حوارات

نائب رئيس حزب الأمة "صديق إسماعيل" لـ(المجهر) (1-2)

التفاهمات بين (المؤتمر الوطني) و(حزب الأمة) كانت قبل الانتخابات.. و”غندور” لم يلتق “الصادق”!!
(نداء السودان) جسم هلامي وإذا لم تتم هيكلته سيرد مورد (التجمع الوطني)!!
“سارة نقد الله” لا تملك حق محاسبتي.. وردها كان فيه تسرع!!

فاطمة مبارك

{ مقدمة
الأسبوع الماضي، تبادل حزب الأمة القومي وقوى (نداء السودان) تصريحات فهمت في إطار التباينات السياسية عقب الاجتماع الذي دعا له حزب الأمة القومي وغاب عنه بعض قيادات (نداء السودان) بحجة أن حزب الأمة قدم الدعوات بصورة فردية. كما أنه يسعى من خلال هذه الاجتماعات إلى هيكلة (نداء السودان،) الذي عدّته هذه القوى جسماً تنسيقياً لا يمكن هيكلته. ومعلوم أن حزب الأمة قبل ذلك قد جمد نشاطه في تحالف قوى الإجماع الوطني المعارض، عندما تصاعدت الخلافات بينه ورئيس التحالف “فاروق أبو عيسى” بسبب حديث السيد “الصادق” عن ضرورة هيكلة التحالف.
واقع مجريات الأحداث يشير إلى بوادر أزمة بين قوى (نداء السودان) وحزب الأمة رغم التحالفات الأخيرة. وزاد الأمر تعقيداً حديث نائب رئيس حزب الأمة القومي “صديق إسماعيل” عن أن (نداء السودان) لا يستطيع إحداث تغيير. وما كان مستغرباً أن حديث “صديق” لم يقابل باستهجان من قيادات (نداء السودان) فقط، وإنما قوبل بالنقد والتهديد بالمحاسبة من قبل تيار داخل حزبه يتبنى أطروحات التحالف تقوده الأمين العام لحزب الأمة القومي الأستاذة “سارة نقد الله” صاحبة فكرة محاسبة “صديق”.. ما حدث بين (نداء السودان) من جهة وبين نائب رئيس الحزب “صديق” من جهة أخرى دعا (المجهر) إلى إجراء حوار مع الأستاذ “صديق إسماعيل” نائب رئيس حزب الأمة القومي، حاولت فيه تلمس  مستقبل العلاقة بين حزب الأمة وقوى (نداء السودان) على خلفية ما حدث بين “صديق” وتيار داخل حزبه يريد محاسبته. كما تناول الحوار موقف حزب الأمة من الحوار الوطني بعد حديث الحزب الحاكم عن وجود تفاهمات.. فإلى التفاصيل..

{ يبدو أن هناك بوادر أزمة بين حزب الأمة وقوى (نداء السودان).. ماذا يدور؟
– فيما يتعلق بـ(نداء السودان) ليس لديّ تعقيب.
{ لماذا؟
– لأن هذا يخص المعنيين بالأمر في الحزب.. هذا ملف يديره أشخاص آخرون وليس لديّ تواصل معه.. لكن أقول إن (نداء السودان) إذا أريد له مواجهة التحديات وإحداث التحول الديمقراطي وتحقيق السلام ينبغي أن تتم هيكلته حتى يكون الأمر واضحاً بالنسبة لاتخاذ القرار والمساءلة والتنفيذ والمحاسبة، لكن إذا كان مجرد جسم تنسيقي للتشاور والتفاكر و(الونسة)، فهذا لا أعتقد أنه سيكون منتجاً.
{ تقول هذا الكلام وحزبك جزء منه؟
– في تقديري أن (نداء السودان) بالحديث الذي قاله أسياده أنفسهم، جسم هلامي ليست له شخصية، (مجموعة ناس يجتمعون ويتغالطون)، وكل شخص له أهدافه وخططه الإستراتيجية التي يعمل بها إذا لم تكن هناك مؤسسة لها أهداف إستراتيجية تريد تحقيقها وآليات للتنفيذ لن يصل إلى نتيجة.. لذلك أرى أن (نداء السودان) في مربع الجسم الهلامي به مجموعة من الأشخاص المتباينين في وجهات نظرهم، ومختلفين في كل شيء.
{ ولهذا السبب قلت إنه غير قادر على التغيير وردت عليك الأمين العام “سارة”.. هل أنتم مختلفون داخل الحزب؟
– ما قلته يظهر في حديث أصحابه أنفسهم وهو لا يحدث التغيير لأنه جسم مكشوف (ما في حاجة حازماه ولا رابطاهو).. الأخت الأمين العام أصدرت خطاباً باعتبارها الناطق الرسمي لحزب الأمة القومي، وأعتقد إذا كانت تدافع عن حزب الأمة كان ينبغي أن تدافع عن رؤية حزب الأمة فقط وهذا دورها وواجبها، لكن لا تجنح للحديث عن ما قلته وتصفه بأنه نشاز وتقول إنني سأخضع للمساءلة كأنما هي تدافع عن (نداء السودان). و(النداء) له آلية في الحزب وهي قد تكون لديها آلية لبلورة رأيها، لكن اتفق مع الناس الذين قالوا كان هناك تسرع وعدم تروٍ.
{ تقصد أنك كبير على المساءلة؟
– هذا خارج نطاق التفويض المعني به الناطق الرسمي للحزب.. والغريبة اتصلت بي الأخت “رباح الصادق” وقالت إنها مسؤولة عن الإعلام فيما يخص (نداء السودان)، وكنت أتوقع أن يكون الرد من “رباح” لأنني أعتقد أن الأخت “سارة” دفاعها كان ينبغي أن ينحصر في نطاق التفويض ولا تخرج عنه حتى يبدو وكأننا على طرفي نقيض.
{ هل حضرت الاجتماع الذي دعا له حزب الأمة قوى (نداء السودان)؟
– لا.
{ لماذا؟
– أنا لست طرفاً في المشروع.
{ لكن أنت نائب رئيس الحزب؟
– رئيس الحزب بالإنابة موجود، هم لديهم آلية تدير الحوار مع هذه المجموعة وأنا على أي حال لست طرفاً، لكن أحاط علماً بما يتم.
{ لست طرفاً بسبب موقف شخصي؟
– لا أبداً.. من ناحية تنظيمية، لأن نائب الرئيس الأول موجود وأنا لم يدعوني للاجتماع وليس هنالك سبب لفرض نفسي، لأنني لست عضواً في الآلية المعنية بالأمر.
{ يبدو أن هذا اللقاء غير متفق عليه؟
– هذا اللقاء كان هدفه الحديث عن ضرورة الهيكلة وتوسعة المواعين.. هم يعتقدون أن لا مجال لدخول آخرين والمعارضة كل يوم متجددة. لذلك لا يمكن أن تغلق الباب أمام معارض، و(الجماعة ديل) يعتقدون أنه يمكنهم عمل وصاية على هؤلاء.. وهذا غير صحيح.. كذلك إذا لم يكن لهذا الجسم الذي يقود العمل برنامج ووسائل محدد وقيادة لتنظيم العمل وآليات لتنفيذ ما يتم الاتفاق عليه، سيكون (جسم جايط). لذلك الهيكلة المطلوبة. وهؤلاء لا يريدون الهيكلة ولا فتح المجال للآخرين، وهم يمكن أن يقولوا هذا، لكن في النهاية سيرد (النداء) مورد الإجماع الوطني.
{ بمعنى أن (نداء السودان) سيتفكك؟
– أفهمي ما تفهميه.
{ هم الآن ينتقدون موضوع الهيكلة؟
– معناه، يبذرون بذرة الفناء.. هذا ما أراه.
{ نود التعرف على آخر مواقف حزب الأمة القومي بالنسبة للحوار على ضوء ما يتم تداوله عن قرب رجوعه للطاولة؟
– الحوار الوطني مسؤولية أخلاقية ووطنية.. حزب الأمة يرى أن لديه واجباً تجاهها، لذلك قبل بالحوار ودعا الآخرين إليه، ووجد تجاوباً من رئيس الجمهورية في يناير من العام الماضي 2014م، فيما عرف بخطاب (الوثبة)، حيث حضر حزب الأمة هذه اللقاءات وكانت له رؤية واضحة.
{ ومن ثم انسحب.. أليس كذلك؟
_ للأسف الشديد تعثر الحوار بسبب عدم تجاوب المؤتمر الوطني مع مطالبات المعارضين التي تمثلت في توفير المناخ لإجراء حوار شفاف وجاد، والتعامل بحيادية تامة مع الأطراف كافة، وتهيئة مناخ يمكّن كل الأطراف من المشاركة، لأن الأزمة أصبحت لها أبعاد مدنية وعسكرية، وصلت مرحلة إصدار أحكام بالإعدام على “ياسر عرمان” و”عقار” وآخرين، وهذا يحول دون وصولهم إلى طاولة المفاوضات.. لذلك نعتقد أن الحوار الذي يمكن أن يحقق الاستقرار والسلام الشامل هو الذي تتوفر له درجة عالية من الثقة والاعتراف المتبادل.
{ قيل إن هناك تفاهمات حدثت بينكم والحزب الحاكم خلال اللقاءات التي تمت مؤخراً بين الإمام “الصادق” ودكتور “مصطفى عثمان”؟
– اللقاءات التي تمت بين “الصادق المهدي” كممثل للمعارضة المدنية في إطار (إعلان باريس) وممثل الحكومة الأخ دكتور “مصطفى عثمان” تم فيها عرض لوجهات النظر.. حزب الأمة قدم وجهة نظر تفهمها الطرف الآخر، والمؤتمر الوطني أيضاً قدم وجهة نظر تفهمها حزب الأمة، واتفقا على أن ما تم التفاهم حوله ينقل للمؤتمر التحضيري في أديس أبابا لتحويله إلى اتفاقيات.
{ ما هي وجهة النظر التي قدمها حزب الأمة القومي؟
– حزب الأمة قال لا بد أن يتم النظر في الانتخابات التي كانت معلنة يومئذ والاعتراف بالجبهة الثورية باعتبارها طرفاً أساسياً في الحوار، وأن يتم النظر في مسألة إعلان وقف شامل للحرب، ومن ثم الانتقال لتوصيل الإغاثات للآخرين، وضرورة أن ينظر المؤتمر الوطني والحكومة في الأحكام الصادرة بشأن بعض المسجونين أو المعتقلين السياسيين وفي ذلك الوقت كان “أمين مكي مدني” و”أبو عيسى” ضمن المعتقلين.
{ على ماذا اشتملت وجهة نظر المؤتمر الوطني؟
– المؤتمر الوطني رأى أن تتم إدارة الحوار داخل السودان، وحزب الأمة وبقية القوى السياسية تنتقل إلى مربع الحوار الوطني بعيداً عن الأعمال التكتيكية، وكان يتحدث عن أن الانتخابات لا بد من قيامها لأنها تتعلق بشرعية النظام والالتزام الدستوري.
{ “غندور” تحدث عن حدوث تفاهمات بعد الانتخابات بأديس وليس قبلها؟
– هذا ليس صحيحاً.. “غندور” لم يكن طرفاً في الأمر وإنما الشخص الذي كان طرفاً هو “مصطفى عثمان إسماعيل”، وكل هذا كان يفترض أن يتم قبل الانتخابات، واتفق على قيام المؤتمر التحضيري ومكانه والمعنيين بهذا المؤتمر.
{ تقصد أن “غندور” لم يلتق السيد “الصادق”؟
– لم يلتقه على الإطلاق.. التقاه “مصطفى عثمان” وإذا التقت هذه الأطراف المحددة في الملتقى التحضيري في أديس أبابا ربما حدثت كثير من الوقائع، لكن عندما لم يحدث هذا ذهب المؤتمر الوطني لتنفيذ الانتخابات لتعزيز شرعيته.
{ ما تفسيرك لعدم حضور المؤتمر الوطني المؤتمر التحضيري بأديس؟
– أعتقد أن المؤتمر الوطني داخله مجموعات ضاغطة تجاه عدم قيام الحوار والتصالح، وكما يحدث في المعارضة كذلك، الصوت الغالب داخل المؤتمر الوطني استطاع أن يعزز مسألة مضي الحزب في إجراء الانتخابات.
{ من أين استمد هذا الصوت قوته برأيك؟
– هذا الصوت أصبح قوياً لأنه ارتبط بشرعية الرئيس ومعروف للقاصي والداني أن القرار بيد الرئيس.. وعندما تعلق الأمر بشرعية الرئيس، تجاوب مع القرار الذي يدعو إلى الاستمرار في الانتخابات ودعم الشرعية والتحدي والمواجهة، وهذا هو الموقف حتى الآن.
{ بعض قياداتكم قالت إن الحوار أصبح باطلاً.. ما رأيك؟
– الحوار مشروع لا يبطل.. لكن الذي بدأناه العام الماضي انتهى، لأن الثقة ذابت نتيجة لاستمرار المؤتمر الوطني في تمرير أجندته وقيام الانتخابات، وكانت النتيجة أنه تعرى أمام الرأي العام العالمي حينما ظهر أن ليس له سند جماهيري وإنما لديه قوى، ولديه “موسى هلال” و”حميدتي”، والانتخابات وكان يمكن للمؤتمر الوطني أن يتجنبها.
{ كيف؟
– من خلال الأطروحات التي قدمت له بأن يكون “عمر البشير” هو الرئيس الوفاقي نتوافق عليه ليدير البلد لفترة انتقالية حتى نصل للسلام الشامل ومن بعد تأتي الانتخابات.. لكن هم رفضوا هذا الموضوع حتى وصلوا إلى المرحلة التي اكتشفوا فيها أنه ليس لديهم سند جماهيري.
{ الآن ألا توجد محاولات لانضمام الأمة للحوار؟
– الانتخابات خلقت واقعاً جديداً وحدثت متغيرات، لكن سيظل الحوار هو المخرج الأساسي لحل الأزمة السودانية، وحزب الأمة القومي يعتقد أن الحوار لا بد أن يرتكز على مرجعيات تتمثل في  قرار مجلس الأمن (2046)، وقرار مجلس السلم الأفريقي (456) و(إعلان باريس) و(اتفاق أديس أبابا) الذي وقع بين مجموعة (7 + 7) ومجموعة (إعلان باريس)، وأمنت عليه الجمعية العمومية للحوار الوطني، بالإضافة إلى ضرورة وجود قرار دولي داعم لمجموعة “ثامبو أمبيكي” باعتبارها مفوضة لإدارة هذا الحوار.. إذا توفرت هذه الأشياء أعتقد يمكن أن ينطلق الحوار الوطني بين كل الأطراف.
{ سمعنا أن “الصادق” عائد للبلاد قريباً؟
– “الصادق” لديه مهام، فخلال هذه الأيام ذهب للدوحة وبصدد السفر إلى تونس، وقبلها كان في ألمانيا والأردن.. هو في حراك مستمر مع الخارج لمعالجة قضية السودان بالوسائل السلمية وحشد الدعم الدولي.. وهذا يتيسر له عندما يكون في الخارج، والمؤسسات رأت أن وجوده في الخارج يمكّنه من الاضطلاع بهذه الدورة.. إذا انتهت هذه المهام سيعود.
{ نفهم أنه لا جديد لأن هذا الكلام ظللتم ترددونه منذ خروجه؟
– سيظل هذا الكلام.. (إنتو عايزين جديد).. الجديد عندنا يوم تسمعون السيد “الصادق” يقول اليوم أكملت لكم رسالتكم، بعدها سيعود.
{ ما طبيعة الوساطة التي قام بها السيد “عبد الرحمن” بين أبيه والحكومة؟
– الوساطة التي قام بها “عبد الرحمن الصادق” كانت دعوة لاستمرار الحوار وعدم (قفل) بابه بين الأطراف.. في شهر ديسمبر العام الماضي قابل الرئيس “البشير” والرئيس اقتنع بذلك و”عبد الرحمن” سعى إلى أن تتمسك الأطراف الأخرى بالحوار وهو مهد للقاء السيد “الصادق” و”مصطفى عثمان”.
{ بأية عباءة قام “عبد الرحمن” بهذا الدور؟
– بحكم مسؤوليته كمساعد رئيس الجمهورية، وبحكم أنه ابن للسيد “الصادق” ويستطيع أن يتفاهم معه للوصول لتوافق.
{ هل الحكومة (مقدرة) ما يقوم به “عبد الرحمن”؟
–  (اسألي ناس الحكومة.. ما عارف أنهم مقدرون أم لا).. لكن مجرد أن تتحرك شخصية في مقام دكتور “مصطفى عثمان” ويصل للتفاهمات التي نتحدث عنها.. أعتقد أنه تقدير من الحكومة وإلا لكانت أغلقت الباب أمام هذه المساعي.
{ الحكومة قالت إنها بصدد إطلاق الحوار خلال الأيام القادمة وأنتم لم تحددوا موقفكم حتى الآن أليس كذلك؟
– أعتقد أن الحوار لن ينطلق قبل أداء الرئيس للقسم وسيؤديه في (يونيو)، لكن ستكون هناك مساعٍ للتواصل.. بالنسبة لنا نحن ندعو لحوار جديد بآلية وضمانات جديدة.. في البداية نحن أتينا بدون ضمانات واتضح لنا أن الطرف الآخر تعامل معنا بمكر.. واعتقلوا السيد “الصادق” الذي نظم هذه المسألة.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية