مسألة مستعجلة
مسألة مستعجلة
نجل الدين ادم
المعارضة في البرلمان القادم !!
في البرلمان المنتهية ولايته في الثاني والعشرين من الشهر المقبل شكلت عضوية المؤتمر الشعبي التي ضمت (5) نواب برلمانيين رغم عدم الاعتراف بهم ككتلة برلمانية شكلوا معارضة حقيقية على قلتهم، وقد أضفت مشاركتهم في البرلمان الذي يسيطر المؤتمر الوطني على أغلبيته حيوية داخل قبة المجلس، وهم يعبرون عن الراي الآخر في ظل عدم وجود كتلة معارضة في البرلمان بالمعنى اللائحي. وقد كان لرأي هؤلاء النواب والذين يتزعمهم العضو د. “إسماعيل حسين” في بعض الأحيان دور بارز في تغيير وجه بعض القوانين والتشريعات والقضايا، ونزول كتلة المؤتمر الوطني ذات الأغلبية الكاسحة إلى منطقة وسطى.
هكذا كان هؤلاء الخمسة يعبرون عن رأي أناس خارج قبة المجلس الوطني، فظهور أعضاء من المؤتمر الشعبي على السطح في الجلسة الإجرائية التي عقدت قبل خمسة أعوام لاختيار رئيس البرلمان، أربكت وقتها حسابات المؤتمر الوطني خصوصاً عندما تقدم عضو المؤتمر الشعبي د. “إسماعيل حسين” وترشح لرئاسة المجلس، قبل أن يفوز عليه خصمه من المؤتمر الوطني مولانا “أحمد إبراهيم الطاهر” في مرحلة التصويت. ومبعث الربكة أنه كان معلوماً بأن المؤتمر الشعبي قد قاطع الانتخابات البرلمانية لكن ظهرت هذه المجموعة المكونة من خمسة أشخاص، التحية لهم جميعاً (نجاح إبراهيم، هويدا عبد المحمود، عائشة أبكر، عماد البشرى)، وقد قاموا بمهام تلك المعارضة التي آثرت على عدم المشاركة، على أكمل وجه وكانوا سفراء للراي الآخر من داخل البرلمان.
في البرلمان المقبل والذي ينتظر أن يبدأ دورته في الثالث والعشرين أو الرابع والعشرين ربما تغيب كتلة المؤتمر الشعبي هذه المرة بقرار التزمت به عضويته في كل الولايات، ولكن من محاسن الصدف أن عضواً مرشحاً من حزب معارض قد فاز في إحدى الدوائر الجغرافية بولاية الجزيرة “مبارك علي عبد الله تمرة”، وهو من حزب الأمة القومي وقد فاز مستقلاً وربما يظهر آخرون على شاكلته من المستقلين عند انعقاد الجلسة، بجانب المرشحين المستقلين المعلومين بالنسبة لنا من عضوية المؤتمر الوطني، كل هؤلاء ربما ينضموا إلى قائمة تكتل المعارضة في البرلمان القادم. المرشح الفائز الشاب “مبارك” بالتأكيد سينطلق من منصة المعارضة لأنه في الأصل حزب أمة قومي، ويمكن أن يلعب دوراً بارزاً في توصيل الرأي الآخر حتى لو كان لوحده. أعتقد الفرصة سانحة ومبشرة بمجلس تشريعي أفضل من سابقه من حيث أن أكثر من (4) مرشحين فازوا مستقلين حتى الآن، زائداً المرشح المستقل عن حزب الأمة القومي بجانب انضمام الحزب الاتحادي الديمقراطي (الأصل) هذه المرة إلى القائمة البرلمانية. هنيئاً للشعب بالبرلمان القادم والذي نتوقع أن يكون أكثر حيوية خاصة في المسائل الرقابية.
مطلوب من حزب الأمة القومي أن يعطي مرشحه المستقل “مبارك علي” والذي استطاع أن يدخل البرلمان بأصوات مرشحيه، يعطيه قوة دفع لتمثيلهم وتمثيل الرأي الآخر، كما فعل المؤتمر الشعبي من قبل وأعطى أعضاءه الذين خالفوا قراره بعدم المشاركة، ولكن عندما نجحوا في عبور المعركة الانتخابية دعمهم بقوى ووقف بجانبهم ليُعبروا عن توجهات الحزب والمعارضة، من خلال مواقفهم من القضايا والتشريعات البرلمانية التي تطرح ونسأل الله لهم التوفيق والسداد.
Nagl88@yahoo.com