حوارات

أمين العلاقات الخارجية بالمؤتمر الشعبي دكتور "بشير آدم رحمة" يتحدث لـ)المجهر(

 إذا شكلت الحكومة وفقاً لنتيجة الحوار..  سنشارك
رفضنا “عطية” المؤتمر الوطني في الانتخابات، لكن لن نوقف الحوار
حوار: فاطمة مبارك
ظلت مواقف حزب المؤتمر الشعبي الذي يقوده الدكتور “حسن الترابي” تثير الجدل في الساحة السياسية، فقد فاجأ الشعبي حلفاءه في تحالف قوى الإجماع الوطني بقبوله غير المشروط للحوار مع المؤتمر الوطني، ما أدى لخروجه من منظومة الأحزاب المعارضة، واقترابه كثيراً من الحزب الحاكم، وعدّ ذلك بادرة لتوحيد الإسلاميين. غير أن مبادرة الحوار الوطني التي أطلقها الرئيس “عمر البشير” قبل أكثر من عام ظلت تتعثر وتراوح مكانها إلى أن حان موعد الانتخابات. وكان منتظراً أن تكون الانتخابات بعضاً من بنود الحوار، وقد أدى ذلك إلى أن تقاطع الأحزاب المحاورة الانتخابات، لكن الشعبي، وان لم يشارك فيها الانتخابات لنفس السبب، إلا أنه على خلاف الأحزاب الأخرى بقي متمسكاً بالحوار ومبشراً به. وقد أضاف الشعبي مزيداً من الجدل حول مواقفه السياسية، عندما سرب مشروعاً سماه (النظام الخالف)، يفترض أنه يوفر حلاً لمشكلات البلاد.. (المجهر) التقت الدكتور “بشير آدم رحمة” أمين العلاقات الخارجية بالشعبي وحاورته حول جملة من القضايا المتصلة بمواقف حزبه، خاصة ما يتعلق بالانتخابات والحوار و(النظام الخالف).
الحوار و الانتخابات
 ظلت ثنائية الحوار والانتخابات مثار جدل منذ أكثر من عام حينما طرح المؤتمر الوطني في خطاب الوثبة، في 27 يناير من العام 2014، موضوع الحوار الوطني للأحزاب والحركات المسلحة. وحدد أربعة محاور للنقاش وهي السلام، الاقتصاد، الهوية والحريات. وحضر هذا اللقاء (83) حزباً أبرزها كان حزب الأمة القومي بقيادة “الصادق المهدي” وحركة الإصلاح الآن بقيادة “غازي صلاح الدين”، وحزب منبر السلام العادل بقيادة “الطيب مصطفى” والمؤتمر الشعبي بقيادة دكتور “حسن الترابي”. لكن قبل أن يبتدر نشاطاته انسحب حزب الأمة القومي عقب اعتقال السلطات رئيس الحزب “الصادق المهدي” على خلفية انتقادات وجهها لقوات الدعم السريع. لاحقاً جمد كل من حزب منبر السلام العادل وحركة الإصلاح الآن نشاطهما، عندما اتفقا على  إخراج حزبي  الحقيقة الفدرالي والعدالة من آلية (7+7) بسبب قرارهما القاضي بالمشاركة في الانتخابات،  وتمت إعادتهما دون موافقتهما، بجانب احتجاجهما على ما سمَّياه مواصلة السلطة في الاعتقالات.
انفضاض الحوار مع نهاية أجل الشرعية
اتسعت شقة الخلاف التي بدأت بين المؤتمر الوطني من جهة وحزبي منبر السلام العادل وحركة الإصلاح الآن، من الجهة الأخرى. وقد سعى  المؤتمر الشعبي بعد  استيعابه في الاجتماع ، الذي كان يفترض أن يحضره الرئيس، إلى إعادتهما، إلا أن الحزبين، )العدالة والحقيقة الفدرالي)، رهنا العودة بإجابة مطالبهما. لكن ظل الحال يراوح مكانه دون تقدم، حينما اقترب الموعد المضروب لنهاية أجل شرعية السلطة الحاكمة، قررالمؤتمر الوطني  فض سامر الحوار،  إلى حين إجراء الانتخابات،  في وقت كانت بعض الأحزاب تنتظر أن يفضي الحوار لحكومة انتقالية تدير الانتخابات. لذلك قررت هذه الأحزاب مقاطعة الانتخابات، بما فيها المؤتمر الشعبي.
لماذا قاطع الشعبي الانتخابات وتمسك بالحوار؟
تمسك المؤتمر الشعبي بالحوار، ومقاطعته للانتخابات كانت محل تهكم وسخرية من بعض الأحزاب، التي قاطعت الحوار والانتخابات. المراقبون كذلك لم يجدوا تفسيراً موضوعياً لما تم، واعتبروا هذا نوعاً من عدم الوضوح لحزب يقاطع الانتخابات، وسيستمر في إدارة حوار مع حكومة ستتمخض من الانتخابات.
(المجهر) بدورها، سألت أمين العلاقات الخارجية بحزب الشعبي دكتور “بشير آدم رحمة” عن حقيقة هذا الموقف، الذي يبدو ملتبساً لدى الآخرين، في إطار حوار شامل أجرته معه حول مرحلة ما بعد الانتخابات ومستقبل الحوار الوطني. استهل الدكتور “بشير آدم رحمة” الحديث بقوله: (المؤتمر شعبي كان موقفه واضحاً بالنسبة للانتخابات، واقترحنا على الحكومة عدم إجراء انتخابات في الوقت الحالي. ويمكن تعديل الدستور واستمرار المجلس الوطني، بإضافة الذين وافقوا على الدخول في الحوار. وعندما رفضوا، اقترحنا أن تتم الانتخابات على مستوى رئاسة الجمهورية فقط ،لكن أصروا عليها. وكنا نعلم أن هناك عدم إجماع على قانونها ومفوضيتها ومن ثم لا توجد حريات كافية لاتصال المشاركين بقواعدهم. ولا زمن لمخاطبتهم لذلك قاطعناها).
مقاطعتنا لاعلاقة لها بـ(ارحل).
  الشعبي لم تكن مقاطعته مثل مقاطعة من نادوا بـ(ارحل) مثلما قال، في أكثر من منبر. وبحسب تقديره أن المؤتمر الوطني هو جزء من الحل،  لذلك لا تقول له ارحل. وإنما ستتفاوض معه بالأجندة الوطنية المتفق عليها. و”بشير” بدوره، قال:  (نحن لن نوقف الحوار وكنا نحاور حكومة المؤتمر الوطني. وكان رأينا أنها بعد الانتخابات ستكون حكومة المؤتمر الوطني).
لهذه الأسباب لم نشارك في الانتخابات
في سياق مرافعة دكتور “بشير” عن مقاطعة حزبه للانتخابات دفع بجملة من الأسباب، كان أبرزها أن المؤتمر الوطني حجز لنفسه نسبة (70%) ضمنها في (جيبه) قبل بداية الانتخابات. و(30%) وزعها للأحزاب المقاطعة. وقال: (حتى لو دخلنا الانتخابات كان سيعطينا منحة. وكأنه تنازل لنا من حقه كعطية. ونحن لا نقبل ذلك، هذه ليس بانتخابات حرة ولا نزيهة وإنما انتخابات مبرمجة ((stich eleclion، معروف الحزب الفلاني سيأخذ كذا والآخر يأخذ كذا، وتعيين الولاة أيضاً. واحدة من الأسباب التي جعلتنا لا ندخل الانتخابات).
مفاجآت المغاضبين في المؤتمر الوطني
هناك ثمة مفاجآت حدثت في الانتخابات. ووفقاً لاعتقاد أمين العلاقات الخارجية، بحزب المؤتمر الشعبي “بشير آدم رحمة”، حدثت من قبل المغاضبين داخل المؤتمر الوطني،  الذين ترشحوا مستقلين وفازوا على مرشحيه. وقال: (لاحظنا كذلك أن المؤتمر الوطني كان ضامناً النتيجة، ويتعامل وفق ذلك. حيث إنه لم ينظم ندوة. والشخص الوحيد الذي طاف الولايات وعمل ندوات هو رئيس الجمهورية. ونحن سألنا أحدهم بعد الانتخابات لماذا لم تقيموا ندوات. فكان رده: “نعمل ندوات ليه ما نحن ضامنين النتيجة”، ودلف إلى الأخطر حينما قال: “نحن عندنا مشاكل داخلية، والندوات ستفجر لنا قنابل داخل  الحزب، لذلك آثرنا الصمت”).
الملائكة صوتت معانا!
“بشير” بدا ساخراً عندما قال: (الآن النتيجة أظهرت عدم صحة الادعاء بأن لديهم (6) ملايين. ومثل ما قال واحد زمان” الملائكة بتصوت معانا! إمكن الملائكة ما صوتت في هذه الانتخابات! ” وواحد في انتخابات 2010 قال للولاة: “أنتم لم تفوزوا ونحن فوزناكم بالفنية”، وهي اسم الدلع لتغيير الصناديق والتزوير. وهذا يوضح حجم الخلافات داخل المؤتمر الوطني، كان لافتاً أن المدن كانت غير مهتمة بهذه الانتخابات. بينما  حصلت منافسة في  بعض الدوائر الريفية لأسباب  قبيلية أو جهوية. وأي منطقة حصل فيها هذا النوع من المنافسة، المؤتمر الوطني فقد فيها معظم مقاعده التي كسبها في السابق).
هذه الوجوه ملَّها الشعب السوداني
لخص “بشير” رؤيته للمرحلة المقبلة ومتطلباتها، بعد عرض المعطيات الراهنة وما توصل إليه من نتائج، في أن يكون الرئيس في الفترة القادمة رئيساً لكل السودان وليس للمؤتمر الوطني. والانتخابات أوضحت له أنه لا يوجد مؤتمر وطني. والذين دعموه فعلوا ذلك من أجل الحوار والاستقرار، ولابد أن يحصل تغيير جذري في حكومته، خاصة على مستوى الوزراء. بعض الوجوه الشعب السوداني ملها، عليه أن يسعى جاداً لإنجاح موضوع الحوار. وإيقاف الحرب وأن يعمل بكل قوة للتصالح دولياً، وهذا سيفيده في حل مشكلة الحرب.
إذا شكلت الحكومة وفق نتيجة الحوار سنشارك
 استبعد الشعبي مشاركته في التشكيلة الحكومية القادمة، حسب ما أشارت تكهنات بعض المتابعين، مشيراً إلى أنها لن تكون حكومة حزبية. لكن اشترط لمشاركته تكوين حكومة انتقالية متفق حولها بين الأحزاب، تجئ كنتيجة للحوار الوطني. في هذه الحالة توقع “بشير” أن يدخل المؤتمر الشعبي ضمن أحزاب أخرى، في حكومة انتقالية، تضم شخصيات مستقلة، واستطرد قائلاً:
(والتشكيل الذي يتم، لابد من إجماع عليه حتى لا نشوه مسألة دخولنا في الحوار الوطني، وكأننا داخلين من أجل مناصب وزارية).
الحوار في دائرة الضوء
يبدو أن الحكومة ستعود إلى طاولة الحوار بعد الانتخابات، وفق حسابات عديدة من بينها نسبة الانتخابات، التي تدنت نسبتها مقارنة بالانتخابات السابقة، ما يشير إلى رغبة المواطنين في إحداث تغيير عبر وثيقة متفق عليها بين التنظيمات السياسية، بجانب مقاطعة معظم الأحزاب لها. ويعتبر الحوار من بين الآليات المطروحة الآن.  ويجد الدعم من المؤتمر الشعبي الذي عده بمثابة إستراتيجية غير قابلة للتراجع، ودخله بعد تحليل للموقف الداخلي والإقليمي والعالمي. وموقف الأحزاب المعارضة والحكومة وحملة السلاح وتوصل وفق نظرية توازن الضعف، إلى أن الحكومة لا تستطيع هزيمة حاملي السلاح، وحاملو السلاح لا يستطيعون هزيمة الحكومة عسكرياً، والمعارضة لا تستطيع إسقاط النظام، وهو لا يستطيع سحقها. وهذا التوازن لا يمكن الخروج منه إلا بالحوار الوطني.
لا كاسب ولا خاسر
قلل “بشير” من عدم الإجماع على الحوار، معتبراً أن تركيبة الشخصية  السودانية المتأثرة بالموروث القبلي تعمل وفق مفهوم (أي واحد عايز يكون الكاسب، والبقية تكون خاسرة) في حين أن منطق الحوار يقوم على أن من يدخله لن يكسب مائة بالمائة ولن تكون هناك خسارة صفرية. الدكتور في سياق مراهنته على الحوار، قال: (إن ما نقوم به حظي بقناعة مجموعة كبيرة. والدليل على ذلك أن بيان الحركات المسلحة الذي صدر بعد الانتخابات كان فيه تركيز على  الحوار كحل إستراتيجي).
وربط ذلك ببسط الحرية ووقف إطلاق النار، وفتح ممرات للإغاثة وإعلان عفوعام ، وإطلاق سراح للمحكومين.
الحوار ماضٍ والأحزاب ستعود
 توقع أمين العلاقات الخارجية بحزب الشعبي أن يمضي الحوار بوتيرة أفضل مما سبق بعد  الانتخابات. والأحزاب التي خرجت ستعود، وقال (أنا قابلت أحد أعضاء لجنة 7+7،  كان قد ذهب مغاضباً واليوم أو غداً، أتوقع أن يصدروا بياناً يعلنوا فيه عدم ممانعتهم من العودة  للحوار، وحتى الأحزاب التي كانت مغاضبة قبل الانتخابات، الآن شعرت بعدم وجود حل غير الحوار)
متفائل بمستقبل أفضل
وقال الدكتور “بشير آدم رحمة”: (أنا متفائل بعودة الأحزاب والحركات المسلحة للحوار. هناك ضغوط خارجية تضغط على حملة السلاح والأحزاب التي خرجت، كحزب الأمة القومي للعودة للحوار الداخلي. والآن مستقبل الحوار سيكون أفضل من ماضيه. لكن مطلوب شيئان، أن يتحلى الناس بالصبر والأناة وعدم الاستعجال)، مذكراً بتجربة جنوب أفريقيا التي استمر فيها الحوار أربع سنوات، حتى وصلت الأطراف المعنية إلى اتفاق  كذلك مطلوب من الحكومة بداية جديدة. الحكومة كانت تراوغ لتصل للانتخابات ووصلت. وهذه فرصة السودان إما أن يمضي بالحوار إلى نهاياته،  أو يتردى إلى ما تردت إليه دول الجوار.  
انعدام البدائل
 وأشار إلى أن بعض السياسيين يساندون المؤتمر الشعبي في حديثه حول أن المستقبل للحوار على ضوء انعدام البدائل المطروحة. قال ممكن نقول ثورة شعبية، لكن هل من السهولة قيامها بعدما حدث في سبتمبر 2013 ، وهل يجد التدخل الخارجي تأييداً، والجبهة الثورية ستكتسح؟ أنت ستنظر الى المخارج الأخرى، وإذا كانت مسدودة للمعارضة التي ترفض النظام الحالي، وهي أيضاً مسدودة للنظام الذي يستطيع الاستمرار بالأزمات الموجودة،  ومن هذا الباب أنا متفائل بمجيء الجميع للحوار، لأنه  المخرج. وأتوقع أن يبدأ حالما تشكلت الحكومة الجديدة. وإذا وصل الى نهاياته سيؤسس للنظام الخالف).
النظام الخالف ..
وشرح “بشير” جهود حزبه في التبشير بهذا البديل قائلاً: (لقد بشر المؤتمر الشعبي في جولاته الولائية التي قام بها أيام الانتخابات لنظام خالف، يقصد به تكوين تنظيم خالف، بمعنى أنه حزب جديد). وقال: (قلنا تنظيم لأن  المفهوم السائد عند الناس أن الحزب هو كيان سياسي، يقود الناس للكراسي  ونحن عندما نقول تنظيم نقصد أنه ينظم حياة الناس السياسية والاجتماعية والاقتصادية والفنية والرياضية. ونسعى أن يقوم على هدي الإسلام ويستوعب  المؤتمر الشعبي والمؤتمر الوطني وأحزاب الأمة والاتحاديين والصوفية وزعماء القبائل وشخصيات وطنية وحتى الشيوعيين. وهذا ليس بالأمر الجديد. قبل ذلك كانت هناك  قيادات في الحزب الشيوعي جاءت الى الجبهة الإسلامية القومية مثل الأستاذ “أحمد سليمان” ــ عليه رحمة الله) .

 تكتلات للمنافسة على البرامج
دكتور “بشير” الذي بدا في حديثه لنا مقتنعاً بهذه الفكرة، أكد أن هذا النظام حتى الآن ليس له  اسم ولا تشكيلة. ولكنهم يبشرون به وحال نجاح الحوار، سيبدأون في تكوين منظومات كبيرة. وإذا أصبح هناك أربع أو خمس منظومات ملتزمة، أفضل من أن يكون عندنا (90) حتى لو حصل تنافس سيكون هناك استقرار في البلد؛ لذلك نحن ندعو لتشكيل نظام كبير، يلم أهل السودان،  وتصبح هناك (3) أو (4) كتل. وستكون هناك برامج في الاقتصاد والرياضة والعلاقات الخارجية ويتم الانتماء لهذه الكتل، وفقاً للبرامج، وليس على الأشخاص).
مقدمة الهوادي للتعريف بالنظام الخالف
وأضاف: (لقد بدأ التبشير بالنظام الخالف وطبع المؤتمر الشعبي مقدمة الهوادي، ليهتدي بها الناس وسيتم نشرها على نطاق واسع لقراءتها، وتقديم الانتقادات والتعليقات، وفي رحلاته للولايات بشر بها في ندواته العامة ووسط رجال الطرق الصوفية وجهاء المجتمع). وقال دكتور “بشير”: (وجدنا تأييداً كبيراً وكلهم يقولون سنكون معكم) ويستدرك:(هل سيصدقون أم سيكون هذا من باب المجاملة لأننا أتيناهم ضيوفاً؟).  ويواصل: (لكن فعلاً هناك أناس كرهوا التشرذم. وهناك شباب جديد لايعرف الطائفية والأحزاب التقليدية ولا الأيديولوجيات، حتى إذا أتيت لهم بأيديولوجية إسلامية سيقولون لك نحن نريد التعليم والصحة والوظائف. والشريعة تدعو لقضاء حاجات الناس. لذلك نحن الآن نمضي في اتجاه تأسيس هذا الحزب الجديد، الذي يخلف المؤتمر الوطني والشعبي وأنصار السنة والإخوان المسلمين. وهذا بالتأكيد إذا نجح الحوار) .

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية