عز الكلام
أم وضاح
من كل الزوايا!!
وحدها ، هي الحاسة الصحفية التي تجعلنا في أغلب الأوقات نشبه إلى حد كبير رجال المباحث ،الذين هم دائماً في حالة تأهب وترقب وتفسير لما حولهم من حركات وحتى سكنات، ما يشاهدونه من تفاصيل الأشياء، لذلك كثيراً ما أدخل مكاناً وأخرج منه بانطباع مختلف عن من يرافقونني لأنني أكترث لتفاصيل تفوت عليهم في حالة التعميم التي يمارسونها، إما بحسن النية أو لأنهم تعودوا أن يخلوها على الله و(يكسروا الحنك).. وبهذا الإحساس والتدقيق والتمحيص حد (الشمشمة) البوليسية لم أفوت إطلاقاً مشاهدات التقطها وأنا أدلف إلى المركز الذي يفترض أن أصوت فيه، وأمارس حقي الانتخابي، وأول ملاحظة أن من كانوا يمسكون بسجلات الناخبين ،للتأكد من وجود أسمائهم هم مجموعة (شفع).. نعم (شفع) قُصر حتى لم يصلوا مستوى الدراسة الجامعية، ولا أدري على أي أساس تم اختيار (الشفع ديل) من قبل المفوضية والبلد (مليانة) بالخريجين الناضجين ،الذين يحسنون التعامل مع أطياف مختلفة من البشر، بدلاً عن الارتباك والهرج والمرج الذي يمارسه هؤلاء؟! ثانياً وبعد التأكد من الاسم تتم كتابة اسم الناخب في ورقة مقطوعة من كراس، وكأن المكتوب فيها باقي حساب دكان، وكان بالإمكان أن تخصص أوراق باسم الناخب ورقمه في السجل الانتخابي.. والمضحك أنني وبالاستفسار عن اسمي وجدت مكتوباً في الخانة أمامي، أنني (ذكر) فقلت لـ(الشافع) الذي يجلس: طيب أنا ممكن أثبت ليك بالبطاقة إنه أنا “حنان” ، أها ذكر دي أنفيها أو أثبتها كيف؟؟ والخطأ في النوع لم يقف عندي. والكثيرون طلعوا نساء في خانة الذكور، وذكور في خانة الإناث!! أما داخل اللجنة فقد تفاجأت بأن الحبر الذي هو (ضمانة) عدم التصويت لأكثر من مرة هو عبارة عن قلم (شيني) زال قبل خروجي من المركز، يعني بحسبة بسيطة، وبما أن اسمي مسجل منذ الانتخابات السابقة ، فقد كان بإمكاني أن أسجل في حي آخر وأصوت في مركزين، وكان معتمدين على قلم الشيني (بلوه وأشربوا مويتو).. أعتقد أنه ليس هناك حدث عام ومهم يجعلنا نحن مجهر عدسات العالم، أكثر من الانتخابات الرئاسية، لذلك فإن فضحيتنا بجلاجل، لأن معظم المراكز هي عبارة عن مدارس حكومية متهالكة وقاحلة، وكذا الحال للأندية الرياضية بالأحياء التي هي الأخرى بحالة مزرية وبؤس في المباني والأثاثات.. في كل الأحوال ومن وسط هذا الركام يصر الشعب السوداني (الواعي) أن يمنح العالم، مزيداً من الدروس متسامياً على فقره وجراحاته، بل هو مصر أن يبذل الحب، كل الحب، حتى لمن خذلوه أو طعنوه أو قهروه، أملاً في أن يتعلموا أن هذا الشعب لا يستحق إلا الوفاء والعطاء.
{ كلمة عزيزة
في ديسمبر الماضي دعت وزارة الثقافة والإعلام والسياحة بولاية الخرطوم أجهزة الإعلام والدنيا والعالمين لمؤتمر صحفي، دشنت من خلاله ، كما قيل لنا وقتها، مهرجان السياحة في الخرطوم، الذي قيل إنه سيستمر لمدة أربعة شهور تنتهي في أبريل، وظللت أراقب تفاصيل هذا المهرجان أن تتنزل الكلمة بكل ما تحمل الكلمة من بهرجة واحتفال وعروض ووفود.. لكن (من ديك وعيك) . فيا ناس وزارة الثقافة والسياحة بولاية الخرطوم أين مهرجانكم ،الذي بشرتم به؟ أين تفاصيله وفعالياته؟ أقول ليكم حاجة يطرشني لم أسمع بمهرجان ،عنده حفل افتتاح وليس فيه حفل ختام.
{ كلمة أعز
لاحظت وفي وسط الخرطوم أن هناك ما يفترض أنها حديقة مسورة ومكتوب عليها أنها حديقة الشهداء، وأنها تابعة لوزارة الثقافة والإعلام والسياحة.. والمساحة هذه تمثل قمة البؤس والتعاسة والإهمال، وكان بإمكان الوزارة التي تتبع لها أن تجعلها قطعة من الفردوس جمالاً وتنظيماً ، خاصة وأن موقعها في قلب الخرطوم.. لا أدري إن كان الوزير أو أركان وزارته أصحاب البِدل يعلمون بتبعية الحديقة لهم.. فإن كان يعلم وهي على هذه الحالة فهذه كارثة، وإن كان لا يعلم، فها أنا أخبره.. وليته أخرج الجالسين خلف المكاتب لتأهيلها وتشذيبها، وهو أولهم!!