أخبار

الجمعة) في "كركر"

دخلت قوات الدعم السريع قلوب الناس لجسارتها في خوض المعارك الخاطفة ومواجهة التمرد بسلاح غير تقليدي وخطط مستنبطة من واقع المعارك على الأرض بعيداً عن نظريات تدرس في المعاهد العسكرية.
أصبحت في غضون أيام معدودة مفردة الدعم السريع ذات مدلولات قيمية، وتتغنى الفتيات في مناطق النزاع بأدبيات العسكر، وبعد أن سيطرت قوات (الهجانة) على أشواق الناس وأفئدتهم جاء الآن عصر الدعم السريع، وحتى اليوم تتغنى نساء “الحوازمة” من خلال إيقاع الدرملي بـ(الهجانة أم الريش أصل الجيش)، و(الهجانة) هم راكبو الخيول من قيادة (الفرقة الخامسة الأبيض) التي تعاقب على قيادتها ضباط كبار وقادة معروفون، وإثر تجدد الحرب فإن أشهر أغنيات (الدرملي) التي تثير حماسة الناس هي تلك الأهازيج التي شدت بها بنات البقارة (السبت) الماضي في احتفالية فوز العمدة “محمداني أبو هنية الشيخ” بمقعد في المجلس التشريعي، أنشد الجميع في كورال جماعي:
أحمد هارون شات الكورة جاب القوون
عبد العزيز سيب الفوضى
الهجانة أم ريش داخله كاودة
ولكن مع انتصارات الدعم السريع وهزائم التمرد دخل الدعم السريع مفردات أغاني الناس
حجر النار صعب علينا
الدعم السريع يغطي لينا
وغرب النوير تعال علينا
وحجر النار جبل استعصم به الحلو بعد تمرده الأخير، وفشلت محاولات عديدة لإخراجه إلا بعد تدخل المجاهدين إخوان “تاور المأمون أبو جردة” و”محمد أبكر” و”داود حماد” وفرسان الرواقة والنوبة المورو أحفاد الأمير “كافي طيارة البدين” أشجع من مشى على رجلين في أرضنا الطيبة، وحينما يصبح سياسياً على لسان شعبه كما هو مولانا “أحمد هارون” تكسب الحكومة كثيراً، وقليل جداً من حجزوا لأنفسهم مقاعد في نفوس الجماهير، والأسبوع الماضي كانت منطقة “خور أبو حبل” شمال الدلنج تتزين بكل جميل ويخرج كبارها وصغارها نساءً ورجالاً حكومة ومعارضة جيشا وشرطة وقوات استطلاع ومعهم طابور خامس، قال المعتمد إنه يعلم الطابور الخامس بالاسم ولكن سيقضي عليهم ،إن لم تنته أيام المعتمد بعد أسابيع من الآن، المهم كانت الاحتفالات ذات دلالات ومغزى. 
والعمدة “محمداني أبو هنية” يقدمه أهله  كالعريس مخضباً بزينة الفوز بالنيابة في البرلمان بولايته، وهو منصب صغير لكنه كبير عند العشائر والقبائل في تخوم البلاد البعيدة. يرقص الناس فرحاً وطرباً في الأمسيات الخريفية، وقد كانت أمسية (السبت) الماضي في منطقة كركرة بقارة يوماً للتاريخ واستدعاءً لرموز وقيادات المنطقة الذين فرقتهم الخلافات السياسية، حتى داخل الحزب الواحد كالمؤتمر الوطني. فرح الناس بالنقارة والمردوع والدلوكة مثل فرحهم  بعودة الطيور المهاجرة. في داخل البلاد وخارجها مسحت أفراح السبت في ديار الحوازمة أولاد البقارة أحزان الأمس وعاد قيادات المنطقة أهلهم د. “عبد الرحمن الشريف” ومحي الدين التوم وأمير الحوازمة “بقادي محمد حماد” وكل عمد المنطقة وقادتها.وبينما الناس تغمرهم الأفراح ويطربون ويرقصون والسياسي يتحدث بما في مشروعه العام والخاص، وقد تطاولت الخطب المنبرية والناس يسوقهم الفرح للابتعاد عن منابر السياسة المعتمد يتحدث عن نفسه ولا يتذكر أن الناس جاءت لتفرح في زمن الحزن انصرف الناس عن السياسيين  إلى حلبة الرقص والغناء الجميل ما بين الماضي والحاضر، يتغنى الناس للمندوب ميرغني والد المساعد شرطة عمر ميرغني ويتغنون أيضاً إلى الدعم السريع كفاعل في الحضر من الأمس كان الغناء والطرب:
المندوب ميرغني الحكامة سألتني
من قردود أم رد مي
بلدي قوز ورمال
السودان عمومي
ولكن الحاضر بحربه وعملياته العسكرية وسيادة ثقافة الحرب والصغار والكبار يرددون أهزوجة الحرب وهم في نشوة وفرح غامر
جانجا مالهم جروا كسروا الصندوق مرقو
الدعم السريع الله معاهو 
تلك هي الثقافة التي تسود الآن ويفرح الناس رغم الحرب ويتغنون لقيم الفروسية والشجاعة والكرم، وقد احتفى الناس بقوات الاستطلاع التي بفضلها دحر التمرد وقامت الانتخابات الأخيرة، خاصة في محليتي الدلنج والقوز ويوم وصول قوات الاستطلاع التابعة لهيئة الاستخبارات العسكرية بقيادة العقيد الفارس “إبراهيم موسى”، ارتعدت أوصال التمرد وأخلوا المنطقة هاربين والآن يحتضنهم المجتمع في ألفة ومودة. وهكذا القوات المسلحة أينما ذهبت بسطت الأمن ونثرت الفرح.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية