حزم بلاعاصفة: استمرار العمليات العسكرية فى اليمن
عبدالله رزق
انطلقت عاصفة الحزم فجأة ،بعد ان بدا ان توقيتها ،قد فرضته ضرورات التصدى للحوثيين، للحيلولة دون استيلائهم على عدن ، بعد أن سيطروا على صنعاء العاصمة، وتوقفت بنفس الطريقة،أيضاً، بإعلان مفاجئ، مخالفة لكل التوقعات فى الحالين.وأعلنت السعودية يوم الأربعاء ،عن توقف عاصفة الحزم ،بعد أن حققت أهدافها فى إزالة الأخطار التى تهدد المملكة، وفق بيان سعودى. غير أن هدف استعادة الشرعية لم يكتمل بعد. إذ أن تدخل تحالف عاصمة الحزم فى اليمن عسكرياً، تم استجابة لطلب السلطة الشرعية فى اليمن،ممثلة فى الرئيس عبده هادى منصور، بعد الإنقلاب الحوثى.وقد ورد أن وقف عمليات عاصفة الحزم قد تم يضاً بناء على طلب السلطة الشرعية فى اليمن.غير أنه لم يتضح بعد إذا ماكان القرار قد استند على معطيات تتعلق بتوفر فرص الحل السياسى. وهو مالم تؤكده التطورات الميدانية.
فقد أعلن العميد ركن، أحمد العسيري، المتحدث باسم التحالف الذي تقوده السعودية ضد جماعة الحوثي في اليمن، عن شن غارات ، فى نفس اليوم ، الاربعاء ،على أهداف في كل من لحج وتعز وصنعاء، ،مشيرًا إلى أن العمليات لن تتوقف. مايعنى استمرارها تحت عنوان جديد، هو “إعادة الأمل”.
وقال عسيري ،في تصريح لـCNN: “إن عمليات إعادة الأمل لها جانبان، الأول هو جانب سياسي، والجانب الآخر عسكري،” لافتا إلى أن توقف عمليات عاصفة الحزم ،جاء بطلب من الرئيس اليمني، عبدربه منصور هادي.
وقد جاء وقف العاصفة ، وسط تنامى الدعوة لحل سياسيى ، على الرغم من التأييد الذى حصلت عليه عملية عاصفة الحزم العسكرية.وقد أدى التعثر فى تحشيد قوات برية ، إلى جانب صعوبات عملية ، الى صرف النظر عن الحرب البرية. مما يجعل عبء استعادة الشرعية ، فى جانبه العسكرى، يقع – بالكامل – على عاتق القوى الموالية للشرعية، بمواصلة المعركة حتى نهاياتها الحتمية ، بمساعدة قوات التحالف، تحت غطائها الجوى، الأمر الذى قد يعنى وضع كامل اليمن فى أتون الحرب الأهلية. غير أن هذه الفرضية تصطدم بواقع الجيش اليمنى، الذى تتضارب بشأنه التكهنات،عما إذا كان قد انهار فعلياً، أم “انه قد أعد، فقط، للاستسلام لأى جماعة لاتؤمن بالدولة ولا بالدستور والقانون ، بدلاً من القيام بحماية المواطن وحراسة الحدود والمحافظة على السيادة “، كما كتب زيد الشامى، القيادى حزب التجمع اليمنى للإصلاح.
وعلى الرغم من اعلان انتهاء العاصفة ، الا ان العمليات العسكرية لم تنته. فقد استمرت القوات الجوية فى قصف مواقع الحوثيين وحليفهم ، الرئيس السابق على عبدالله صالح. ولأن وقف العاصفة لم يتم نتيجة اتفاق بين طرفي القتال،أو بإستسلام الحوثيين ، أو قرار دولى، وانما تم من طرف واحد، هو القيادة السياسية والعسكرية للعاصفة، فان يعنى انها اعطت نفسها حق استئناف العمليات العسكرية لعاصفة الحزم متى ما رأت ذلك ضروريا، لدعم الشرعية، واستمرار الضغط على الحوثيين،وتعزيز مساعى الحل السياسى وحمايتها بآلية رادعة .
وفى هذا الاطار ،جدد السفير السعودي في واشنطن ،يوم الخميس، التأكيد على موقف بلاده ، إزاء ضرورة التوصل إلى حل سياسي باليمن عبر الحوار، إلا أنه حذر من أن التحالف العربي ،سيرد على أي “تحركات عدائية” للحوثيين وحلفائهم. وأكد عادل الجبير، أن التحالف سيواصل استخدام القوة لمنع المتمردين من إحراز تقدم، وقال “حينما يتخذ الحوثيون أو حلفاؤههم خطوات عدائية ، سيكون هناك رد. إن القرار بتهدئة الأمور يعتمد الآن بالكامل عليهم”. وحذر الحوثيين بالقول بأن السعودية “ستستخدم القوة من أجل منعهم من السيطرة على اليمن عبر أعمال عدائية. وهذا الأمر لن يتغير”، في إشارة إلى إعلان التحالف انتهاء “عاصفة الحزم” وبدء “إعادة الأمل”.
ويبدو ان القيادة السعودية ، ارتأت اعطاء فرصة للمساعى السلمية ، بعد ان ابدى الحوثيون وصالح ،استجابة عامة ، ووفق شروطهم ورؤيتهم للتفاوض والحوار. وهو مايعنى استمرار عاصفة الحزم فى تحقيق اهدافها، بطريقة سلمية ، وعبر التفاوض فى اطار المبادرة الخليجية، وبحماية القوة العسكرية، وضماناتها.
ويشترط لهذا التفاوض، الذى يتوقع ان ترعاه القيادة السعودية ،ويتم فى إطار المبادرة الخليجية، انسحاب الحوثيين من المدن ، وتسليم اسلحتهم ، والاعتراف بالشرعية .
إذ أن الشروع فى التسوية، هو الذى يحول دون انخراط اليمنيين فى حرب اهلية، من جهة ، وتورط دول التحالف العربى فى حرب استنزاف لاسقف لها. ويعتقد أن العمليات العسكرية التى قامت بها قوات عاصفة الحزم، والتى قد تتواصل، تحت اسم كودى جديد، هو إعادة الامل، قد اضعفت القدرات العسكرية للحوثيين وحلفائهم ، مما جعلهم اقرب للتعاطى مع خيار الحل السياسى، فى اطار الشرعية . وهى فرضية ، أيضاً، بددتها محاولة الحوثيين ،للاستيلاء على مقر اللواء ٣٥ مدرع ، ،بتعز، بعد الاعلان الرسمى عن وقف عاصفة الحزم ، مما أدى الى استئناف القصف الجوى فى نفس اليوم ، واستهداف الحوثيين فى الموقع.
abusimazeh@yahoo.com