رأي

مسالة مستعجلة

بالفول يحيا الشعب !!

نجل الدين ادم

حزنت كما حزن الشعب على قرار محلية الخرطوم، بحظر بيع محبوبهم في البقالات والدكاكين – الفول المصري- وإنهاء عهد انتشار (قدر) الفول في الأزقة وحارات المدينة بجرة قلم، بسبب الاشتراطات الصحية!.
 سبب مضحك ومحزن في ذات الوقت، هل باتت شوارع الخرطوم تغسل بخراطيم المياه ذات الحجم الكبير كما كان في الماضي؟، هل انتهت مشكلة الصرف الصحي الذي يغزو وسط الخرطوم؟، هل حلت مشكلة النفايات، وبات شارع الشريف “الهندي” خالياً من أي ملاحظات حتى تلتفت المحلية ووحداتها الإدارية، إلى أصحاب البقالات البسطاء، الذين سخرهم المولى عز وجل لخدمة البسطاء الذين لا يستطيعون الوقوف عند (كاونتر) كافتيريا درجة ثانية، وليس درجة أولى، لشراء طلب فول واحد بـ(10) جنيهات؟. هذه الاشتراطات على العين والرأس طالما أن الهدف منها صحة المواطن، ولكن ليس بعسير أن تضع المحلية شروطاً لتحقيق هذا الهدف بدلاً من أن تختار أقصر الطرق للحل لأن ذلك هو  الخطأ بعينه.
ما أسهل القرارات الارتجالية وما أصعب التبعات، هل يعلم سعادة المعتمد “نمر” بأن (قدرة) الفُول التي أعلنت محليته الحرب عليها تقي الألف من مواطني المحلية من شرور الجوع الذي يقود إلى السرقة والنهب أحياناً، عندما لا يتوفر لشخص ضعيف ثمن الوجبة؟، (3) جنيهات يمكن أن تسد رمق طالب أو مواطن بوجبة فول (مدنكلة) تحت شجرة ظليلة أو داخل منزله.
فيا سعادة المعتمد لا تضيقوا على الشعب، فإن (قدرة) الفول المستهدفة من قبل محليتك هي الملاذ لأي شخص أفلس وخوى جيبه من المال، لأن موية الفول لا تكلفه سوى بضعة جنيهات !!.
أرجو أن يكون القرار ذلة قلم وأن يتدخل المعتمد سيما وأنه حقق من الإنجازات التي تقف شاهدة على جهده، المعتمد “نمر” هو من ابتكر برنامج التكافل في الإعمار، وهو ينجح في خلق شراكة مع مواطني الخرطوم. وهم يدفعون بثلث تكلفة تأهيل مدرسة ليكمل هو الثلثين، ما أروع هذه الأفكار التي تمتد فيها روح الشراكة بين الحكومة والشعب، السيد المعتمد هنا أنت أفلحت والفلاح قليل. وأهالي الرميلة والأحياء الأخرى لا يزالون يشكرونك على تلك الشراكة، لكن دعنا نقول لك بكل صراحة إنك أخفقت هذه المرة، وندعوك أن تراجع هذا القرار اليوم قبل الغد.
في ملتقى المبدعين والمتفوقين الطلابي بولاية سنار في العام 1992 تغنى الطلاب بهذه المقاطع الشعرية العميقة فى تمجيد الفول كتراث سوداني ضارب في القدم، أرجو أن يكون إهداءً لمحلية الخرطوم.
يا الفوال سريع أنا جيت  ** بالملاحة وزيد الزيت
أصلي أمبارح ما اتعشيت ** كنت في ونسة واتغشيت
سيبك من ناس كبد وكلاوي **  لسان وبيض ومخ وبلاوي
صحن الفول للمعدة يداوي **  يلفلف راسك زي الحاوي
قادر ربك رب القدرة  أدى اليمني** مهارة وخبرة وكل يوم يحرق قدرة.
وجمعة مباركة إن شاء الله .     

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية