل عندهم برنامج عمل مبني على نظرية.. فقال: ونظريتهم شنو؟ قلت: الماركسية اللينينية. قال: أبو الزفت والماركسية اللينينية دي ألقاها وين؟ قلت: براهم بدرسوك ليها.
فقال: والماركسية دي كيف؟ قلت: يعني حقو تقرأ رأس المال لكارل ماركس.. فقال: يعني كارل ماركس ده هو سيد المنقة؟ لا طبعاً.. معاهو لينين.. وانجلز.. وعدد من المفكرين.. قال طيب: وأنا ح استفيد شنو؟ إنت ما ح تستفيد غير إنك تنفذ قناعاتك حسب مفهوم الحزب ونشاطو.. طبعاً هو حزب الطبقة العاملة.. قال: طيب أنا ما عامل.. كيف اتخارج بقى.. قلت: يا “ود الشواطين” دي حاجات بتفهمها لما تنضم للحزب.
أطرق “ود الشواطين” فترة ثم سألني: ما في حزب كده ما بعقد الأمور.. قلت: طبعاً في عندك حزب البعث.. فصاح يا خوي أختاني من ناس صدام ديل.. ما فوقم فايدة.. خلوهو براهو لمن شنقوه على عينك يا تاجر.. قلت عندك الناصرية؟ ياخي جازف لي حاجة سودانية.. قلت ليهو: ممكن تشوف الأحزاب التقليدية حزب الأمة.. أو الاتحادي.. وكده.. فقال لي ياخي في عشرين حزب أمة وتلاتين اتحادي.. أنا اختار كيف؟ قلت له: دي ما قناعات يا “ود الشواطين”.. إنت أول حاجة أمشي شوف برامج الأحزاب كلها بعدين اختار المناسب.. قال لي: ياخي ما ممكن تكون سياسي بدون حزب.. فقلت: مستقل يعني؟ قال: بس شوف لي حزب المستقلين ده.. قلت له: ما في حزب محدد بالاسم ده.. صمت برهة فقال لي: (أوباما) كيف.. قلت: (أوباما) الدخلو شنو في الموضوع؟ قال: أنا داير حزب كده.. زي بتاع أوباما.. قلت: لكن أوباما دا في أمريكا.. ونحنه في السودان.. صمت برهة وقال لي: التأشيرة لي أمريكا كيف؟

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية