رأي

النشوف آخرتــــا

الكلمات الأخيرة.. خطيرة!!

سعد الدين ابراهيم

خلق الإنسان هلوعاً.. فالمرض ولو كان (نزلة) يجعله في وجل وخوف… ربما المرض هو الوحيد الذي لا تقول فيه: “موت الجماعة عرس”.. عموماً هربت من الإعياء إلى الاطلاع، لكن لأن الشقي “يعتر لي ضُلو” أول ما طالعته للهروب من المرض كان عن الكلمات الأخيرة التي يقولها المحتضر أو المحكوم عليه بالإعدام.. لكن مع ذلك وجدت فيها تسلية مشوبة بالعظة.. فمن آخر كلمات المحكومين عليهم بالإعدام شنقاً السير “توماس مور”.. وقد حكم عليه الملك “هنري الثامن” بالإعدام لأنه عارض بشده طلاق الملك من زوجته ليتزوج بغيرها.. طلب من الجلاد لحظة الإعدام أن يمهله برهة ليزيح لحيته جانباً قائلاً: (هذه اللحية لم تذنب في حق الملك).. أما ملكة فرنسا “ماري أنطوانيت” صاحبة مقولة (الشعب ما لاقي رغيف طيب ما ياكلوا باسطة).. في لحظة إعدامها كانت رقيقة جداً فكانت كلماتها الأخيرة اعتذار للجلاد إذ داست على إصبع قدمه: (سيدي أرجو المعذرة).. أرأيتم كيف يكون التعامل المهذب بين الناس؟؟
الفيلسوف “هيغل” كانت كلماته الأخيرة: (إنسان واحد فقط فهمني وحتى هو لم يفهمني)!! أما “بيتر غاسندي” فقد اكتنفت الحيرة كلماته الأخيرة حيث قال: (ولدت ولم أدر لم.. وعشت ولم أدر لم.. وها أنا أموت دون أن أدري لماذا ولا كيف)!!
عالم النحو “دومنيك يوهور” كانت كلماته الأخيرة ممعنة في التدقيق اللغوي إذ قال: (أنا مشرف على أو أنا في سبيلي إلى أن أموت فكلاهما تعبير صالح للاستخدام).
الناشر والمحرر المالي “كلارنس ووكر بارون” كانت كلماته الأخيرة: (ما آخر الأخبار)؟ الطبيب الاسكتلندي “جورج كومب” كانت آخر كلماته: (مما ينتابني من أحاسيس الآن يمكنني القول بأنني أحتضر وأنا مسرور لذلك).. أما الطبيب النفسي “كارل يونغ” فهمس لابنه: (اسرع ساعدني على النهوض من الفراش)، وكانت كلماته الأخيرة: (أريد أن أنظر إلى غروب الشمس).
وقد بدا الموت بالنسبة للبعض خاتمة غير متوقعه، فاللورد “بالمرستون” رجل الدولة الإنجليزي قال لطبيبه ساخطاً: (أموت يا عزيزي الطبيب؟ هذا آخر شيء أزمع على فعله).. أما الممثل “دوغلاس فيربانكس” فقال في آخر كلماته: (لم أحس في أي وقت بأني أفضل حالاً مما أنا الآن).
الروائي الفرنسي “أناتول فرانس” كانت آخر كلمة خرجت من فمه: (يا أُماه).. وكذلك فعل راقص الباليه الروسي “نيجتيسكي” إذ نادى أمه في لحظته الأخيرة بلفظة تدليل: (ماما شاه)، إلا أن الموسيقار “غوستاف مولر” همس بصوت خافت: (موزار) ثم مات.
الزوجات غالباً ما يكن هن اللواتي يسمعن كلمات أزواجهن الأخيرة.. الصحافي الأمريكي “ماكنتاير” طلب من زوجته هذا الطلب الأخير: (هل تسمحين بأن تستديري إلى هذه الناحية إني أحب النظر إلى وجهك).. أما الرئيس “جيمس بولك” فهمس قائلاً: (أحبك يا سارة أحبك).. “نابليون” كانت كلماته الأخيرة كما لو أنها إشارة بسطوة امرأة واحدة فقد تتابعت هذه الكلمات من فمه وكانت الأخيرة: (فرنسا.. الجيش.. قائد الجيش.. جوزفين).
للنساء قضايا أخرى فالكونتيسة “فونتين” التي كانت ممن قدموا الرعاية للفيلسوف الفرنسي الساخر “فولتير” شغلتها لحظة وفاتها خاطرة دنيوية للغاية إذ قالت: (حمداً لله.. فأياً كان الوقت هنالك في مكان ما ملتقى العاشقين).
هذا كان ما قرأته لعلي بعد ذلك كنت أكثر استعداداً للتماثل للشفاء.. اللهم لا نسألك رد القضاء لكن نسألك اللطف فيه.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية