تقارير

انطلقت الانتخابات أمس.. و"البشير" يصوّت بـ(مدرسة سان فرانسيس)

“غندور” يدلي بصوته ويؤكد استئناف الحوار الوطني بعد الانتخابات
مساعد الرئيس يؤكد حق المعارضة في التعبير عن رأيها دون اعتراض حق الآخرين في التصويت
“حامد ممتاز” يجزم بعدم مقدرة الحركة الشعبية على التأثير سلباً على  العملية الانتخابية
“فضل شعيب” يصف اليوم الأول للاقتراع بأنه يوم للتاريخ
د. “الحاج آدم”: التدافع في مركز (سان فرانسيس) يعكس الصورة الحقيقية لكل المراكز بالولايات
الخرطوم – يوسف – قندول
اتجهت أنظار الصحافيين ومراسلي الوكالات والفضائية، صباح أمس (الاثنين)، صوب مدرسة (سان فرانسيس)، جنوب القيادة العامة لقوات الشعب المسلحة، المركز الذي أدلى فيه مرشح المؤتمر الوطني  لرئاسة الجمهورية “عمر البشير” بصوته، في الانتخابات التي تعدّ نقطة البداية للاستحقاق الدستوري لخمس سنوات قادمة. وبقدر الزحام الذي أحاط بالمركز، إلا أن حالة الصمت والترقب كانت السمة الأبرز قبيل حضور “البشير”، وكان أول الحاضرين نائب رئيس الجمهورية الأسبق والقيادي بالمؤتمر الوطني د. “الحاج آدم”، ثم معتمد محلية الخرطوم اللواء أمن (م) “عمر نمر” ووزير الدفاع الفريق أول ركن “عبد الرحيم محمد حسين” ووزير الداخلية الفريق أول ركن “عصمت عبد الرحمن” ومساعد رئيس الجمهورية البروفيسور “إبراهيم غندور” ورئيس القطاع السياسي بالمؤتمر الوطني “حامد ممتاز” ووزير الرعاية والضمان الاجتماعي السابقة “أميرة الفاضل” ونائب رئيس البرلمان “سامية محمد أحمد”. وفي تمام الساعة الحادية عشرة والنصف صباحاً وصل “البشير” برفقه عقيلته “وداد بابكر” إلى المركز رقم (8) الخرطوم وسط بمدرسة (سان فرانسيس)، يرافقه عدد من قيادات الدولة والحزب، أبرزهم مساعد رئيس الجمهورية، نائبه في الحزب البروفيسور “إبراهيم غندور” والأمين السياسي للحزب “حامد ممتاز”. وفور وصوله بدأ “البشير” إجراء تصويته الانتخابي وسط فلاشات كاميرات المصورين، واستغرقت العملية حوالي خمس دقائق تسلم خلالها سبع بطاقات من مندوب المفوضية.. الأولى خاصة بمنصب رئاسة الجمهورية، وثلاث بطاقات خاصة بالبرلمان: الأولى للدوائر الجغرافية، الثانية للقوائم الحزبية النسبية والثالثة لقوائم المرأة، وثلاث بطاقات مماثلة لانتخاب المجلس التشريعي الولائي.
بينما أدلى نائب رئيس الجمهورية الفريق أول ركن “بكري حسن صالح” بصوته بكوبر، وأدلى مساعد رئيس الجمهورية نائب رئيس المؤتمر الوطني البروفيسور “إبراهيم غندور” بصوته في مركز الدائرة القومية (28) بمدرسة (خولة بنت الأزور) بالخرطوم شرق، دون حراسة شخصية مشددة.
وأدلى وزير الدفاع الفريق أول “عبد الرحيم محمد حسين” بصوته في مدرسة (سان فرانسيس)، كما أدلى بصوته بذات المدرسة وزير الداخلية الفريق أول ركن “عصمت عبد الرحمن”.
{ حق طبيعي
أبدى نائب رئيس المؤتمر الوطني البروفيسور “إبراهيم غندور” ارتياحه للإقبال الذي وصفه بالكبير، وقال في تصريحات صحفية بالمدرسة: (تابعنا في الولايات والخرطوم المواطنين وهم يذهبون لصناديق الاقتراع)، وأضاف: (شعبنا يمارس حقه ولا يتركه، ويختار من يريد).. وحول حملة (ارحل) التي أطلقتها القوى المعارضة الداعية لرحيل “البشير” وبشأن تنظيمها اعتصامات في دار حزب الأمة القومي قال “غندور”: (هذا حقهم الطبيعي، ونمارس حقنا، والشعب يمارس حقه)، وأردف: (لهم الحق أن يعتصموا، وينظموا الندوات، ويبقوا في بيوتهم، وليس لهم حق منع الآخرين من التصويت)، وبرر اعتقال عدد من كوادر الأحزاب قبل بدء العملية الانتخابية من قبل السلطات الأمنية بأن سببه محاولات البعض منع الآخرين من ممارسة حقهم، وقال: (له الحق أن لا يصوت، وليس له حق اعتراض الآخرين في ممارسة حقهم). ووصف تهديدات الحركة الشعبية– قطاع الشمال، بمنع قيام الانتخابات في ولاية جنوب كردفان بالطبيعية، وقال: (ظللنا نسمعها خلال الخمس سنوات الماضية ولكن القوات الأمنية صامدة).. وجدد تأكيدات حزبه بانطلاق الحوار الوطني بعد الانتخابات مباشرة.
{ نفي أم إثبات
استنكر الأمين السياسي للمؤتمر الوطني “حامد ممتاز” هجوم الحركة الشعبية أمس الأول على ثلاثة مراكز للانتخابات في جنوب كردفان، وقال في حديث للصحافيين إنها تعمل من خلال هذا الهجوم على زعزعة الأمن وحرق القرى الآمنة، وأضاف: (هذا أسلوب بربري، لا يشبه الأخلاق، ولا الأعراف السياسية)، وجزم بعدم تأثيره على العملية الانتخابية في الولاية، وقال إنها محاولة للوقوف ضد التيار السياسي العام الذي يسعى لتحقيق الاستقرار.
وأشار “ممتاز” إلى أن كل عملية سياسية تواجه بتحديات، وأوضح أن تحدي جلب الناخبين لمراكز الاقتراع يتغلبون عليه برغبة الشعب في تحديد خياراته. وقال: (وعي الشعب السياسي أكبر وأقدر على تجاوز التحديات)، وأضاف: (هذا ما عهدناه منه).. وهاجم “ممتاز” حملة (ارحل) بقوله إنها دعوة عاجزة وغير قادرة على تحقيق شيء.
ونفى المتحدث الرسمي باسم قوات الشعب المسلحة العقيد “الصوارمي خالد سعد” وقوع أي هجوم من جانب الحركة الشعبية على صناديق الانتخابات، وقال في تصريحات صحفية مقتضبة: (أي حديث عن هجوم غير صحيح)، وقطع بأن الوضع الأمني في الولاية مستقر لأبعد الحدود، مبدياً استعداد قواته لأي طارئ، إلا أنه عاد وقال إن تأمين الانتخابات يقع على عاتق قوات الشرطة. وشدد على أنه في حال  استدعى الأمر فالجيش جاهز.
وقال القيادي بالمؤتمر الوطني والمرشح بدائرة الشجرة د. “الحاج آدم” في حديثه لــ(المجهر) إن الانتخابات وسيلة لتطبيق الديمقراطية في البلاد، مشيراً إلى أن التدافع الذي شهده مركز (سان فرانسيس) يعكس الصورة الحقيقية لكل المراكز بالولايات، ويعبر عن رغبة الشعب ويمنح إشارة قوية للذين قاطعوا الانتخابات وتابع: (أقول للذين لم يقترعوا حتى الآن لديهم فرصة في الحوار الوطني ومتى ما اقتنعوا  بذلك يمكن أن يلحقوا بركب المحاورين).

(2)
من جانبها قالت نائب رئيس البرلمان “سامية محمد” لــ(المجهر) إن المجتمع السوداني عليم بممارسة حقه الدستوري، وإن العملية الانتخابية التي بدأت أمس ستجد الدعم من المواطنين كافة، ودعتهم لممارسة حقهم الدستوري والقانوني.
وبعد أن أدلى المرشح لرئاسة الجمهورية عن حزب الحقيقة الفيدرالي “فضل عيسى” شعيب بصوته بمدرسة (ذات النطاقين) بكوبر، قال لـــ(المجهر) إن اليوم يعدّ يوماً للتاريخ مارس فيه حقه الديمقراطي والدستوري والقانوني، وهو عمل محبب يعبر عن التداول السلمي للسلطة عبر الانتخابات، التي تجعل البلاد تتقدم خطوات بفضل هذه الممارسة.

وأكد “فضل السيد شعيب” رضاه عن سير العملية الانتخابية على الرغم من وجود بعض الملاحظات التي وصفها بأنها لا ترتقي إلى التشكيك في العملية الانتخابية. وانتقد تصريحات رئيس حزب الأمة القومي “الصادق المهدي” الذي وصف الانتخابات بالمسرحية من قبل الحكومة والمشاركين معها. وبرر “شعيب” مشاركتهم بأنها أتت نتيجة   قناعة بأن عليهم المشاركة في الانتخابات حتى لو كانت ناقصة  لأنها أفضل من التماس التغيير عن طريق السلاح.
من جانبه أكد مرشح رئاسة الجمهورية “محمد أحمد الأرباب” نزاهة العملية الانتخابية بالمستويات كافة من حيث المراقبة وعدم تدخل أي من الأطراف فيها. وقال “الأرباب”- طبقاً للمركز السوداني- عقب إدلائه بصوته في محلية البقعة بأم درمان إن إقبال المواطنين في اليوم الأول على مراكز الاقتراع أثبت أن حملة (ارحل) ما هي إلا حبر على ورق، مشيراً إلى مروره على دوائر حزب الأمة الفيدرالي كافة برئاسة دكتور “بابكر نهار”، وكشف عن أخطاء فنية من قبل المفوضية القومية للانتخابات تمثلت في عدم اعتماد مناديبه في كل من ولايات الجزيرة والنيل الأزرق ودارفور والذين لم تصلهم الخطابات حتى الآن، مبيناً أنه عرض الأمر على المفوضية ووعدت بدورها بتسليم المناديب خطاباتهم عبر الفاكس خلال اليوم الأول للاقتراع (أمس).
وطبقاً لمفوضية الانتخابات، فإن حوالي (13) مليون و(600) سوداني يحق لهم الاقتراع في أكثر من (10) آلاف مركز على امتداد السودان. ويتنافس (1072) مرشحاً على مقاعد البرلمان الوطني البالغة (425) مقعداً، في حين يتنافس أكثر من (7) آلاف مرشح على مقاعد المجالس التشريعية للولايات البالغة (2235) مقعداً.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية