رأي

عز الكلام

كان إنت نسيت أنا ما نسيت!!

أم وضاح
 
تعلمت من والدي متعه الله بالصحة والعافية سلوكاً لو أنه وجد بعضاً من السجع والقافية لربما أصبح حكمة تتعلمها الأجيال، إذ أنني تعلمت منه ألا أعد شخصاً بشيء، وأنا في حالة فرح وحبور بحدوث أمر حديث، تكون المعنويات في السماء وترتفع سقوف الآمال والطموحات والنوايا، وفي ذات الوقت تعلمت منه ألا أهدد أو أتوعد، وأنا في حالة غضب وزعل، لأنه غالباً ما يكون الشخص واقعاً تحت تأثير مؤثر نفسي سالب، لربما جعله يتفوه بما يندم عليه بعد أن تفوت (السكرة وتجي الفكرة) كما نقول.  لذلك أجد نفسي دائماً مشفقة ومتوجسة من تصريحات السادة المسؤولين التي غالباً ما تكون تحت مؤثر ما. وأقول ليكم كيف قبل الانتخابات، وفي الفترة التي بدأ فيها بعض المنتمين للحكومة في مغازلة أشواق وأماني الناخبين، قال “الفاتح عز الدين” الطامح بالعودة للبرلمان مرة أخرى، قال إنه وفي الخمس سنوات القادمة، لن يكون هناك فقير محتاج للزكاة. والكلام حلو (وما بندرش) لو أنه منطقي وواقعي. وحسابات الاقتصاد والميزانيات والسياسات تقف مستغربة من هذا الوعد العجيب والذي مؤكد، قاله صاحبه تحت تأثير وضغط الانتخابات. ومؤكد أن ذات الضغط وذات التأثير جعل حديثه يتساقط عن ذاكرته، ويعود إلى مؤخرتها المزدحمة بمشاغل أخرى، لكن لو الرجل نسى فنحن ما نسينا. وفي انتظار أن يمضي العام الأول ويفقد السودان خمس فقرائه، لا أن يروحوا في داهية (لا قدر الله)، لكن ليتحولوا إلى ميسورين ومرطبين، غير محتاجين لدعم أو عون الزكاة.
التصريح الثاني قاله بروفيسور “غندور” تحت تأثير فرحة الفوز بالانتخابات، حيث وعد بأن أولويات الحكومة في الفترة القادمة، ستكون قفة الملاح والحوار والسلام، وبالتأكيد ما حنغالط الرجل في أولويات حكومته. لكن مؤكد حنقعد (لابدين) في انتظار أن تنجز هذه الملفات وتتنزل إلى أرض الواقع. وتنزيلها يحسه المواطن دون أن يطلب منه الالتفات إليها. يعني يا بروف كان إنت نسيت نحن ما نسينا.
وعد آخر ومن النوع (أبو كديس) صدر من ابن الحسب والنسب السيد “الحسن الميرغني” الذي وعد بمعالجة مشاكل السودان في الـ(181) يوماً القادمة، ومؤكد أن ابن “الميرغني” تحت تأثير وزخم دخوله في تجربة حكم البلد من المنصب الذي سيوضع فيه. يعني ما قاله مبني على حسابات محددة جعلته يحصر حل قضايا المواطن في (181) يوماً مضى منها يوم. إذا حسبنا من اللحظة التي صرح فيها وأياً كانت منطلقات ابن المراغنة الشاب، فلن ننسى تصريحه وسنظل منتظرين تحقيق الوعد. بس مشكلته وضع نفسه في (حتة ضيقة)، لأن السامعين بدأوا الحساب من أول أمبارح!!
في كل الأحوال أنا شخصياً لا آخذ ولا أتفاءل كثيراً بالأحاديث التي تكون وليدة اللحظة، إما انفعالاً مع حشد جماهيري أو استهلاكاً واستثماراً لعواطف صنيعة أحداث بعينها، لكنها يفترض أن تكون أحاديث مسؤولة طالما أنها صدرت من أشخاص في مواقع المسؤولية، لا ينطقون عن الهوى وتصريحاتهم ووعودهم ينبغي أن تكون كما الرصاصة إن خرجت لا تعود!!
{ كلمة عزيزة
أقرأ بين الفينة والأخرى أخباراً متفرقة عن عمل جبار تقوم به وزارة المعادن، آخرها عن دخول شركات في إنتاج مخلفات التعدين، مما يوفر للبلاد عملات أجنبية لتلبية الاحتياجات الضرورية. ورغم هذا العمل الكبير إلا أن الوزير الدكتور “محمد صادق الكاروري” يلتزم فضيلة الصمت، ويجعل إنجازات الوزارة تتحدث عنه. وهي الصفة التي أرجو أن يتحلى بها كل وزراء الفترة القادمة لأن بعضهم، وللأسف، ينافس نجوم الكورة والغناء في توزيع صوره وأخباره على الصحف. رجاءً (اهدأوا) واتركوا أعمالكم تتحدث بالإنابة عنكم!!
{ كلمة أعز
والله كل صباح أتأكد أن البلد دي بلد العظام والكبار وعمرها (ما تجيها عوجة)، وأمس الأول تقاطرت الطرق الصوفية لتشييع زعيم أنصار السنة الشيخ الراحل “أبو زيد محمد حمزة” الذي كان سيقوم بذات الفعل لو أن من (قبر) هو أحد رجالات الطرق الصوفية!! صدقوني نحن بلد التسامح والجمال والقلوب الصافية، بس محتاجين نطرد (ضبانة) الأنا والفتنة ونعود إلى كلمة سواء!!

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية