رأي

مسالة مستعجلة

زيارة واحدة لا تكفي!

نجل الدين ادم

أبرز ما حملته وكالات الأنباء من أخبار عن السودان أول أمس، كان حديث السيد “الصادق المهدي” زعيم حزب الأمة القومي للصحافيين عقب لقائه بالأمين العام للجامعة العربية بالقاهرة التي يوجد فيها حالياً، وهو يتحدث عن مستقبل الحوار الوطني واشتراطات نجاحه ويدعو الجامعة العربية ومجلس الأمن للتدخل.
 ربما بدت في حديث الإمام “الصادق” بعض التناقضات وهو يطلب من مجلس الأمن الدولي التدخل باستصدار قرارات جديدة بشأن قضايا البلاد الراهنة، وفي الجانب الآخر يدعو الجامعة العربية للتدخل لاستئناف الحوار الوطني ويشترط مراجعة صلاحيات الآلية المعنية بذلك، لكن رغم هذا التناقض إلا أن ما قال به الإمام  يحمل مضامين ايجابية ينبغي على المؤتمر الوطني وآلية (7+7) التعامل معها وأخذ الحديث مأخذ الجد، أن  يطلب “المهدي” من الأمين العام للجامعة العربية التدخل لإحياء عملية الحوار بالتنسيق مع الاتحاد الأفريقي وفق رؤية جديدة، فإن ذلك يعني أنه يعطي عملية الحوار الوطني الأولوية القصوى.
بالتأكيد أن وضع عملية الحوار الوطني كأولوية لدى الإمام وفق ما يرى من شروط يتطلب عودته للبلاد بل إنها صارت حتمية، صحيح أنه تحدث بصراحة عن عدم اعترافه بنتيجة الانتخابات الحالية إلا أن ذلك لا يعني بالضرورة إلغاء نتيجتها، لكنها إشارة إلى ما بعد الانتخابات وهي عملية الحوار حيث أنه لن يكون أمام المؤتمر الوطني بعد أن أظهرت النتائج الأولية للانتخابات فوزه الكاسح هم أكبر منها لذلك، فالجميع يعولون أن إرادة الحوار ستكون هذه المرة أقوى، بجهود قليلة يمكن أن تعود بشريات خطاب الوثبة الشهير الذي أطلقه الرئيس “البشير” بين الناس.
(الوطني) يحتاج لمجهود قليل لتحفيز الأحزاب المعارضة التي خرجت من عملية الحوار غاضبة، اعتقد أنها ستكون هذه المرة مهيأة أكثر من ذي قبل خصوصاً بعد أن تأكد لها عياناً بياناً عبور مرحلة الانتخابات التي كانت لا تريد لها أن تقوم. (الوطني) الآن جدد شرعيته بفوز رئيسه واكتساحه مقاعد البرلمان، إذاً فإنه ليس هناك من سبيل للمعارضة إلا أن يكون الحوار هو الهدف الأول، لذلك وكما أسلفت فإن حزب المؤتمر الوطني يحتاج لتضميض جراح الأحزاب المعارضة التي لفظت الحوار الوطني ورفضته ببعض التنازلات، فقط الآن الوقت مواتٍ لذلك.
الأسبوع الماضي تحدث رئيس القطاع السياسي د. “مصطفى عثمان إسماعيل” عن لقائه “المهدي” في القاهرة خلال زيارة غير معلنة بشأن عودته، سبقه في ذلك نجل “المهدي” نفسه مساعد الرئيس العميد “عبد الرحمن الصادق” وخلال زيارتين، كل هذه الزيارات تمثل أرضية صلبة للتمهيد لعودة “المهدي”، لكن اعتقد أن تحقيق هدف عودة “المهدي” يحتاج لزيارة أخرى حتى يكتمل سيناريو العودة الميمونة للمهدي. حينها يمكن أن تكون البداية الأولى لتحفيز بقية المعارضة للعودة إلى مائدة الحوار الوطني. مطلوب فقط من حزب المؤتمر الوطني وليس “عبد الرحمن الصادق”، أن يزور قاهرة المعز مرة أخرى لأن زيارة واحدة لا تكفي .

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية