عز الكلام
فيها (إنَّ)
ام وضاح
رغماً عن أنه خبر من النوع (البِفوِّر) الدم ويحرض على الكتابة بحرقة وسخونة خاصة وأن (الواتساب والموتسبين) لم يقصروا في انتشار خبر اعتقال “ساندرا فاروق كدودة” والذي أكسبته أسرتها جانباً كبيراً من التعاطف بإعلان أن المخطوفة مريضة وأنها أم لطفلين رغم أن الخبر عن الاعتقال المبهم ثم إعلان العثور عليها من النوع الذي يفور الدم بهذا السيناريو الذي يشبه أفلام (أم بي سي آكشن) ولا علاقة له بقيمنا وديننا وأخلاقنا السودانية الأصيلة، إلا أن هناك (إنَّ) في الموضوع جعلتني أتريث عن الكتابة وخلونا نحسب (الإنَّ) بواحد زائد واحد يساوي اثنين، والواحد الأول هل جهاز الأمن والمخابرات بهذه السذاجة التي تجعله يلقي القبض على ناشطة (مغمورة) في الوقت الذي أطلقت فيه الحكومة سراح الأستاذ “فاروق أبو عيسى” و”أمين مكي مدني” رغم التهم التي كانا يواجهانها؟ يعني الحكومة كان ممكن تتخلص منهما خلف القضبان وبالقانون! اثنين ما هو ثقل “ساندرا كدودة” السياسي أو كمعارضة حتى تشكل لجهاز الأمن هذا الهاجس ويضطر لاعتقالها ثم رميها بهذه الطريقة الإجرامية التي تضعه في تصنيف الجهاز الإجرامي الذي لا يحترم الحرمات، وجهاز الأمن من قبل اعتقل سياسيات وناشطات على رأسهن الدكتورة “مريم الصادق المهدي” لكن أبداً لم يكن بهذا الأسلوب القمعي الغريب الدخيل! والآن وبعد أن هدأت وهمدت أصوات المعارضين والمعارضات وعلى رأسهن واحدة شاهدتها على (البي بي سي) اسمها “هند حيدر” كانت تتحدث عن الانتخابات وقصدت أن تضع خلفها صورة “ساندرا” ومكتوب عليها بالخط الواضح أطلقوا سراح “ساندرا كدودة” لتصدر للعالم أن ثمة شابة اختطفها النظام في ذات الوقت الذي يجرى فيه انتخابات الرئاسة والبرلمان!! والآن أصبح في الموضوع قولان حديث “ساندرا” وأسرتها عن الاعتقال المزعوم، والبيان الواضح للسلطات بأن الشابة قد أخفت نفسها متعمدة، ولأن الشارع والرأي العام ليسا لعبة ليظلا متأرجحين ما بين التعاطف مع المخطوفة والسخط على النظام وأجهزته، ثم تنقلب الآية لسخط على المخطوفة وتعاطف مع النظام المفترى عليه، فإنه من حق هذا الرأي العام أن تبسط أمامه الحقيقة كاملة وبتفاصيل التفاصيل! لأننا والله سئمنا ومللنا الظلال السالبة التي ظلت تعكسها تصرفات فردية عن السودان في الخارج، ومرة استثمرت إحداهن قضيتها مع النظام العام في بنطلون لتصبح مناضلة المناضلات (أطال الله عمر “فاطمة أحمد إبراهيم”) وبعدها اكتفت من الزيطة بزواج وعيشة رخية ثم طفت على السطح قضية “مريم” التي ارتدت وقامت الدنيا ولم تقعد، وقنصل داخل وقنصل مارق وفي النهاية حصلت على الجواز الأمريكي واللا الشيطاني ما عارفة ودولار اللجوء!! لذلك وكما فعلت الخارجية وهي تكون لجنة تحقيق في قضية المواطن “أسعد التاي”، نرجو أن تقوم السلطات المسؤولة إن كانت فعلاً بريئة من اختطاف “ساندرا” بكشف تفاصيل ما حدث وخلونا من حكاية خلوها مستورة، لأن الدكتورة ليست مجرد فتاة اختفت ثم عادت لتدعي أن شبكة اتجار في الأعضاء قد اختطفتها وأفلحت في الهروب منهم لكنها تتهم جهة معروفة ومعلومة بأنها وراء ما حدث، وعلى هذه السلطات ألا تصدر حديثاً يبدو أنه (ضبابي) لكنه واضح وضوح الشمس.
* كلمة عزيزة
قبل أكثر من ثلاثة أعوام تقريباً وكنا يومها نسجل حلقة مع الفنان “جمال فرفور” لبرنامج (البساط أحمدي) ظللت ولمدة ثلاثة أيام متواصلة في حالة قلق أسأل كل من حولي في الأسرة و(كاست) العمل (إنه فيها حاجة) لو أنني سجلت حواراً مع “فرفور” من داخل مقابر الصبابي حيث قبر والده الراحل والذي كان مرتبطاً به لدرجة العشق واجتمعنا في النهاية أنه لا شيء يمس حرمة المقابر إن ذهبنا أنا و”جمال” وقرأنا الفاتحة ثم نعود في محطة الاستديو لنتحاور حول علاقته بوالده!! تذكرت هذا القلق وأنا أشاهد ترويجاً لكليب للفنان “طلال الساتة” يغني فيه من داخل المقابر وهو يتكئ على سياج مقبرة ويغني مع كامل اللحن والأداء والمصيبة أني تمعنت ما كان يغنيه فوجدته يقول ما معناه أنه لا يوعد المرحوم يظل باقياً في ذكرياته .. يا جماعة ساهل جداً استسهال الأفكار المجنونة والغير منطقية لكن صعب جداً أن نقنع بها المشاهد خاصة و”طلال” صور المشهد وهو داخل المقابر ببدلة (فل ست) وحذاء مورنش يلمع فيا “طلال الساتة” خدمتك جداً أغنية (أقروا ليها با الفقراء) لكن مؤكداً أن أغنية المقابر دي حتلحقك أمات “طه”..
* كلمة أعز
بعد انتهاء الانتخابات وظهور النتائج تأكد تماماً فوز الرئيس “البشير” وبأغلبية ساحقة على معارضيه وبرغبة شعبية من المشاركين في الانتخابات.. الآن من شارك ومن لم يشارك في انتظار الجديد!، والجديد في يد الأخ الرئيس وحده لأنه يعلم كل التفاصيل (وواقعه لي) والخمس سنوات القادمة هي الفاصلة في تاريخ الشعب السوداني ولا تحتمل الترضيات ولا المجاملات ولا دفن الليل أب كراعاً برة.