رأي

مجرد سؤال ؟؟

 (رضينا بالهم ..والهم ماراضي بينا)

رقية أبو شوك

تناولت في مساحة سابقة موضوع الخبز المخلوط والذي كما اشترت تم تنفيذه في مخابز الأمن الغذائي ..الخبز يتم خلطه من الدقيق المستورد والقمح المحلي ليعطي نتيجة غير مطابقة للمواصفات على الإطلاق ..ومطابقة المواصفات هذه أعني بها أنه غير مقبول لا شكلاً ولا مضموناً..(المهم أنه خبز تتناوله وتكش منه). وأشرت أيضاً إلى ضرورة مراجعة التجربة أو صرف النظر عنها ولكن
الشاهد الآن أن التجربة مازالت مستمرة ولم تتم مراجعتها، الأمر الذي جعلها  تكون واقعاً .. فالمواطن السوداني أصبح لا حيلة له فحتى وإن قال رأيه فإن رأيه غير مسموع، لأن الذين يطرحون الفكرة حتى وإن كانت بها بعض المشاكل فإنهم يصرون على الاستمرارية ويدافعون عنها بكل ما أوتوا  من قوة، ويسوغون المبررات لفكرتهم حتى يقنعوا بها الآخرين دون مراعاة للمستهلك السوداني الذي هو صاحب التقييم باعتباره  المستهلك الأول والأخير لسلعة يتناولها يومياً ليسد بها الرمق.
 فالخبز المخلوط رغم علاته فقد تقلص حجمه وانغمست بعض جوانبه مع بعضها البعض حتى أصبح لا يساوي (70) كيلوجرام المعروفة كوزن مجازـ إن صح فهمي ـ حتى أصبحنا في حيرة من أمرنا .. فبعد أن أصبح الخبز المخلوط واقعاً فتأتي مسألة أخرى هي تقليص الحجم (ورضينا بالهم والهم ما راضي بينا).
شكاوى كثيرة وصلت من المواطنين عن طريقنا ونحن بدورنا نعكسها للجهات المسؤولة لمراجعة التجربة أو إلغائها، لأنها ما عادت مقبولة فحتى وإن كانت الدرجة الغذائية بها عالية جداً فإنها غير مقبولة كما قلت لا شكلاً ولا مضموناً فهي تحرجك وأنت تقدمها للذي يقصدك، الأمر الذي يجعلك طوال فترة تناول الوجبة تعتذر وتقدم مبررات للضيف، لأن الذي لا يعرف الخلط ربما يقول إن هذا الخبز (بايت) وأن الذي استضافني لم يحترمني بعد ونحن سودانيون معروفون تماماً بالكرم وتقديم أجمل ما عندنا للضيف، حتى وإن نمنا (بايتين القوى) كما يقولون.
فالقمح السوداني ولا أريد هنا أن أقلل من قيمة إنتاجنا ولكني أقول هو الأخر بحاجة إلى مراجعة، لأن ربات البيوت الآن تركنه واتجهنا إلى الدقيق المستورد حتى في (القراصة) ..فحبته كما أشرت صغيرة وتميل للون الأصفر المائل للسواد وهذا لعمري يأتي بدقيق مائل هو الآخر للصفرة والسواد، وتكون العجينة بعد ذلك كالتي نشاهدها الآن في الخبز المخلوط.
فالخبز المخلوط حتى أن طعمه لم يعد كالطعم الذي نعرفه بل(طعم تاني خالص).. المدارس الآن على الأبواب والأمهات سيتعبن جداً معه لأنهن لا يستطعن عمل سندوتشات منه وبالتالي يضيع زمن الطالب وهو ينتظر والدته أن تجهز له سندوتش ولا تستطيع.. وبعد ذلك يذهب ليجد طابور الصباح قد فاته وفاتته أيضاً وجبة المنزل التي تقيه من سندوتشات السوق.. فالأسر تلجأ عادة لعمل سندوتشات لأبنائها من أجل التوفير في ظل الضائقة المعيشية التي نعيشها.
فالأمر سادتي بحاجة إلى مراجعة شاملة أو الإلغاء والعودة لمربع ما قبل الخلط.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية