مسالة مستعجلة
الأول مشترك !!
نجل الدين ادم
أغُلقت صناديق الاقتراع يوم أمس(الخميس) بسلام في كل ولايات السودان باستثناء ولاية الجزيرة وبعض الدوائر في جنوب كردفان ودارفور والتي مددت حتى اليوم (الجمعة)، لاحظنا أنه لم تسجل شكاوى تزوير تذكر، حالة برود بائنة وهدوء لازمت مرحلة الاقتراع. لم يعكر صفو تلك الأيام سوى اعتداءات قطاع الشمال على بعض الأبرياء في جنوب كردفان، بالتأكيد فإن اليوم ستبدأ عملية فرز الأصوات وذلك ربما يدع المجال واسعاً لأن تكون النتيجة معروفة لكل مرشح، سواء في رئاسة الجمهورية أو المجالس التشريعية، رغم أن الإعلان الرسمي للنتيجة سيكون في يوم (27) من الشهر الجاري.
وعلى ذكر النتيجة هذه استوقفتني عدد من الحوارات التي أجريت مع مرشحي الرئاسة وجميعهم كان يتحدث بأنه يضمن لنفسه فوزاً مستحقاً، أما المرشح “عمر البشير” فقد تحدث عنه نفر من قيادات المؤتمر الوطني بأنهم يراهنون على فوزه. وهذه التصريحات انضمت إلى قائمة تصريحات المرشحين المراهنين بالفوز، البعض منهم أضاف على استحياء عبارة (إذا كانت الانتخابات نزيهة..) وهذه ربما وضعت كخط رجعة إذا لم يحالف المرشح للرئاسة الحظ !!.
كل هذه التأكيدات بالفوز برئاسة الجمهورية جعلتني أقول إن النتيجة الأولية ربما تكون الـ(14) أول مشترك بالرئاسة فلان وعلان و…، وذلك بعد أن أعلن مرشحان اثنان أمس انسحابهما في مرحلة ليس مرحلة انسحاب. سألت نفسي إذا كان كل هؤلاء الـ(14) الأول مشترك في انتخابات الرئاسة هل سيؤدون جميعاً القسم رؤساء مشتركون؟ أم ستكون هناك تصفيات لإعلان الفائز؟!، وأنه لمن سخريات القدر أن يكون المرشح موقناً من سقوطه ويصر على التشويش على الرأي العام وعلى المواطن المغلوب على أمره، بحديث لا يقدم ولا يؤخر سيما أن مكان كل منهم معروف.
الانتخابات الماضية شهدت حيوية من واقع أن المرشحين كانوا من الوزن الثقيل، الأمة (القومي) دفع بـ”الصادق المهدي” والاتحادي (الأصل) بـ”حاتم السر”، والحركة الشعبية بـ”ياسر عرمان” والشعبي دفع بـ”عبد الله دينق نيال”و”مبارك الفاضل” عن حزب الأمة الإصلاح والتجديد إلى نهاية القائمة. ماذا تتوقعون من قائمة الـ(16) والتي ليس من بينها صاحب تجربة سياسية، سوى أن يقول كل واحد منهم إنه يضمن الفوز، فما أسهل القول!!.
من الأسباب التي جعلت الانتخابات هادئة دون ضوضاء في ظني هو أن الولاة خرجوا هذه المرة من دائرة المرشحين، اعتقد أن الحيوية دائماً ما تكتمل بدخول هؤلاء. وقد تبدت هذه الملاحظة في الانتخابات الماضية والولاة يخوضون غمار المنافسة بقوة، نأمل أن يعود هؤلاء إلى ساحات الانتخابات لتسخين المنافسة.
مسألة أخيرة.. أعتقد أن ما كسبته الحكومة من الانتخابات هذه المرة معرفة الأهداف المدسوسة لمراكز المراقبة الدولية بخاصة من أمريكا وأوربا. انظر إلى الاتحاد الأوروبي إذ كان هو الداعم الأساسي لانتخابات 2010 وبقوة لكنه تغيب هذه المرة، بل أرسل شكوكاً مسبقة عن عدم النزاهة. أتدرون لماذا دعم تلك الانتخابات؟، السبب أن الاتحاد الأوروبي كان يسارع إلى تحقيق انفصال الجنوب وقد اكتملت المسرحية بتحقيق الهدف. أرجو أن نعتبر من هذه المنظمات والتكتل ونتحقق من أهدافها قبل أن نفرح بها، لأن هؤلاء لا يريدون لنا الفرح.