رأي

عز الكلام

ام وضاح

والغربة أقسى نضال

في لقاء عابر، لم تفارقني فيه الحاسة الصحفية التي تجعلنا أحياناً (أنانيين) نستثمر أي دقيقة، حتى لو كانت مجرد مصافحة في مكان عام، للسؤال عن شؤون عامة تهم البلاد والعباد، في لقاء عابر، سألت الأخ السفير “حاج ماجد سوار” أمين عام جهاز تنظيم شؤون العاملين بالخارج، عن أحوال المغتربين الذين وضعتهم الأقدار والظروف في محك الغربة والهجرة، وبدأت بأحوال العائدين من اليمن بعد الأحداث الأخيرة، حيث قال لي إن الجهاز قد تمكن، وبحمد الله من ترحيل معظم الذين تقدموا بطلبات للخروج من اليمن، عن طريق السعودية، وإن كانوا كجهاز يواجهون مشكلة حقيقية، تمثل في (تخلف) بعض السودانيين بالسعودية، هناك، دون أن يكملوا رحلتهم نحو الخرطوم، وقلت للأخ الأمين العام إن مشاكل معظم المغتربين تتمثل في بيروقراطية الإجراءات، وسلحفائية التنقل من منفذ إلى آخر، مما يجعلهم أحياناً كثيراً يستهلكون زمناً كبيراً، للانتهاء من إجراءاتهم، وكانت إجابة الأخ “حاج ماجد” أنهم الآن داخل الجهاز يعملون ، على قدم وساق، لإنجاز (الحوسبة) في معاملات المغتربين وتقليل نوافذ التعامل، وقال إنهم خلال ثلاثة أسابيع سيحتفلون بهذا العمل الكبير، لأن استهلاك الزمن لا يفيد المغتربين فقط، لكنه يستهلك جداً طاقة الجهاز في أعمال وحراك،  لو أنه أختصر سيجعلهم يتفرغون تماماً، لما هو أهم تجاه قضايا المغتربين الشائكة، والتي تراكمت من سنة إلى أخرى، وقلت للأخ “حاج ماجد سوار” أنني علمت من كثير من الإخوة المغتربين، أنهم لم يشاركوا في العملية الانتخابية إما لأن عدد المراكز للاقتراع كان بسيطاً وبعيداً عن المدن التي يعملون فيها، أو أن بعضهم لم يمارس حقه الانتخابي أصلاً لأنه موجود في دول لم تضعها مفوضية الانتخابات في حسابها،  وهي دول ذات تأثير كبير، وتواجد سوداني لا بأس به، كإثيوبيا ونيجيريا وجنوب أفريقيا، بل إن بعض السودانيين في دول أوروبا، لم يتمكنوا من ممارسة حقهم الانتخابي، لأن المركز الوحيد كان في بروكسل، وهذا معناه أن يقطع الشخص حدوداً وبلاداً،  حتى يرمي بورقة الاقتراع داخل الصندوق، لكنني اندهشت من إجابة الأخ السفير “حاج ماجد”،  الذي أكد لي أنهم كجهة مسؤولة عن المغتربين، قدموا ومنذ أكتوبر الماضي ورقة عمل متكاملة للمفوضية،  ورؤية واضحة لكيفية إجراء الانتخابات بالخارج، لكن للأسف، ذهبت الورقة، على ما يبدو، إلى سلة المهملات، ولم يعمل بها أحد، والنتيجة كانت عدم المشاركة الواسعة للسودانيين بالخارج.
في كل الأحوال، أقول إن الأخ “حاج ماجد سوار” كان يتحدث معي عن المغتربين بلغة المستقبل. والرجل يراعي ويدقق في تفاصيل، ربما لا نعيرها اهتماماً، لكنها في المجمل قد تعطي انطباعاً (مش حلو) عن الشخصية السودانية، وأهمها وأولها مظهر السوداني في الخارج،  الذي يمثل بلاده، سفارة تمشي بين الناس في الشوارع والأسواق. لذلك فإن الجهاز بصدد إقامة دورة تثقيفية لكل من (يمم) وجهه صوب بلاد المغترب، حتى يعرف حقوقه وواجباته كما ينبغي أن تكون، أو كل ما أرجوه أن يتنزل ما قاله الأخ “حاج ماجد” إلى واقع حقيقي، يجعل المغترب واحداً من الاستثمارات الحقيقية، والواجهات الناصعة التي تمثل السودان حيثما عمل وحيثما كان.
{ كلمة عزيزة
وصلتني رسالتان كريمتان شرفتاني جداً عقب زاوية الأمس التي كتبتها تحت عنوان أيها الساهرون الصامتون سلاماً، الأولى من الأخ اللواء شرطة “السر أحمد عمر” الناطق الرسمي باسم الشرطة.. السلام عليكم شكراً وثناءً وتقديراً على مقالك الرصين، والمعبر القوي المتماسك، والذي يأتي تعضيداً لمواقفك الصادقة والداعمة معنوياً للشرطة، تقبلي تقدير كل منسوبي الشرطة. اللواء “السر أحمد عمر” الناطق الرسمي للشرطة.. والرسالة الثانية من سعادة الفريق “محمد أحمد علي” مدير عام الجنايات بولاية الخرطوم، قال فيها:  شكراً كثيراً، كثيراً لما سطره قلمك اليوم بشأن ما قامت به الشرطة من تأمين للانتخابات والامتحانات. أؤكد لك أن هذا واجبنا نؤديه بحب وتفانٍ لأجل المواطن والوطن. لك كل التقدير.
{ كلمة أعز
شكراً سعادة الفريق وسعادة اللواء. وشكراً عبركما لكل الشرطة السودانية.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية