رأي

مسألة مستعجلة

صمت دهراً ونطق وعداً !!

نجل الدين ادم

وزارة الكهرباء خرجت علينا في عدد الصحيفة ليوم أمس (الاثنين) بخبر، بأن الإمداد الكهربائي سيعود إلى طبيعته تدريجياً في غضون الأيام القادمة، حسبما قال رئيس مجلس التنسيق الإعلامي لوزارة الكهرباء “محمد عبد الرحيم جاويش” في إفادة  للزميلة “هبة محمود”.
تعجبت أن تكون إفادة الوزارة بعد خراب (سوبا)!، أي بعد أن سخط المواطن وثار، وأيام ساخنة عانى فيها ما عانى من انقطاع مبرمج للكهرباء دون أن تكلف الوزارة في هذا الظرف الحرج نفسها، عناء نشر إعلان صغير على صفحات الصحف السيارة، تعلن بأن صيانة تجري حالياً لإحدى المحطات وسينعكس ذلك في قطع الكهرباء في بعض أحياء الخرطوم، مثلاً من الساعة كذا إلى الساعة كذا. منتهى اللامبالاة في التعامل مع العميل الذي يقوم بدفع دم قلبه لينال خدمة توفر الكهرباء، لتتركه يبحث بنفسه عن أسباب انقطاع التيار الكهربائي بصورة يومية متكررة. أليس من الحكمة أن يكون العهد بين مقدم الخدمة والمتلقي لها الالتزام وتبادل المعلومات، أم أن العميل لا يستحق الاعتذار وعليه فقط التعامل بسياسة الأمر الواقع!، وحتى هذه لا مانع منها ويمكن أن نتعامل بسياسة الأمر الواقع لكن فقط أخبرونا، لابد أن  تضع الشركة أو الوزارة في الاعتبار الآثار السالبة من جراء عدم توفر الخدمة  سواء في القطاع الخدمي أو السكني، أو حتى الصناعي وهو الأقل تضرراً بالتأكيد.
في كل بلاد الدنيا نجد علاقة متلازمة ما بين المواطن طالب الخدمة والجهة المقدمة، ويترتب على العلاقة تبادل مستمر للمعلومات، فهذه أبسط مقومات التعامل الحضاري، لكن شركة الكهرباء والوزارة تأبى أن تعطي هذا الشرف للعميل!، أمر مؤسف، رغم هذا نجد أن بعض النوافذ التي تقدم الخدمات في بلادي تحترم هذه العلاقة. وعلى سبيل المثال نقرأ لهيئة توفير المياه إعلانات توضيحية تعتذر فيها للمستهلك عن انقطاع خدمة المياه ليوم غدٍ مثلاً ولكذا يوم، أو توضح ملابسات انقطاع الخدمة لظرف خارج عن إرادتها، لاحظ اعتذار!، وهذا الاعتذار اللطيف لا لشيء إلا لتمكين المواطن من التحوط وعمل الاحتياطات اللازمة في ملء براميل المياه أو الصهاريج والخ .
كتبت أول أمس عن الجدل البيزنطي الذي يصنف قطوعات الكهرباء، هل هي مبرمجة أو غير مبرمجة وقلت إننا نريد فقط خدمة متوفرة . 
أتمنى أن يكون هذا الديدن في كل مؤسساتنا الخدمية، وعلى شركة الكهرباء والوزارة أن ينفتحا على الإعلام، بدلاً من إغلاق الأبواب وكتم أنفاس المعلومات في الأدراج، افتحوا فتح الله عليكم حتى لا نقول لكم سكت دهراً ونطق وعداً، مع التقدير الخاص.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية