معاً من أجل حزب اتحادي ديمقراطي موحد
بقلم – محمد عصمت يحيى المبشر
في الذكرى التاسعة لرحيل سمح السجايا، الزعيم “محمد الأزهري”، وهو في مراتع الجنان بإذنه جلَّ وعلا، نسوق العذر أرتالاً وفرادى له ولآبائنا الأماجد فيما فرطنا فيه بحق الفكرة والكيان والمشروع ولو سلونا ذواتنا مرة وأخرى، أول سلوانا، أن القصد لم يتخذ سبيلاً في الدواخل سرباً، وأما ثانيها والله نشهده على ذلك فهو ما أوقفناه من وفاء للفكرة والكيان والمشروع قبل الرحيل المر وما بعده وإن اتسم بتمهل وتريث يحسبه البعض تكاسلاً واستبطاءً.
نعم تتسارع وتائر المتغيرات على ساحتينا الوطنية والحزبية، وتتشابك مترتباتها بما ينذر بمخاطر وتحديات جسام تجابه بلادنا وحزبنا، الأمر الذي يستدعي منا جميعاً انتباهة وطنية مسؤولة وفقاً لمقتضيات الأمانة المودعة لدى جيلنا هذا.. إن تلكم المخاطر والتحديات الماثلة أمام أعين الجميع توجب علينا كأوجب ما يكون الوجوب أن نتخذ في هذه المرحلة خطوة مبصرة قائمة على أسس ونسق وطني ديمقراطي مؤسسي حتى نضع الحزب في مكانه المأمول فيه لمداواة قضايا الحرب التي اشتعلت في أجزاء عزيزة من بلادنا فأشاعت فيها وفينا واقعاً إنسانياً مأساوياً وموقفاً وطنياً معقداً أدى بالضرورة إلى تدخلات إقليمية ودولية ترقى إلى مستوى الوصاية علينا نتيجة غياب الرشد الوطني.. إن اتخاذنا لمثل تلك الخطوة وفقاً لرؤية سياسية واعدة وطرح وطني متجرد مدعوماً برسالة واضحة الأهداف يمكن أن تمهد مسرباً لمشروع وطني شامل نتصدى به لكل الأزمات التي تمر بها بلادنا في هذه المرحلة الفاصلة من تاريخنا والتي تحمل في طياتها بوادر التمزق بما تبقى من ترابنا السوداني بسبب سياسات وممارسات حركة الإسلام السياسي من خلال أذرعها التي تغلغلت في مسام هيكل الدولة طوال ربع قرن من الزمان.
إن اليقين بضرورة السعي المخلص والدؤوب لتوحيد الاتحاديين بوصفهم أهل القبلة الوطنية حول رؤية ورسالة وقيم يبقى واجباً وطنياً يجب التحلي به بديلاً لحلل التزين الزائف بأطلال حزبية أثبت زمان التجربة فشله المبين، سندنا في ذلك جميعاً تلكم الحزمة من القيم المعروفة عنا، وهو ما سيدعمنا في تحمل عبء المسؤولية الوطنية والحزبية بكل تبعاتها ومترتباتها.
إن عصارة التجربة ومهما استطال أمدها وكثر مدادها لا تسمن ولا تغني إلا إذا فحصت ومحصت منا متحدين ثم تكاملت بجهدي الحذف والإضافة جرحاً وتعديلاً.. لذا دعونا لا نفتأ نعمل ما في وسعنا على تلاقي الشقيقات والأشقاء أصحاب الهمم العالية والضمائر الحية في صعيد موحد (مؤتمر استثنائي، هيئة عامة… الخ) لا يهم.. فالأهم هو أن ننتهج هذا الصعيد الموحد والمتفق عليه بيننا وبما توفر لدينا من معارف وعلوم، وأن نتبصر الخبرات من أهل التجارب والكفاءات دون اعتبار لحواجز المكان والمسافة وعوالق النفوس وما ران على القلوب.
بالله التوفيق وبالوطن نحيا وعلى الفكرة والكيان والمشروع نموت.