بكل الوضوح
عبقرية فنان وعظمة جمهور
عامر باشاب
(الحوت) أسطورة فنية لن تتكرر، وظاهرة إبداعية تدعو للدهشة والتأمل وتستحق الدراسة؛ لكي تقف الأجيال القادمة على سر وسحر هذا الفنان، وكيف تحقق له هذا النجاح والانتشار والجماهيرية، وكيف انتشرت أعماله الغنائية المدهشة عن طريق حنجرته المختلفة التي حملت على عاتقها هم جذب الشباب ولفت انتباههم إلى الأغاني الطربية الأصيلة.
{ حينما ظهر (الحوت) في بداية حياته الفنية قدم نفسه بتميز فني ووعي ثقافي، وباندفاع تدفقه الإبداعي أكد أنه سيكون فلتة زمانه، وكان صوته يمثل ولادة صوت يحمل كل طموحات الشباب السوداني فهو جاء يحمل مفردات راقية معبرة، وألحاناً مليئة بالشجن، وامتلك ميزة البصمة المتفردة وقدم نمطاً جديداً في الأداء الغنائي.
{ الظهور السريع والقوي لنجم “محمود” أكد أن لكل عصر نجومه، و”محمود” مثل نجم زمانه والأزمان القادمة في الإبداع الغنائي.
وبعد رحيله أكد أنه أيضاً من نجوم الفترة المقبلة في الساحة الفنية نظراً لقدرته التطريبية وتمكنه من الغناء بطبقات صوتية مختلفة لم يقوَ عليها أحد بعده.
{ إذا كان “محمود عبد العزيز” عند ظهوره في مسرح الغناء قد قلب موازين وحسابات الساحة الفنية، مثيراً ثورة من الجدل بعد أن استطاع وفي فترة وجيزة أن يلفت الأسماع ويتقدم الصفوف، ونجح في تحقيق أرقام قياسية في توزيع ألبوماته التي كانت تنفد من الأسواق في يوم وليلة عقب طرحها، فإنه بعد رحيله أحدث ثورة جماهيرية فريدة من نوعها لا مثيل لها في العالم (ثورة الحواتة) التي أكدت على عبقرية فنان وعظمة جمهور.
{ وضوح أخير
{ التاريخ خلد اسم “محمود عبد العزيز” كأحد العمالقة الذين أبقوا للأغنية السودانية أصالتها مع هذا التمكن الكبير في الأداء الصوتي.
{ التاريخ أيضاً خلد اسم (الحوت) كأحد العباقرة الذين استطاعوا أن يحققوا ثورة جماهيرية بصدقه الإنساني وبالأعمال الغنائية الصادقة التي استطاع عبرها أن يعيش في ضمائر الناس.
{ أخيراً نقول سيظل (الحوت) باقياً يحمل لواء ريادة الأغنية الشبابية وريادة المحبة الجماهيرية الصادقة.
{ فهو الأنموذج الحي للحن الخالد والصوت الذي لا يموت.