رأي

مجرد سؤال ؟؟؟

بصراحة هذا هو) رأى في الخبز المخلوط)

رقية أبو شوك

تجربة الخبز المخلوط التي نفذتها ولاية الخرطوم كتجربة في مخابز الأمن الغذائي ببحري لا أستطيع أن أحكم عليها عبر هذه السطور بالفشل حتى لا أصيب المعنيين بالأمر بالإحباط ولكن أقول أنها تجربة لابد من مراجعتها لأن الخبز الذي بين أيدينا الآن لاتنبطق عليه الجودة الكاملة فهو(غير جميل الشكل والمحتوى والمضمون) .. يعطيك إحساس من النظرة الأولى إنه خبز (بايت) وذلك بالرغم من إنه إنتاج اليوم بساعات قلائل ..لا هو بالخبز المخلوط بالذرة ولا هو بالخبز المخلوط بالقمح المحلى المهم خليط غير مفهوم يتفتت بين يديك وغير قابل لعمل سندوتشات حيث يصبح بالإمكان تفتيت أكثر من( 5 ) رغيفا ت بين يديك وأنت تحاول أن تصنع منه سندوتشا واحدا وبا لتالي يضيع الكثير من الوقت والجهد والمال
عندما جاءت الإنقاذ و العنت عن تمزيق فاتورة القمح في التسعينيات كان هنالك اتجاه للخبز المخلوط بالذرة وأظن أن هذه التجربة لم تجد طريقها للتنفيذ لأسباب كثيرة حيث كان الهدف من هذه التجربة هو توفير فاتورة القمح المستورد وتوسيع المساحات المزروعة بالقمح والاستفادة من الدولار الذي يذهب لاستيراد القمح لأشياء أخرى كالأدوية مثلا
نحن نعلم تمام أن القمح السوداني لم يكون كما هو مقارنة بالقمح المستورد ( فحبة ) قمحنا السوداني مازالت ضعيفة ومائلة للسمارة الشديدة فحتى وإن خلط مع المستورد وكان بنسبة بسيطة جدا فانه يظهر هو ويطغى على المستورد ويخرج لنا خبز كالذي نشاهده الآن … فلماذا لانسعي أولا لتجويد المنتج من القمح السوداني واستنباط عينات كعينات القمح الاسترالي مثلا ونحن مؤهلين من ناحية العلماء الباحثين في مجال البحوث الزراعية واسألوا أهل مدني وهم يحتضنون علماء وعباقرة أقلاهم يحمل شهادة الماجستير كل واحد منهم مستعد لاستنباط عينات وعينات من القمح الفاخر دون اللجوء للعينات المحورة وراثيا فقط هم في انتظار( الآن نعلن الانطلاق… والانطلاق هذا بحاجة إلى المال وتوفير كل معينات العمل(.. حكي لي احد المز راعين  بود مدني عندما عينت الإنقاذ بروفسير “أحمد على قنيف” وزيرا للزراعة وقد كان أحد علماء البحوث الزراعية قال لى : عندما أعلن رسميا تعينه وزيرا للزراعة لم ينم حي البحوث على الإطلاق ابتهاجا وفرحا وأشعلوا النيران لأنه عالما بمعنى ما تحمل كلمة عالم..
ولأنه من البحوث كانت له بصمات واضحة في المجال الزراعي وهو الذي تمت على يديه تمزيق فاتورة استيراد القمح ووصل إنتاج الفدان بالجزيرة أكثر من 30 جوال للفدان الواحد وهو الذي قام بتطبيق الحزم التقنية والتي تعنى وأن الزراعة مواقيت وإلا فإنها ستفوتك ويكون إنتاجاً ضعيفا .. ولا ننسى أيضا العالم الفذ “محمود ود أحمد الذي استنبط عينة (ود أحمد) من الذرة وكانت ذا إنتاجية عالية جدا وشهد له المزارعون بذلك
نحن بحاجة إلى قمح ينافس عالميا ونحتاجه داخليا فحتى وان تم خلطه مع المستورد فان الخليط يعطى نتيجة مدهشة تندهش المنتج والمستهلك معا ومن ثم نستغني تدريجيا من القمح المستورد وتتجه مطاحننا إلى شراء كل المنتج المحلى ونمحو من الأذهان الدقيق الاسترالي والذي كانت ربات البيوت في الماضي يبحثون عنه في الأسواق والبقالات عندما تكون هنالك مناسبة سعيدة للأسر أو استقبال العيد السعيد.
ولكن مابين أن نصل إلى قمح بمواصفات عالية جدا نحتاج إلى خطة محكمة لاستنباط عينات عالية الجودة ثم التوسع فئ زراعتها عبر مساحات اكثار البذور لتوزع الموسم الذي يلي ذلك للمشاريع الزراعية المعنية بالقمح مع الوضع في الاعتبار استنباط عينات تلاءم طقس السودان لان القمح بحاجة إلى درجة حرارة معينة وأي ارتفاع في درجات الحرارة يؤدى التي  تتلف المحصول ويضيع المجهود
وأخيراً أقول بكل صدق تجربة المخلوط الآن لم تكن بالجودة المطلوبة فلابد من إيقافها أو مراجعتها

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية