رأي

إلى من يهمهم الأمر.. سلام!!

تجانى حاج موسى

{ صديقي الحبيب “أبو عركي البخيت” أطال الله عمرك وحفظك.. أكتب إليك عبر المساحة المخصصة لي بصحيفتنا هذه وأقول لك إن العديد من محبي فنك ومعجبيك يحدثونني بفرح شديد عن عودتك إليهم عبر الحفلات الأخيرة التي أقمتها بالمسرح القومي وهم تواقون للمزيد منها، ولا تثريب إن دخلت استوديوهات الإذاعة والتلفزيون لتسجيل أغانيك الجديدة، واعلم أن لك عشرات الأغاني التي لم يسمعها الناس.
{ صديقي الحبيب الفنان الكبير “شرحبيل أحمد” حفظك الله.. إيه آخر أخبار بروفاتك لأعمالك الجديدة؟! هل نطمع في سهرة جماهيرية لجديد “شرحبيل” بالتضامن مع إدارة المسرح القومي واتحاد المهن الموسيقية وقناة النيل الأزرق؟! عادة في مثل هذه الحفلات يحتاج الفنان إلى رعاية ومنتج وشباك تذاكر وعقودات تحفظ حقوق أصحاب الحقوق من مؤلفين وملحنين، ولحسن الحظ أنت ملحن معظم أغانيك ومؤديها، وتبقى مكافأة فرقتك الموسيقية.
{ أخي معتمد أم درمان.. شكراً جزيلاً لسماحكم باستغلال مسرح المركز الثقافي المقام بمعتمديه أم درمان عاصمتنا القومية، ولعله المسرح الملائم تماماً للاحتفاء برموز الثقافة والفكر والإبداع.. الأسبوع المنصرم تم تكريمي وسيدة فضلى من منسوبي إدارتكم بواسطة دار فلاح العريقة لتطوير الأغنية الشعبية.. ونيابة عن ربانها الأستاذ “أحمد” نجل مؤسسها الراحل الأستاذ “محمود فلاح”، أرجو أن تتبنى منحهم قطعة أرض ليقيموا عليها دار فلاح خاصة بعد إخلائهم نادي العمال بأم درمان أسوة بالكيانات الثقافية الممنوحة دوراً.. دار فلاح تستضاف هنا وهناك ولم يتوقف نشاطها المقدر قط.
{ أخي وصديقي ب. “محمد سيف الدين” رئيس اتحاد الفنانين.. تحية واحتراماً.. هلا أعددتم احتفالاً بإحياء ذكرى الموسيقار الراحل “أحمد زاهر”؟ فالرجل رحل عنا بهدوء مثلما عاش حياته بهدوء وترك كنزاً من ألحان لأغانٍ، فلديكم المسرح وهناك عدد من زملائه يمكن أن يتحدثوا عنه، وهنالك عدد من نجوم الغناء يمكن أن يغنوا ألحانه الجميلة ويحظى جمهوره بأمسية لإحياء ذكراه!!
{ إلى صديقي مدير التلفزيون القومي.. أرجو أن تشرع في ترتيب أوضاع أصحاب الحقوق في مصنفاتهم التي سجلوها قبل أعوام وظل التلفزيون يعيد بثها للجمهور بصورة منتظمة الأمر الذي لا يتفق مع قانون حق المؤلف والحقوق المجاورة لأنه– في معظمها– لم يبرم التلفزيون عقوداً مع أصحابها، فإذا رغب التلفزيون في بثها وإعادة بثها يجب عليه أن يوفق أوضاعه وفق القانون.
{ إلى مديري إذاعات الـ(FM).. بعضها يبث أغاني عربية وأجنبية لمشاهير الفنانين والفنانات ظناً أن هذا الفعل يجنبهم الذهاب كمدعى عليهم مع أصحاب الحقوق من شعراء وملحنين ومؤدين وموسيقيين وهم أصحاب حقوق مادية وأدبية.. أقول بالواضح هذه قرصنة واعتداء على حقوقهم، إذ إن أياً من أصحاب تلك الحقوق يمكنه رفع دعوى أمام قاضي المحكمة بالسودان أو في أية محكمة مختصة في وطنه، لأن معم دول العالم أعضاء في المنظمة العالمية للملكية الفكرية “وايبو” بجنيف، وكل الدول الأعضاء ملتزمة بمواثيق واتفاقيات وقوانين الملكية الفكرية الدولية والوطنية، التي تطبق قوانينها بمبدأ المعاملة بالمثل.. والمبدأ العام الخاص بالمصنفات الأدبية عدم استغلالها إطلاقاً إلا بعد أخذ إذن صاحبها باستغلالها.. وعليه إذا حدثت المخالفة فما على القاضي إلا إصدار حكم بالتعويض لصاحب المصنف.
{ أخي معتمد أم درمان.. حفظكم الله.. أتابع جهدكم المقدر الدءوب نحو قبيلة المبدعين والثقافة بشكل عام، وهم يثمنون هذا الجهد ويطمعون في المزيد.. ويبدو أنكم تدركون تماماً دور المبدع والإبداع في حياتنا العامة.. أخي الكريم، هناك أمر مُلح وعاجل وهو بناء المكتبة الوطنية التي خُصص لها موقع إستراتيجي غرب مسجد النيلين مباشرة، والمكتبة كما تعلمون منارة حضارية ومركز إشعاع معرفي.. إذن توكل على الله وأبدأ بناءها وليجزيك الله خير الجزاء.
{ صديقنا الشاعر “حسن السر”.. تحياتي وأشواقي.. حللت أهلاً وسهلاً وأنت تقضي إجازتك مع الأهل بالموردة.. ولك العذر في قلة أعمالك الشعرية الغنائية بالإذاعة السودانية.. الشباب ما زالوا يحتفون برائعتك (بخاف أسأل عليك الناس) تلك الدُرة الغنائية التي لحنها وصدح بها صديقنا الحبيب الفنان الموسيقار “أبو عركي” وأنت بجامعة الخرطوم.. وتلك التي أهديتها في ثمانينيات القرن الماضي لصديقنا الفنان “الهادي حامد ود الجبل”، والرائعة التي أهديتها لصديقنا الراحل الفنان الموسيقار “خليل إسماعيل” (فرح المواعيد.. يبقى بالناس المسرة وعلى الأرض السلام)، وأخريات.. أعلم أن هنالك عدداً مقدراً من قصائدك الرائعات في جعبتك.. تعال نوزعها للملحنين والمؤدين الجيدين ليتغنوا بها، فعناؤك رائع وجميل.. جدير بالذكر أن الأستاذ الشاعر “حسن السر” يعمل مترجماً بمدينة الرياض بالسعودية، وقرقور موردابي أصيل.
{ أخي الأصغر زميلي “محمد حامد جمعة”.. تحية واحتراماً.. أنا معجب بكتابتك.. أقرأ عمودك بمزاج وبانتظام.. فأنت صاحب قلم محترم تسندك ثقافة عريضة عميقة.. ألحظ حتى حينما تكتب ناقداً تغضب بمقتضى وبتهذيب شديد، وأجزم أن من توجه إليه النقد يتقبله بصدر رحب لأنك موضوعي ومنطقي في طرحك تتخير مفردات كتاباتك من مخزون اللغة التي لا تجرح الوجدان.. وشكراً لك نيابة عن كل قبيلة الثقافة وأنت تنبه الحكومة القادمة بأن تنتبه لحداة الركب من مبدعين لقناعتك الراسخة بأن الثقافة تقود الحياة.. وديل كُتّاب (المجهر)!! يا سلام عليكم.
{ أستاذي وأخي وصديقي د. “عمر الجزلي”.. ربنا يصبرك على فقدك الجلل ويصبر كل من عرف المرحومة الخالة حاجة “سيدة”- يرحمها الله- فقد كانت شجرة وارفة الظلال تفيأنا ظلها وجادت على كل أهلها الطعام والشراب والحب والموعظة الحسنة.. الراحلة كانت تكن لي محبة خالصة لا سيما أن الراحل عمي “إبراهيم الجزلي” كان يحبني لأني كنت أشرف على ملفه الضريبي حينما كنت موظفاً بمكتب ضرائب، هو ومجموعة من الآباء لهم ملفات بالمكتب، منهم المرحوم العم “إبراهيم كباشي” وآخرون– يرحمهم الله– وكثيراً ما كانوا يشربون قهوة الصباح معي والراحل أستاذي “عتيق”، ومرات عديدة نشرب قهوة خالتي “سيدة”.. حينما كنت أعمل مديراً لبرامج التلفزيون دخل علينا د. “عمر الجزلي” وكان سعادة العميد الركن الصديق “سليمان محمد سليمان” معي بالمكتب وقال: (اتخيل يا سعادة الوزير حاجة سيدة أمي بتحب التجاني؟!.. قالت لي: يا عمر صحيني لما يجي التجاني في التلفزيون)!! وقتها كان سعادة العميد وزيراً للثقافة والإعلام.. أخي “عمر” أنا ذقت مرارة فقد الوالدة، لكن دعني أعزيك بأنك كنت باراً بها حتى آخر دقيقة في حياتها.. فهنيئاً لك رضاها عنك.. وصبراً جميلاً.. فلكل أجل كتاب.. وكلنا لهذه النهاية.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية